فنانون: الوعي والثقافة ضروريان في المسرح
طالبوا خلال ندوة «المسرح الجديد بالكويت» الجهات المعنية بمنح المسرحيين الرعاية والاهتمام
ضمن موسمه الثاني عشر، أقام الملتقى الثقافي لقاء بعنوان «المسرح الجديد في الكويت»، بمشاركة الفنان خالد المظفر، والمخرج عبدالعزيز صفر، والفنان والمخرج محمد الحملي، إضافة إلى حضور كبير من المهتمين بالحركة المسرحية.
في البداية، قال المظفر إن الفن لا يقتصر على الممثلين، فالفن يجمع الفنان التشكيلي، والروائي، والناقد، ومهندس الديكور، وغيرهم، مبينا أنه للحديث عن صناعة مسرح جديد يرى، من وجهة نظره البسيطة، أنه لا يمكن أن يكون هناك مسرح من دون وعي، ومؤكدا أن بعض نجوم المسرح لديهم قلة وعي وثقافة، فعلى سبيل المثال ليس لديهم الوعي المسرحي ولا يعرفون المؤلفين المسرحيين، ولا النصوص العالمية، مبينا أن هذا الشيء أثّر على الذوق العام، فأصبح السائد العمل المسرحي الهزلي والكوميدي الذي يتضمن كوميديا فقط.
واستذكر المظفر المخرج عبدالعزيز صفر أحد المواقف، وهي أنه عندما طلب منه عام 2008 قراءة مسرحية بيت الدمية لمؤلفها هنريك إبسن، ومن ثمّ مناقشتها معه، وبعد ذلك استمر المظفر في قراءة نصوص المسرحيات، مثل «هاملت» لشكسبير وغيرها، فأصبح لديه وعي منذ أن كان عمره 14 عاما، قائلا: «بفضل الله الحلم الذي أحققه الآن في مسرحية الأول من نوعه، كنت قد رسمت هذا الهدف واتجهت إليه، وهذا الهدف الذي وصلنا إليه لن نستطيع الوصول إليه من دون سلاح العلم والثقافة، وهذا أكثر شيء أحرص عليه». وأكد المظفر أهمية دور المعهد العالي للفنون المسرحية، والورش المسرحية، أو الأكاديميات التي تسهم في تعزيز وعي الفنان، مشيدا بالكاتب المسرحي عبدالعزيز السريع، قائلا «أنا من المعجبين به، ومعجب بفنه وكتاباته».
بدوره، قال المخرج صفر إنه جاءت فترة للمسرح وبدأ الكل يهرب منه، حتى أنه لا يرى المثقفين، والروائيين، والموسيقيين، لافتا إلى أنه من الأشياء الذي كان يحلم بها أن يرى المسرح «مع الكل»، وليس مقتصرا على فئة معيّنة، أو شكل معيّن للجمهور.
وذكر صفر أنه أحب المسرح منذ أن كان صغيرا، وأن والده كان لديه مكتبة تضم شرائط المسرحيات القديمة، وأضاف أن حب المسرح كبر معه، و»أحسست أن المسرح يجب أن يكون يوميا». وذكر أنه جاءت فترة الكل بدأ ينزعج منها، وهي طريقة تقديم العروض المسرحية، مضيفا: «يعنى شنو المسرح ما فيه انضباط، أو قصة؟ لذلك أعددت خطة بعيدة المدى»، موضحا أن الجمهور اختلف كليا عن الجمهور في السابق، فالجمهور الآن متأثر جدا بالـ «سويشال ميديا»، وهذا ما يراه يوميا في صالة العرض.
تواصل
أما الفنان محمد الحملي، فبدأ حديثه بتأكيد أهمية تاريخ المسرح الكويتي، ومن ثم تحدث عن الفنانين الكبار، لافتا إلى أنه يحرص في أعماله المسرحية والتلفزيونية على أن يكون هناك فنان من جيل الرواد، حتى يصبح هناك تواصل بين الجيلين، الرواد والشباب، وحتى يكون هناك دافع أكبر بأن المسؤولية تكبر. وذكر أنه بحث عن «المسرح التجاري» إلى أن ألغي هذا المصطلح، ولكن أكد أنه يوجد مسرحيات، منها الأكاديمية، والكوميدية، والتراجيدية، وكلها تعتمد على «التذاكر»، وأوضح أنه يذهب سنويا إلى مسارح خارجية، مثل «لندن»، ويدخل العروض وكواليسها، حتى يثقف نفسه عمليا، مبينا أن التجربة البريطانية تقول إن المسرح بأي شكل من الأشكال هو مسرح. وتحدّث الحملي عن عرضه «موجب»، الذي وصل إلى أكثر من 200 عرض خلال 7 سنوات، لافتا إلى أنه أحدث منافسة كبيرة.
المداخلات
أما الفنان القدير جاسم النبهان فاستذكر المسارح، قائلا: «كم نتمنى وجود المسارح الأهلية كما كانت بالسابق»، فقد كانوا يلتقون أسبوعيا ويتبادلون الأفكار، وكان يأتيهم شخصيات ومثقفون تجلس مع الفنانين في غير أوقات العروض. وذكر أن المحفز للفرق المسرحية الأربع هي وزارة الشؤون عندما كانت مسؤولة عن المسارح، واستطعنا في تلك الفترة أن ندخل مهرجانات ونحقق جوائز، لافتا إلى أنه من بعد الغزو تغيّر كل شيء.
من جانبه، أكد د. علي العنزي، في مداخلته، أنه لا يوجد مسرح أكاديمي وآخر غير أكاديمي، وأن المسرح هو مسرح واحد، وضرب مثلا للمخرج الإنكليزي بيتر بروك الذي تحدّث عن المسرح الكلاسيكي في كتابه «الفضاء الفارغ»، مشيدا بجهود العاملين في القطاع الخاص الكويتي، لأنهم يبذلون جهودا في تقديم حركة مسرحية مواكبة، مطالبا الجهات المعنية والدولة بمنح المسرح والثقافة المزيد من الرعاية والاهتمام.
أما د. فهد العبدالمحسن فذكر أن المسرح يحتاج إلى طاقات تجدد دائما، وأن نخرجه من حالة الهواة إلى الحالة الاحترافية، وهذا يحتاج إلى دعم من الدولة، كما كان في السابق.
أجمع المشاركون في ندوة «المسرح الجديد في الكويت» على ضرورة الوعي والثقافة الفنية لدى العاملين في المسرح لتقديم أعمال تتصف بالجودة والرصانة.