بعد مسيرة حافلة بالعطاء ترك خلالها علامات بارزة تشع بالوفاء والإخلاص للوطن، فقدت الكويت ابناً من أبنائها البررة المخلصين، وأحد رجالاتها الوطنيين، رئيس مجلس الأمة الأسبق محمد يوسف العدساني.

وفور تلقي النبأ الحزين، بعث سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد ببرقية تعزية إلى أسرة الفقيد أعرب فيها سموه عن خالص تعازيه وصادق مواساته، مشيداً سموه بما قدمه الفقيد من إسهامات جليلة في خدمة وطنه عبر مسيرة حافلة بالعطاء والإخلاص والوفاء للوطن العزيز من خلال مختلف المناصب الرفيعة التي تقلدها بكل جدارة واقتدار، لاسيما توليه رئاسة مجلس الأمة، والتي من خلالها أثرى بحكمته ورشده مسار العمل البرلماني في الوطن العزيز.

واستذكر سموه بكل الاعتزاز السجايا الحميدة والمناقب النيرة للفقيد، والتي أكسبته جل تقدير واحترام الجميع، معتبراً سموه أن الراحل يمثل رمزاً للمواطن المخلص لدينه ووطنه.

Ad


كما بعث سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد ببرقية مماثلة إلى أسرة الراحل ضمنها خالص تعازيه وصادق مواساته، مستذكراً سموه ما قدمه الفقيد من إسهامات بارزة وما تميز به من إخلاص ووفاء في خدمة الوطن العزيز خلال تقلده مختلف المناصب الرفيعة بكل كفاءة واقتدار.

وبعث رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ أحمد نواف الأحمد ببرقية تعزية إلى أسرة المغفور له بإذن الله، ضمنها سموه خالص تعازيه وصادق مواساته.

والفقيد العدساني من مواليد 1925، تلقى تعليمه في المدارس الأهلية، ثم بالمدرستين المباركية والقبلية، ثم سافر في ريعان شبابه إلى الهند للعمل بالتجارة إبان الحرب العالمية الثانية، قبل أن يعود إلى الكويت ليعمل مع والده في التجارة. وفي عام 1949، رغم أنه لم يكن معلماً يوماً ما، ترأس نادي المعلمين، الذي بدأ معه مسيرة منابر التثقيف التي ولجت بالكويت إلى عالم التمدين والتحديث من أوسع أبوابه.


وفي عام 1951، عُين سكرتيراً لجمعية الإرشاد الإسلامي، قبل أن يعين عام 1959 عضواً بالهيئة التنظيمية لإدارة شؤون البلاد، ورئيس جهاز يختص بعمل دائرة الإرشاد (الإعلام حالياً)، ثم اختير رئيساً لتقييم الجهاز الإداري بوزارة المالية والنفط عام 1962.

وللفقيد بصمة واضحة في المجلس البلدي، إذ انتُخب عضواً به في أول انتخابات أجريت لأعضائه بعد الاستقلال في 1964، ثم انتخب رئيساً له حتى 19 مايو 1966، قبل أن يفوز بعضوية مجلس الأمة عام 1967، الذي استقال منه، ثم عُين في العام نفسه سفيراً لدى السعودية، ثم سفيراً محالاً إلى الصومال عام 1968، وكان لبنان آخر محطاته الدبلوماسية، إذ عين فيه سفيراً خلال الفترة من 1969 حتى 1976.

بعد عودته من لبنان، عين في 1976 أول وزير متفرغ لوزارة التخطيط، ثم وزيراً للأشغال في 1980، قبل أن يستقيل منها للترشح في انتخابات مجلس الأمة عام 1981، التي فاز فيها بعضوية المجلس، ثم انتُخب رئيساً له (1981 - 1985).

و«الجريدة» التي آلمها هذا المصاب الجلل تتقدم إلى أسرة الفقيد بأحر التعازي، وتتضرع إلى الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يلهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان... «إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ».