مجتبى خامنئي... صانعٌ للملوك أم الملك الأول منذ سقوط الشاه؟
قالت صحيفة وول ستريت جورنال الاميركية، إن مصرع الرئيس الايراني إبراهيم رئيسي في حادث تحطم مروحية أثار أسئلة ملحة حول القيادة في إيران، حيث يستعد مجتبى خامنئي، الابن القوي للمرشد الأعلى علي خامنئي، للعب دور مركزي في هذا الصدد رغم أنه «يعتبر لغزا بالنسبة لمعظم الإيرانيين، حيث لا يشغل أي منصب عام».
وبحسب الصحيفة، بنى مجتبى في العقود الأخيرة علاقات قوية مع شخصيات رئيسية في الأجهزة الاستخباراتية والأمنية الإيرانية، ما أثار تكهنات في السنوات الأخيرة بأنه يمكن أن يكون المرشح الأوفر حظا لخلافة والده في منصب المرشد الأعلى، لكن خبراء في الشأن الإيراني استبعدوا ذلك «لأن مجتبى أكثر قوة عندما يكون خارج دائرة الضوء».
ونقلت وول ستريت جورنال عن الخبير في الشأن الإيراني بالمعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية، حميد رضا عزيزي، أن «مجتبى والشبكة المحيطة به كانوا يديرون الأمر على مدى العقدين الماضيين. أما التحدي الآن، حتى لخامنئي نفسه، يتمثل في العثور على شخص يتمتع بالخصائص الدقيقة التي كان يتمتع بها رئيسي».
رجل الظل وأكد عزيزي أن القيام بذلك «من شأنه أن يمهد الطريق أمام مجتبى للحفاظ على سلطته بل وتوسيعها مع الحفاظ على دوره في الظل، بعيداً عن الأضواء»، في حين سيلعب مجتبى في كلتا الحالتين، دوراً مركزياً في إعادة تشكيل المشهد السياسي قبل الانتخابات الرئاسية في أواخر يونيو وخلافة والده الوشيكة، وبالتالي مستقبل إيران المنغمسة في صراعات إقليمية ومعارضة متزايدة في الداخل.
ولد مجتبى خامنئي عام 1969 في مدينة مشهد الدينية واستغل مشاركته في الحرب ضد العراق (1980-1988) لنسج علاقات مع رجال أصبحوا فيما بعد شخصيات بارزة في جهاز الأمن الإيراني، بما في ذلك حسين طائب، رئيس المخابرات المقال في الحرس الثوري، وحسين نجاة، الذي أصبح فيما بعد رئيسا لوحدة الحرس الثوري المكلفة بمكافحة الاحتجاجات.
مهندس قمع الحركة الخضراء وارتفعت شهرة مجتبى عندما اتهمه الإصلاحيون بهندسة انتصارات الانتخابات الرئاسية لعامي 2005 و2009 لمصلحة المتشدد محمود أحمدي نجاد، ودعمه في عام 2009 حملة القمع العنيفة التي شنتها ميليشيا الباسيج شبه العسكرية ضد متظاهري الحركة الخضراء.
وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على مجتبى في عام 2019، واتهمته بالعمل بشكل وثيق، نيابة عن والده، مع الحرس الثوري والباسيج «لتعزيز طموحات والده الإقليمية المزعزعة للاستقرار والقمع في الداخل».
ومع تجدد الاحتجاجت في إيران عام 2022 أصبح مجتبى هدفاً لغضب المتظاهرين، حيث دعا مير حسين موسوي، المرشح الرئاسي السابق الذي يخضع للإقامة الجبرية، المرشد الأعلى خامنئي إلى دحض الشائعات حول خلافة ابنه له.
عودة الملكية غير أن العالم الديني مهدي خالجي أكد أن هذا السيناريو غير محتمل، معتبرا أن «فكرة أن يصبح مجتبى هو المرشد الأعلى القادم أسطورة كاملة»، مضيفا: «لا أعتقد أن خامنئي سيشير إلى أي شخص، حتى ابنه، كخليفة له».
ورغم أن مجتبى يفتقر إلى العديد من الصفات المطلوبة رسميا من المرشد الأعلى، بما في ذلك المؤهلات الدينية اللازمة أو الخبرة التنفيذية، رأى الخبير في الأمن الإيراني بجامعة تينيسي سعيد غولكار أنه «مع عقود من الخبرة في أروقة السلطة، فإن مجتبى خامنئي يتمتع بشبكة لا مثيل لها في النظام... لكن تعيينه يمكن أن يعرض إرث خامنئي للخطر من خلال إعادة النظام الملكي».