«رفاق كريستيانو» لإنهاء مغامرة سويسرا

نشر في 06-12-2022
آخر تحديث 05-12-2022 | 21:34
يلتقي اليوم الثلاثاء المنتخب البرتغالي مع نظيره السويسري في الدور ثمن النهائي لبطولة كأس العالم 2022 بقطر.

تبدو البرتغال المرشحة الأبرز لبلوغ الدور ربع النهائي، عندما تواجه سويسرا اليوم الثلاثاء في مونديال قطر 2022 على ملعب لوسيل، لكنها تدرك أن منتخب «لا ناتي» المنتفض وصاحب المفاجآت أمام عمالقة الكرة في السنوات الاخيرة سيكون نداً صعب المراس.

وتملك «سيليساو» ربما من أفضل العناصر في جميع المراكز، ولكن يعاب على المدرب فرناندو سانتوش أنه لا يستخرج الأفضل من بعض لاعبيه، في تشكيلة قادرة على تحقيق لقب عالمي أول في تاريخها.

وبلغت البرتغال الأدوار الإقصائية في قطر للمرة الخامسة في كأس العالم، وتبقى أفضل نتيجة لها المركز الثالث في مونديال إنكلترا 1966، وفي التاريخ الحديث المركز الرابع في 2006.



رونالدو قياسي

في قطر 2022، تصدرت البرتغال مجموعتها الثامنة بعد فوزين افتتاحيين على غانا والأوروغواي قبل أن تسقط في المواجهة الأخيرة ضد كوريا الجنوبية بعد أن ضمنت تأهلها.

وصنع النجم كريستيانو رونالدو التاريخ في الدور الأول عندما بات أول لاعب يسجل في خمس نسخ من كأس العالم، بهدفه الوحيد الذي جاء من ركلة جزاء في الفوز 3 - 2 على غانا في المباراة الاولى.

لكن زميله برونو فرنانديش خطف الأضواء بعد أن ساهم بشكل مباشر في أربعة أهداف من أصل ستة في ثلاث مباريات، مسجلا اثنين بالاضافة الى تمريرتين حاسمتين.

ويدرك رونالدو أن عليه أن يرتقي في مستواه إذا أراد المساهمة في بلوغ البرتغال الدور ربع النهائي للمرة الثالثة فقط في تاريخها، وسيكون عاشق الارقام القياسية حتما متحفزا بعد أن تجاوزه غريمه الازلي ليونيل ميسي في عدد الاهداف المسجلة في النهائيات العالمية (9 مقابل 8)، بعدما أحرز البرغوث هدفا في فوز الأرجنتين 2 - 1 على أستراليا السبت ليقودها الى ربع النهائي.

إذا غاب رونالدو، تملك البرتغال خيارات عدة مع رافايل لياو وجواو فيليكس اللذين سجل كل منهما هدفا في دور المجموعات، إضافة إلى فرنانديش وبرناردو سيلفا.

تأهل أول منذ 1954

وأحدثت سويسرا أكبر المفاجآت في كأس أوروبا صيف العام الماضي، عندما أطاحت فرنسا بطلة العالم من ثمن النهائي بركلات الترجيح، بعد أن عادت من تأخر 3 - 1 في الوقت الاصلي لتسجل اثنين في آخر عشر دقائق وتفرض شوطين إضافيين.

وكان الحارس يان سومر بطل الموقعة بتصديه للركلة الاخيرة لكيليان مبابي، وكادت «لا ناتي» تواصل مفاجآتها عندما فرضت أيضا ركلات الترجيح على إسبانيا في ربع النهائي، لكن هذه المرة لم يبتسم لها الحظ.

وأكدت أن ما حققته في كأس أوروبا لم يكن وليدة صدفة، إذ تصدرت مجموعتها في تصفيات المونديال أمام ايطاليا بطلة أوروبا التي فشلت في التأهل عبر الملحق لاحقا الى النهائيات العالمية للمرة الثانية تواليا.

ومع وصول مونديال قطر إلى أدواره الإقصائية، ستكون سويسرا بأمس الحاجة الى سومر الذي غاب عن الفوز الحاسم 3 - 2 على صربيا في الجولة الأخيرة في دور المجموعات بسبب المرض بعد مشاركته أساسيا ضد البرازيل والكاميرون.

متسلحة بكل تلك النتائج والمفاجآت في السنتين الأخيرتين، إضافة إلى خط هجوم يقوده بريل إمبولو صاحب الهدفين في قطر، ولاعبين بارزين أمثال غرانيت تشاكا وجيردان شاكيري، تطمح سويسرا بقيادة مدربها التركي الاصل مراد ياكين بلوغ ربع النهائي للمرة الرابعة في تاريخها والأولى منذ 1954 على أرضها.

وستكون هذه المواجهة الأولى على الإطلاق بين المنتخبين في نهائيات كأس العالم، والثالثة بينهما هذا العام، بعد دور المجموعات في دوري الأمم الأوروبية عندما فازت البرتغال ذهابا 4 - 0 في لشبونة وخسرت إيابا 1 - 0 في جنيف، أما المباراة الوحيدة في بطولة كبرى (مونديال أو يورو)، بدور المجموعات لكأس أوروبا 2008 فكانت من نصيب «لا ناتي» 2 - 0.

