نزال «الماتادور» و«أسود الأطلسي»

نشر في 06-12-2022
آخر تحديث 05-12-2022 | 19:00
وليد الركراكي مدرب المغرب - حكيم زياش نجم المغرب - ياسين بونو حارس مرمى المنتخب المغربي - موراتا نجم إسبانيا - إنريكي مدرب إسبانيا - لاعب وسط المنتخب الإسباني كارلوس سولير
وليد الركراكي مدرب المغرب - حكيم زياش نجم المغرب - ياسين بونو حارس مرمى المنتخب المغربي - موراتا نجم إسبانيا - إنريكي مدرب إسبانيا - لاعب وسط المنتخب الإسباني كارلوس سولير

بعدما كرر إنجازه التاريخي، الذي حققه قبل 36 عاماً، بالصعود لدور الـ 16 بنهائيات كأس العالم، المقامة حالياً في قطر، يسعى منتخب المغرب لصنع تاريخ جديد ببلوغ دور الثمانية لأول مرة في تاريخ كرة القدم العربية بالمونديال، على حساب إسبانيا الطامحة للقب، في مباراة تجمعهما اليوم على استاد «المدينة التعليمية».

وستكون هذه النسخة الثانية على التوالي التي يلتقي خلالها المنتخبان في كأس العالم، بعد تواجهما في مرحلة المجموعات بالمونديال الماضي في روسيا، حيث اقتنص «الماتادور» تعادلاً مثيراً في اللحظات الأخيرة 2-2.

طريق التأهل

وصعد منتخب المغرب لدور الـ 16 في مونديال قطر عقب تربعه على قمة المجموعة السادسة «القوية» برصيد 7 نقاط، بعد تحقيقه انتصارين وتعادلاً وحيداً، ليصبح صاحب الرصيد الأعلى من النقاط في الدور الأول بالاشتراك مع منتخبي هولندا وإنكلترا، اللذين حققا الرصيد ذاته في مجموعتيهما، من إجمالي 32 منتخباً مشاركاً في مرحلة المجموعات.

وافتتح فريق المدرب المغربي وليد الركراكي مشواره في المجموعة بالتعادل بدون أهداف مع منتخب كرواتيا، وصيف المونديال الماضي، قبل أن يحقق انتصاراً تاريخياً 2-صفر على منتخب بلجيكا، صاحب المركز الثاني عالمياً في آخر تصنيف للمنتخبات أصدره الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، الذي احتل أيضاً المركز الثالث في مونديال روسيا.

وأثبت منتخب المغرب، الذي يشارك في كأس العالم للمرة السادسة في تاريخه والثانية على التوالي، جدارته بالصعود لدور الــ 16 بعد تغلبه 2-1 على منتخب كندا في ختام مشواره بمرحلة المجموعات.



وساهم الأداء اللافت للمنتخب المغربي، الذي أصبح أيضاً الممثل الوحيد للمنتخبات الإفريقية في المونديال الحالي عقب خسارة السنغال صفر- 3 أمام إنكلترا في دور الـ 16، في تعزيز الآمال بالمضي قدماً في البطولة، خصوصاً وسط المؤازرة الجماهيرية التي يتمتع بها.

ويحلم منتخب المغرب بأن يصبح أول فريق عربي في التاريخ يبلغ دور الثمانية بالمونديال، كذلك رابع منتخب إفريقي يحقق هذا الإنجاز، بعد الكاميرون والسنغال وغانا في نسخ 1990 و2002 و2010 على الترتيب، على الرغم من صعوبة المهمة التي تنتظره أمام المنتخب الإسباني، الذي توج بكأس العالم قبل 12 عاماً.

ويمتلك منتخب المغرب العديد من العناصر القادرة على مواجهة المنتخب الإسباني، بما يمتلكه من نجوم في الأندية الأوروبية، مثل يوسف النصيري، مهاجم إشبيلية الإسباني، وزميله في الفريق الأندلسي، الحارس ياسين بونو، اللذين لن تكون مواجهة نجوم منتخب إسبانيا بالغريبة عليهما.

ويطمح منتخب المغرب إلى تحقيق انتصاره الخامس في تاريخه بالمونديال، ليفض شراكته مع المنتخب السعودي كأكثر المنتخبات العربية فوزاً في البطولة، برصيد 4 انتصارات لكل منهما.

كما يأمل المنتخب المغربي تحقيق فوزه الرابع على المنتخبات الأوروبية بكأس العالم، بعدما تغلب على البرتغال واسكتلندا في نسختي 1986 و1998 على الترتيب، إضافة للمنتخب البلجيكي في تلك النسخة.

