حتى الحمير ماتت عطشاً في السبخية

نشر في 10-07-2024
آخر تحديث 10-07-2024 | 19:28
No Image Caption

تقف عدة نساء ريفيات بوجوه شاحبة أمام مسجد في قرية بوسط تونس، تحت أشعة شمس الصيف الحارقة بالقرب من أحد آخر مصادر المياه المتاحة بقريتهن، وهو أساساً خرطوم مخصص لريّ المحاصيل.

تصف النساء دلاء الماء الفارغة بانتظار عودة تدفق المياه من الخرطوم الذي يضخ غالباً مياهاً غير صالحة للشرب في بلدة السبخية قُرب مدينة القيروان التاريخية.

تقول إحدى هؤلاء النساء، ربح الساكت (56 عاماً): «نعيش بمنطقة مهمَّشة. نحتاج فقط إلى ماء نشربه»، في حين تقول ليلى بن عرفة (52 عاماً) ونساء أخريات «نحمل الدلاء البلاستيكية على ظهورنا، لأنه حتى حميرنا نفقت من العطش».

وغالباً ما تسجل بالمنطقة خلال الصيف حرارة تناهز أحيانا الخمسين درجة.

وكانت قرية السبخية الصغيرة، التي تسكنها نحو 250 أسرة، على بُعد نحو 30 كيلومتراً شمال القيروان، تضم بئراً واحدة من هذا النوع. لكن في 2018، أغلقت البئر، لتراكم الديون وعدم دفع فواتير الكهرباء، وبات سكان المنطقة بلا مضخات لاستخراج المياه منذ 6 سنوات.

ومنذ ذلك الحين، تعتمد العائلات على الآبار التي حفرها المزارعون المحليون لريّ أراضيهم.

ويؤكد علي كمّون (57 عاماً)، وهو يشير إلى ندبة طويلة في بطنه، أنه أجرى عمليتين جراحيتين بسبب أمراض تنتقل عن طريق المياه الملوثة.

فيما تقول جارته إن «نصفنا يعاني مشاكل في الكلى، والمياه ملوثة، لكن علينا أن نشربها».

back to top