البطالة لدى الشباب
على الرغم من كثرة التحديات التي تواجه الشباب فإن أزمة البطالة من أبرز هذه التحديات والمشكلات التي تواجههم في مرحلة «الإقبال على الحياة»، المرحلة التي يبني فيها الشاب خط سير مستقبله على المستوى الوظيفي الذي تترتب عليه الأمور الاجتماعية والاقتصادية الأخرى، حيث تتفاقم تلك الأزمة نتيجة عوامل رئيسة عديدة متشابكة، بدءاً بنقص المهارات المطلوبة في سوق العمل ومروراً بالأزمات الاقتصادية والسياسية، ووصولاً إلى انعدام الرؤية والاستراتيجية الممنهجة من الدولة لحل تلك الأزمة التي لتطول الجانب النفسي والاجتماعي المباشر للشباب فينعكس بالتأكيد على خلق بيئة طاردة لهم، وقد يؤدي الى جرائم في المجتمع، وهذا يجُرنا إلى تناول حلول لتلك الأزمة.
بالتأكيد أزمات من هذا النوع لا نتوقع حلها بشكل سريع وسهل، فعلى الدولة متمثلة بالمؤسسات التعليمية أن تعرض على الشباب بشكل مباشر سوق العمل واحتياجاته، وأن تتابع المهارات والتقنيات وتطويرها وتبنيها، وعليها أيضاً أن تشجع الشباب على فكرة «ريادة الأعمال» من خلال تقديم دعم مالي وتدريبي للنهوض بهذه الفكرة، وأهم وأسرع ما يمكن للدولة فعله خلق فرص وظيفية بتوجيه الشباب للعمل في القطاع الخاص، من خلال تقديم حوافز ودعم للشركات وتطوير السياسات بفرض توظيف عمالة وطنية فيها.
وأهم من كل ما تناولته سعي الفرد وإدراك ما أمامه بالتوجه إلى دراسة المهارات المطلوبة في سوق العمل أو تطوير مهاراته الشخصية من خلال دورات تدريبية تجعله يجد البديل الوظيفي في مشروع يمتلكه أو الانخراط في عمل تطوعي ربما يجد فيه البديل الوظيفي.
وبما أن أزمة البطالة تعدّ تحدياً كبيراً أمام الشباب في المجتمع فإننا نناشد المسؤولين والحكومة لتضافر جهود القطاعين العام والخاص والمجتمعات المدنية وجمعيات النفع العام للخروج باستراتيجية واضحة ومعلومة بالتاريخ والوقت، يتم فيها معالجة الخلل ومحاسبة المقصر للنهوض بالشباب والاستثمار في طاقاتهم التي سترتقي بالوطن وبناء مجتمع أكثر استدامة وازدهاراً ورخاء.