سقوط مفاجئ

من جانبه، تخطى منتخب إسبانيا، الذي يشارك في المونديال للمرة الـ 16 في تاريخه، الدور الأول في كأس العالم للمرة الـ 11، بعدما حصل على المركز الثاني في ترتيب المجموعة الخامسة، عقب حصده 4 نقاط، إثر تحقيقه انتصاراً وحيداً وتعادلاً واحداً، وخسر في مباراة واحدة.

واستهل فريق المدرب لويس إنريكي مشاركته في المونديال الحالي بانتصار كاسح 7 - صفر على كوستاريكا، قبل أن يتعادل 1-1 مع المنتخب الألماني، لكنه تلقى خسارة مباغتة 1-2 أمام منتخب اليابان في الجولة الأخيرة، ليقتنص تذكرة الصعود للدور الثاني، عقب تفوقه بفارق الأهداف على منتخب ألمانيا، صاحب المركز الثالث، المتساوي معه في نفس الرصيد.

وأثار السقوط المفاجئ أمام اليابان التساؤلات بشأن إمكانية تعمد منتخب إسبانيا الخسارة للابتعاد عن مواجهة كرواتيا في دور الـ 16 أو ملاقاة البرازيل أو الأرجنتين في الأدوار القادمة بالمونديال، غير أن سيرخيو بوسكيتس، قائد منتخب (الماتادور) نفى هذه التكهنات.

وكانت المواجهة الأولى للإسبان ضد المنتخبات العربية بمونديال 1986، حينما تغلب 3 - صفر على الجزائر بمرحلة المجموعات، قبل أن يفوز على تونس 3-1 ثم على السعودية 1 - صفر بالدور ذاته في نسخة 2006 بألمانيا.

يذكر أن الفائز من مباراة المغرب وإسبانيا سوف يلتقي في دور الثمانية يوم السبت المقبل على ملعب (الثمامة)، مع الفائز من مباراة البرتغال وسويسرا.


ياسين بونو حارس مرمى المنتخب المغربي ياسين بونو حارس مرمى المنتخب المغربي

بونو: مباراة تنافسية

أكد ياسين بونو، حارس مرمى المنتخب المغربي، أن إسبانيا ستجبر بلاده على الارتقاء بالأداء عقب بلوغ دور الـ 16 لكأس العالم للمرة الثانية في تاريخ أسود الأطلسي.

وبلغ المنتخب المغربي دور الـ 16 بعدما تصدر المجموعة السادسة برصيد 7 نقاط من انتصارين وتعادل وبسجل خال من الهزائم، متفوقا على منتخب كرواتيا وصيف بطل العالم وبلجيكا صاحبة المركز الثاني بتصنيف الاتحاد الدولي (الفيفا). وقال بونو أمس: «لقد صنعنا التاريخ بالفعل ببلوغ دور الـ 16 لكننا نريد المزيد، أن نطيح بإسبانيا، وهو ما سيصنع التاريخ في هذه النسخة من كأس العالم، وفي قصتنا الكروية ببلادنا»، مضيفاً: «نريد إسعاد شعبنا، مستعدون تماماً، لقد تحسنا أكثر وأكثر بمرور كل مباراة، واثق من أننا سنظهر بصورة جيدة». وختم حارس اشبيلية الإسباني بالقول: «إسبانيا ستجبرنا على تقديم أفضل ما لدينا، إنها مباراة تنافسية للغاية، سيحسمها أدق التفاصيل، علينا الاستعداد لذلك.

سولير لم يفقد الأمل في المشاركة

رغم إدراكه أنه ينتقل الى فريق يعج بالنجوم، وقد يعاني للحصول على فرصته، لا يشعر لاعب وسط المنتخب الإسباني كارلوس سولير بأي ندم حيال انضمامه من فالنسيا الى باريس سان جرمان الفرنسي الصيف الماضي، مشيراً إلى أنه لم يكن يخشى أن يتسبب ذلك في حرمانه من المشاركة بمونديال قطر 2022.

وبالفعل، عانى ابن الـ 25 عاماً في الحصول على الدقائق التي يتمناها في أرضية الملعب، إلا أن ذلك لم يمنع مدرب المنتخب الإسباني لويس إنريكي من ضمه الى تشكيلة مونديال قطر رغم المنافسة القوية في مركزه.

وقال سولير إنه كان دائماً مؤمناً بأنه سيخوض النهائيات، لكنه لم ينفِ أن الاستبعاد عن المونديال «شيء يدور في ذهنك دائماً، لكن في النهاية آمنت بنفسي»، مضيفاً: «أعتقد أن العمل الذي كنت أقوم به في المنتخب الوطني كان جيداً، وأن ما قمت به على أرض الملعب سيكون جيداً» بما فيه الكفاية لاستدعائه.

