السودان: «رعب مستمر» في الفاشر مع اقتراب موعد المفاوضات

نشر في 09-05-2024
آخر تحديث 09-05-2024 | 20:11
رعب مستمر يعيشه سكان الفاشر نتيجة تصاعد العنف بالمدينة في غرب السودان
رعب مستمر يعيشه سكان الفاشر نتيجة تصاعد العنف بالمدينة في غرب السودان

يلازم التاجر السوداني إسحق محمد منزله منذ شهر، نتيجة تصاعد العنف بمدينة الفاشر في غرب السودان، الوحيدة بين كبرى مدن دارفور التي لم تخضع لسيطرة قوات الدعم السريع في حربها ضد الجيش منذ أكثر من عام.

وقال محمد لوكالة فرانس برس، عبر الهاتف من الفاشر: «لم أفتح المحل منذ أكثر من شهر.. إننا نعيش في رعب مستمر»، في إشارة إلى ما تشهده عاصمة ولاية شمال دارفور من اشتباكات عنيفة، على الرغم من تحذيرات الأمم المتحدة من عواقب ذلك في المدينة البالغ عدد سكانها 1.5 مليون نسمة.

وتسيطر قوات حميدتي حاليا على 4 من عواصم الولايات الخمس المشكِّلة للإقليم الغربي للبلاد، ما عدا الفاشر التي لجأ إليها نحو 800 ألف نازح، بحسب بيانات الأمم المتحدة.

وقال أحمد آدم (أحد سكان الفاشر) لوكالة فرانس برس، عبر رسالة نصية «نحن تحت حصار كامل»، في وقت يعاني إقليم دارفور الشاسع في غرب البلاد من انقطاع شبه تام لخدمات الاتصالات والإنترنت.

وتابع: «لا يوجد طريق للدخول أو الخروج من المدينة من دون سيطرة قوات الدعم السريع».

وتضم الفاشر مجموعتين رئيسيتين من حركات التمرد المسلحة، وقد تعهدتا في بداية الحرب بالوقوف على مسافة واحدة من طرفي النزاع، ما جنّبها حتى الأمس القريب الانزلاق إلى القتال.

وتصاعد العنف في المدينة بعد إعلان الحركات المسلحة، والتي كانت وقّعت على اتفاق سلام تاريخي مع الحكومة السودانية عام 2021 بجوبا، في بيان أنه «لا حياد بعد الآن»، مؤكدة أنها «ستقاتل مع حلفائها والوطنيين وقواتها المسلحة ضد ميليشيات الدعم السريع وأعوانها من المأجورين».

واتهمت منظمة هيومان رايتس ووتش اليوم قوات الدعم السريع بارتكاب «تطهير عرقي» وعمليات قتل «ما قد يشير إلى أن إبادة جماعية حدثت أو تحدث» ضدّ جماعة المساليت العرقية الإفريقية في مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور.

ولم يقتصر العنف فقط على حدود الفاشر، إذ تعرّض مخيم أبو شوك للنازحين والمتاخم للمدينة للهجوم أيضا، وشهد اشتباكات.

وأدى حصار حاضرة ولاية شمال دارفور إلى عرقلة العمل الإنساني في الإقليم بأكمله، حيث تتركز المساعدات وتوزع إلى بقية الولايات من الفاشر.

وقال مسؤول طبي بالمستشفى الجنوبي بالفاشر، وهو المرفق الطبي الوحيد العامل بالمدينة إن «الطواقم الطبية أنهكت تماما».

في السياق نفسه، حذرت منظمة يونيسيف التابعة للأمم المتحدة من أن الهجوم على الفاشر سيعرّض مئات الآلاف من الأطفال للخطر.

كذلك أفادت بأن «تطويق الفاشر يمنع العائلات من المغادرة»، مشيرة إلى «تقارير تفيد بأن أكثر من 330 ألف شخص يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد».

في 16 أبريل أفادت وزارة الخارجية الأميركية بأن السعودية ستستضيف «خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة» مفاوضات جديدة لوضع حد للحرب في السودان.

وسبق أن رعت الولايات المتحدة والسعودية جولات تفاوض عدة في مدينة جدة من دون أي نتيجة. كذلك فشلت وساطات الاتحاد الإفريقي والهيئة الحكومية للتنمية في شرق إفريقيا (إيغاد).

ويرى المحلل السياسي السوداني، أمجد فريد، أن العودة إلى طاولة المفاوضات دفعت الدعم السريع إلى توجيه أنظارها مجددا إلى مدينة الفاشر لتحسين وضعها التفاوضي.

back to top