يا أشقاء الدين والدم تعاملوا مع فلسطين بضمير كويتي

نشر في 02-08-2024
آخر تحديث 01-08-2024 | 20:00
 محمد خالد

للسياسة دهاليزها وسراديبها وطرقها الملتوية وغاياتها وأهدافها، وإن تعارضت مع القيم الإنسانية وحساباتها، وإن تنافرت مع كل رابط مقدس، لكن السياسة بصفاتها السابقة ليست مبدأ عاما إنما تعرف أنها سياسة مصالح لا تحتكم إلى قلب ولا تركن إلى ضمير.

ومن يريد الآن رؤية سياسة المصالح في أوضح صورها وأقبح نتائجها سيجدها تتجسد في أحداث غزة، فالجميع يعي أن هناك أرواح أبرياء تُزهق دون ذنب، وأن عليهم واجب السعي للحفاظ على من تبقى منهم، لكنهم يرون في الوقت ذاته أن تلك الأرواح ضريبة القضاء على التنظيمات (الإرهابية) المزعجة التي تسعى لإفساد علاقات الدول بحلفائها، وتدفع باستقرار المنطقة نحو الهاوية!

إن تعامل أشقاء الدم والدين بحسابات خاصة مع محنة كتلك التي يتعرض لها أهلنا في غزة نسفا وقصفا ورميا بالقنابل الفسفورية، مخلّفة أشلاء يصعب تجميعها أو التعرف على أجزائها، يسقط حقنا في انتقاد أو حتى لوم الضمير العالمي، بينما ضميرنا في سُبات عميق تحركه حسابات سياسية ضيقة.

وفي ضوء ما سبق، نتساءل عن أسباب عدم استفاقة الضمير العربي والإسلامي حتى الآن رغم نيله الجرعة الأكبر من الصدمات الإنسانية في عصره الحديث، وهو يشاهد يوميا منذ تسعة أشهر النتائج المروعة للقصف الصهيوني لقطاع عربي صغير بما يعادل ثلاث قنابل نووية، فلماذا لم تنجح تلك المجازر في إخراج السياسة العربية والإسلامية من دهاليزها منتفضة برغم بحور الدماء البريئة التي ملأت سراديبها؟

كنت أتمنى أن تتعامل الدول العربية والإسلامية مع ما يحدث في فلسطين بضمير كويتي، ذي الفزعة الصادقة التي لا تعرف الدهاليز بل بموقف سياسي واضح لا يعتريه غموض، فنحن هنا لا ندعو للحرب، إنما لموقف قوي حازم طال انتظاره «تُحمر فيه العين» على كيان همجي لا يعترف بسياسة اللين ومسك العصا من المنتصف التي يدعي مروجوها أنها الأصلح للفلسطينيين، وكيف تكون الأصلح في ظل هذا الكم الهائل من القتلى والجرحى الذين يسقطون يوميا على مدار شهور؟ وأي نسبة يرويدونها من الضحايا حتى تتغير السياسات وتغادر دهاليزها؟!

back to top