وبعدما دخل بديلاً في المباراة الأولى، سجل سولير الهدف قبل الأخير في الانتصار الكاسح على كوستاريكا 7 - صفر، لكنه غاب نهائياً عن المباراتين التاليتين ضد ألمانيا (1-1) واليابان (1-2).

ويبدو أن إنريكي حسم أمره بشأن هوية لاعبي الوسط مع اعتماده على ثلاثي برشلونة سيرجيو بوسكيتس وبيدري وغافي، لكن سولير لم يفقد الأمل بالحصول على فرصته، ولا يتذمر من خيارات مدربه الذي اعتبره «أحد أفضل المدربين الذين أشرفوا عليّ».

ويلعب سولير مع حكيمي في سان جرمان، وقد يتواجهان اليوم في سيناريو تحدثا عنه قبل النهائيات.


قلب هجوم المنتخب المغربي يوسف النصيري قلب هجوم المنتخب المغربي يوسف النصيري

النصيري... لاعب من طراز عالمي

إذا كان المنتخب المغربي لكرة القدم بلغ الدور ثُمن النهائي لنهائيات كأس العالم لكرة القدم في قطر، فإنه يدين بذلك بنسبة كبيرة إلى «القطعة الاستراتيجية»، قلب هجومه يوسف النصيري في «رقعة» مدربه وليد الركراكي.

دافع الركراكي عن النصيري قبل المونديال، بعدما ارتفعت الأصوات مطالبة باستبعاده، أقله من التشكيلة الأساسية، ومنح الفرصة لعبدالرزاق حمدالله، مهاجم اتحاد جدة السعودي. وأكد المدرب حتى قبل إعلان التشكيلة الأولية من 55 لاعباً أن النصيري سيكون في المونديال.

كان الركراكي يدرك جيداً ما يقوله، فالمهاجم المولود في الأول من يونيو 1997 بمدينة فاس أبلى بلاءً حسناً حتى الآن في قطر.

في المباراة الأخيرة ضد كندا، كان سبباً في افتتاح منتخب بلاده للتسجيل عندما ضغط على حارس المرمى ميلان بوريان، فأرغمه على مراوغته، حيث طالت عنه الكرة، ليلعبها زياش ساقطة داخل المرمى الخالي (4).

سجَّل الهدف الثاني عندما انسل خلف الدفاع الكندي، إثر تمريرة رائعة من حكيمي أنهاها بتسديدة قوية من داخل المنطقة إلى يسار الحارس (23).

«لا غنى عنه في التشكيلة»

قال الركراكي: «لا يقدِّر موهبة النصيري إلا مدربون أمثالي، إنه موهبة ولاعب من طراز عالمي ينفذ ما أطلبه منه، لذلك حافظ على مركزه الأساسي، ليس معي فحسب، بل مع مَن سبقني من مدربين، إنه لاعب لا غنى عن خدماته في التشكيلة».

ضرب النصيري بقوة في المباريات الثلاث لـ «أسود الأطلسي» بمونديال قطر توجها في المباراة الأخيرة ضد كندا بهدف هو السادس عشر له في 53 مباراة دولية، وبات أول لاعب مغربي يسجل في نسختين متتاليتين، بعدما كان هز شباك إسبانيا في الجولة الثالثة الأخيرة من دور المجموعات في نسخة روسيا 2018.

وتساوى النصيري مع عبدالرزاق خيري وصلاح الدين بصير وكاماتشو، الذين سجل كل منهم هدفين في العرس العالمي بثنائية الأول في نسخة 1986، والثاني والثالث في نسخة 1998.

«فخور بتسجيله»

أكد النصيري أنه «فخور» بتسجيله في نسختين مختلفتين بكأس العالم، بعدما سجل في مرمى إسبانيا بمونديال 2018، ثم كندا في النسخة الحالية.

وأضاف: «بعض من انتقد انضمامي لـ (الأسود) يشيد الآن بقدراتي وفاعليتي مع المنتخب المغربي. أنا لا أكثرت للانتقادات، باستثناء البنَّاءة، لأنني أرغب في التطور والتحسن، لكنني أعمل بجد واحترافية من أجل إثبات قدراتي والرد على الانتقادات في أرضية الملعب، بالجهد الذي أبذله، والأهداف الحاسمة التي أسجلها».

وأردف: «ثقة المدرب (الركراكي) أعطتني زخماً كبيراً، والحمد لله لم أخذله حتى الآن. سنواصل العمل بهذه الطريقة، والأهم مواصلة تخطي الأدوار حتى نبلغ أبعدها، ونكتب تاريخاً جديداً للمنتخب الوطني».

back to top