صباح الخالد اختيار لحاضر الكويت ومستقبلها

نشر في 07-06-2024
آخر تحديث 06-06-2024 | 18:34
 عبدالهادي خالد الحويلة

هذا الإجماع الشعبي والفرحة الطاغية بتعيين سمو الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح ولياً للعهد، وكأنه بمنزلة مبايعة شعبية عفوية غير مرتبة، لم يأت من فراغ، إنما يرجع ذلك إلى مرتكزين أساسيين:

الأول أدبيات الشعب الكويتي، وموروثه التاريخي في «السمع والطاعة» للقيادة السياسية، فعندما يقرر صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح ويختار ولي عهده الأمين فهو يفعل ذلك باعتباره العين الساهرة والقلب المحب والإرادة المخلصة والالتزام الصادق باستقرار الكويت وأمنها ووحدتها ورخائها وازدهارها ومستقبل أجيالها، فكان هذا رد الفعل الشعبي العفوي.

والمرتكز الثاني، هو شخصية الشيخ صباح الخالد، صاحب المسيرة المضيئة الحافلة بالإنجازات والمحطات المتميزة التي استمرت على مدى أربعة عقود ونيف في المناصب الرسمية، فكان اختياره ليس التزاما بأعراف الماضي، إنما من أجل حاضر الكويت ومستقبلها، فلم يتم منح المنصب العتيد لمن يطمح إليه إنما للأفضل والأكفأ.

فاختيار الشيخ صباح الخالد لولاية العهد، خطوة تاريخية، تعكس الرؤية الأميرية الثاقبة بعد استعراض دقيق للأوضاع السياسية والدستورية ليكون المحرك والفاعل في تعزيز الاستقرار السياسي بفضل خبرته الواسعة ومعرفته العميقة بالشؤون الداخلية والخارجية وحصافته وحكمته والنأي بنفسه منذ أن دخل معترك العمل في وزارة الخارجية في عام 1978 عن أي صراعات في البلاد.

والشيخ صباح الخالد أحد أولئك الرجال الأفذاذ الذين أنجبتهم الكويت ونشؤوا في ظل عائلة آل صباح الكريمة، ونهلوا من معين قادتها، وتعلموا الحكمة والإدارة من رجالاتها، وخبروا شؤون الحكم وأساليب القيادة من سياسييها المحنكين.

فهو أحد رجالات مدرسة الكويت الدبلوماسية العريقة والمعلم في مدرسة الإنسانية، فكلماته دائما ما تلامس القلب وتفيض بالحكمة والمحبة والتوجيه نحو الخير، وتطبيق القانون، وهو القادر بما امتلكه من علم وخبرة وحنكة أن يفتح آفاقاً جديدة للإصلاحات السياسية والاقتصادية التي تساهم في تحقيق التنمية المستدامة وتنقل البلاد إلى مصاف التطور والتقدم والازدهار.

الشيخ صباح الخالد المولود عام 1953 والحاصل على البكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة الكويت عام 1977، الدبلوماسي والوزير للشؤون والإعلام والخارجية، ورئيس الوزراء في 4 حكومات لا يبدي عداء لأحد، ويتميز بطول البال وسعة الصدر، فتحمل عداوات سياسية وواجه استجوابات لم يخل بعضها من شخصانية، وبالرغم من كل ذلك ظل صباح الخالد كما هو الشخص المحب للجميع، الحكيم في تصرفاته وقراراته، الملتزم بالقانون، الحريص على إرساء العدالة.

لكل ذلك كانت المبايعة الشعبية والفرحة الطاغية في دواوين الكويت باختيار سمو الشيخ صباح الخالد ولياً للعهد، لأنه اختيار لحاضر الكويت ومستقبلها.

حفظ الله الكويت وأميرها وولي عهدها وشعبها من كل مكروه.

back to top