حسين يفكر: «منو خان أسرار؟»
ما الخيانة؟ وما أشكالها؟ إخلاص وتضحية؟ تفان وإيثار؟ أم ولاء وانتماء؟ لكن مهلاً من الخائن؟ هل هو حي يرزق أم انتقل الى جوار ربه؟ إنها قصة طويلة لا يخلدها إلى الأبطال، مثل «أسرار» فمن «أسرار»؟
أسرار التي جابهت العدو الغاشم وآمنت بميلاد فجر النصر للكويت، لم تتوان عن أيّ خطوةٍ للنصر، وتأمين الأجانب، وإمداد الأرامل بالغذاء، وإعداد التقارير العسكرية، والتواصل مع القيادات الكويتية في الخارج، وتوفير الأسلحة، وتفخيخ السيارات، واختراق الحصار الإعلامي وغيرها الكثير من أفعالٍ أثبتت شجاعتها وبطولاتها!
بدأت قصة بطولة أسرار ليلة العدوان الأولى في شهر أغسطس 1990، وهنا الشرارة الأولى لأنها تنكرت بزيّ خادمةٍ لدخول وتهريب السجل المدني من عدة مراكز حكومية سيطر عليها العدو الغادر، وقامت بتعطيل أجهزة المراقبة الهاتفية في منطقة مشرف، الوحيدة التي استطاعت كسر الحصار الإعلامي واختراق الشيفرات للاتصال بوكالات الأنباء العالمية مثل (CNN)، حيث أخبرت العالم بأكمله بالمجريات العدوانية على أرض الكويت والوضع الراهن فيها بنفاد الأسلحة وقتل الأبرياء والأسرى، واتصالها جعل الجهات الإعلامية تغامر لتغطي أخبار هذا العدوان!! لكن هل من خائنٍ في الجوار أبلغ القوات العراقية عنها واخترق حذر أسرار؟
4 نوفمبر 1990 أثناء مرور أسرار القبندي على إحدى نقاط التفتيش التي أقامها العدو عند تقاطع مشرف وبيان تم اعتقالها، 72 يوماً من الاعتقال ذاقت أسرار فيها أبشع أشكال العذاب والإجرام الوحشي، بالصدمات الكهربائية واقتلاع الأظافر وتوجيه السلاح إلى رأس والدها، وتم تهديدها للإفشاء بأسرار المقاومة الكويتية، لكنها رفضت ولم تتراجع! تحملت كل العذاب لينتهي الأمر بإعدام أسرار وتحقيق هدف صدام الثالث عشر على يد الجيش العراقي، جثةٌ هامدةٌ على باب منزل والدها، رأسٌ بنصفين، عينان جاحظتان، رأس مهشم، رصاصات متفرقة في الصدر، نبأ استشهادها أحزن قلوب الكويتيين وأدمع مقلهم.
شهيدةٌ في الجنان وخالدةٌ في الأذهان، فهل تعرفون أسرار التي ضحت بحياتها لأجل استقلال الكويت ومستقبل أبنائها؟
ختامًا، أسرار رحلت لنبقى نحن وحملت معها أسراراً، كاسم الخائن الذي أبلغ عنها، فهل هو يا ترى حر طليق؟ أم انتقل إلى جوار ربه؟