ورغم أن سويسرا لم تعد لقمة سائغة في السنوات الاخيرة، لكن المنتخب الذي لا يزال يبحث عن لقب أول كبير في تاريخه يأمل أن يكون حصانا أسود مجددا، ويضرب موعدا مع الفائز من لقاء إسبانيا والمغرب في ربع النهائي.


صانع الألعاب برونو فرنانديش صانع الألعاب برونو فرنانديش

فرنانديش «القائد الحقيقي»

إذا كان النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو يستأثر بالاهتمام في كل مرة يخوض خلالها مباراة في صفوف منتخب بلاده بمونديال 2022، وتسلط عليه الكاميرات، فإن القلب النابض في «سيليساو أوروبا» هو صانع الألعاب برونو فرنانديش.

اهتمام وسائل الإعلام برونالدو، وتقدير الرأي العام له، يجعل زملاءه يلعبون الأدوار الثانوية، بيد أن لاعب وسط مانشستر يونايتد فرنانديش بدأ يلفت النظر كصانع الألعاب الرئيس في صفوف فريقه، وسجل ثنائية سمحت لمنتخب بلاده بحسم التأهل لثمن النهائي قبل الجولة الأخيرة.

وقرر سانتوش إراحة فرنانديش في لقاء كوريا الجنوبية، لكن في غيابه فشل المنتخب البرتغالي في صناعة الكثير من الفرص الواضحة.

وبدأ فرنانديش يصبح الركيزة في صفوف المنتخب البرتغالي والقائد الحقيقي المرشح لحمل الشارة بعد اعتزال رونالدو.

وكان فرنانديش مهندس الفوز بنجاحه في تمريرتين حاسمتين خلال فوز البرتغال على غانا 3 - 2 على الرغم من أن رونالدو دخل التاريخ في تلك المباراة بعد تسجيله هدف الافتتاح من ركلة جزاء مشكوك في صحتها ليصبح بالتالي أول لاعب يسجل في خمسة نهائيات مختلفة في كأس العالم بعمر السابعة والثلاثين.

وضد الأوروغواي سجل فرنانديش ثنائية، إحداها من ركلة جزاء وحرمه القائم من أن يصبح أول لاعب يسجل ثلاثية في المونديال الحالي.

ويتفوق فرنانديش على رونالدو هذا العام، لا سيما من ناحية الأهداف في صفوف البرتغال، حيث سجل 7 أهداف في 11 مباراة، مقابل 3 فقط لرونالدو في 10 مباريات.


مدرب سويسرا مراد ياكين مدرب سويسرا مراد ياكين

ياكين: نحن جاهزون

اوضح مدرب منتخب سويسرا مراد ياكين انه لا يفكر أبداً بمسألة صناعة التاريخ عندما يواجه نظيره البرتغالي اليوم في مونديال قطر 2022. ولم تبلغ سويسرا الدور ربع نهائي كأس العالم منذ أن استضافت النهائيات قبل 68 عاماً، لكن في حينها كان التأهل مباشرة من دور المجموعات لربع النهائي من دون المرور بثمن النهائي بحكم وجود أربع مجموعات من أربعة منتخبات كل منها (16 بالمجمل).

انتهى مشوار سويسرا في حينها على يد النمسا بالخسارة 5 - 7، وعجزت بعدها أيضاً عن تحقيق أي فوز في دور إقصائي بخروجها من ثمن النهائي أعوام 1994 و2006 و2014 و2018.

وقال ياكين خلال المؤتمر الصحفي أمس الاثنين عشية اللقاء المقرر في لوسيل «نحن ندرك أننا ندخل المباراة بفريق مستعد بشكل جيد وناضج».

وتابع أن «القدرة على كتابة التاريخ لن تكون حاسمة بالنسبة لنا. نحن نعرف خصومنا وأظهرنا أننا قادرون على هزيمتهم. ثم بعدها (بعد الفوز) قد يمكننا التحدث عن التاريخ... لا أحد يهتم بعد الآن بما حدث في الماضي».

وأفاد بأن فريقه بأكمله متاح لخوض اللقاء ضد كريستيانو رونالدو ورفاقه من دون أن يعطي أي تلميحات بشأن تشكيلته الأساسية، مكتفياً بالقول «نحن جاهزون. لدينا فريق مكتمل واللاعبون الذين كانوا غائبين قد عادوا».

وفازت سويسرا على البرتغال 1 - صفر في جنيف خلال دوري الأمم الأوروبية في يونيو بعد أسبوع من خسارتها صفر - 4 في لشبونة، لكن ياكين رأى أن مباريات من هذا النوع لا أهمية لها لأنه «مرت ستة أشهر منذ آخر مواجهة وهذه فترة طويلة جداً في كرة القدم. لا نعرف من يلعب معهم، من يلعب في قلب الدفاع. إذا ركزنا كثيراً على الخصم، فإننا نفقد التركيز على أنفسنا».

back to top