«داعش» يعلن فجأة مقتل زعيمه.. فما ملابسات «عملية جاسم»؟

نشر في 01-12-2022 | 18:15
آخر تحديث 01-12-2022 | 18:56
تنظيم داعش - أرشيف
تنظيم داعش - أرشيف

أعلن تنظيم «داعش» بشكل مفاجئ مقتل زعيمه أبي الحسن الهاشمي القرشي في معارك لم يحدّد تاريخها أو مكانها أو خصمه فيها، لكن واشنطن قالت إنه قضى منتصف أكتوبر في جنوب سورية.

وقُتل الهاشمي القرشي، وفق القيادة المركزية في الجيش الأميركي «سنتكوم»، على يد «الجيش السوري الحر» في محافظة درعا الواقعة تحت سيطرة قوات النظام السوري.

ماذا حصل في درعا في منتصف الشهر الماضي وما المعلومات المتوافرة من منطقة شكّلت في السنوات الأخيرة مسرحاً لفوضى أمنية وعمليات اغتيال وتفجيرات؟

أجمع مقاتل معارض سابق وناشطون من محافظة درعا والمرصد السوري لحقوق الإنسان في تصريحات لوكالة فرانس برس على أن العملية الأمنية الوحيدة التي استهدفت خلايا تابعة للتنظيم المتطرف في منتصف أكتوبر، حصلت في مدينة جاسم في جنوب درعا، وأسفرت عن مقتل عدد من عناصر التنظيم على أيدي مقاتلين معارضين محليين وبمساندة قوات النظام السوري.

ورداً على سؤال لوكالة فرانس برس، أكد المكتب الاعلامي للقيادة المركزية الأميركية أن الهاشمي القرشي قتل في عملية جاسم، من دون أن يكون للقوات الأميركية أي دور فيها، لكن القيادة لم تعلّق على دور قوات النظام في العملية.

كما لم يصدر أي تعليق من دمشق منذ الإعلان عن مقتل القرشي.

ويقول الناشط المعارض عمر الحريري من مكتب «توثيق الشهداء في درعا»، لفرانس برس، إن قوات النظام أبلغت وجهاء مدينة جاسم بوجود عناصر متوارين من التنظيم في مدينتهم، وطلبت منهم إعداد مقاتلين محليين ومعارضين سابقين للمشاركة في عملية عسكرية.

وتسيطر قوات النظام منذ 2018 على محافظة درعا حيث يتواجد مقاتلون معارضون أجروا اتفاقات تسوية مع دمشق واحتفظوا بأسلحتهم.



ويروي المقاتل الذي يقول إنه شارك في العملية الأمنية لفرانس برس «بعد تبادل المعلومات مع النظام، حدّدنا المنازل» التي يتوارى فيها عناصر التنظيم في جاسم وقرية محاذية.

ويتابع «المعلومات المتاحة حينها كانت حول وجود خلايا أمنية للدواعش ومركزاً لعملياتهم في جنوب سورية وأميرهم المسؤول عن درعا»، مضيفاً «لم يبلّغنا أحد أن زعيم داعش كان هناك».

وشارك في العملية التي استمرت خمسة أيام بدءاً من 14 أكتوبر، مقاتلون محليون من المدينة بمساندة ميدانية من عناصر الفيلق الخامس «وهو فصيل أسسه الروس من مقاتلين معارضين سابقين ليقاتل الى جانب قوات النظام»، ودعم مدفعي من قوات النظام التي طوّقت المدينة.

ويقول المقاتل «اعتقدنا بداية أن العملية ستنتهي في اليوم ذاته، لكن عددهم قارب المئة، وقد فجّر اثنان منهم نفسيهما مع بدء العملية».

وتركزت المعارك على خمسة منازل قبل أن تشمل 20 منزلاً، وانتهت بمقتل عناصر من التنظيم بينهم عراقي ملقّب بأبي عبد الرحمن العراقي.

ووفق مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن، فجّر العراقي نفسه في منزل كان يتحصّن فيه بعدما أخرج عائلته منه.

وليس مؤكداً ما إذا كان أبو عبدالرحمن العراقي هو نفسه الهاشمي القرشي، أو أحد القتلى الذين بقيت هويتهم مجهولة.

ويقول المقاتل «أتى مسؤولون من النظام للتعرّف على الجثث، وعرّفوا عن العراقي بأنه أمير التنظيم في درعا ومسؤول عن عمليات اغتيال وخطف، لكنهم لم يقولوا إنه أمير داعش الرئيسي».

ويُشير إلى أن «جثث القتلى التي تمّ التعرف عليها دفنت في جاسم، فيما أخذ الأمن الجنائي السوري الجثث المجهولة الهوية للتعرّف عليها».



back to top