مصر والأردن: الاعتراف بقيام الدولة الفلسطينية الحل الوحيد للصراع

نشر في 09-05-2024 | 19:04
آخر تحديث 11-05-2024 | 15:03
مصطفى مدبولي وبشر الخصاونة
مصطفى مدبولي وبشر الخصاونة

أكد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي ونظيره الأردني بشر الخصاونة أهمية الاعتراف بقيام الدولة الفلسطينية باعتباره الحل الوحيد للصراع مشددين على تمسك بلادهما بدعم الشعب الفلسطيني وصولاً إلى إقامة دولته على حدود الرابع يونيو 1967.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي مشترك عُقد اليوم الخميس بين مدبولي والخصاونة عقب انعقاد اللجنة العليا المصرية الأردنية المشتركة.

وقال مدبولي إن انعقاد اللجنة خلال الأيام الماضية يأتي في سياق الأزمة التي يمر بها الإقليم والمنطقة العربية وهي أزمة غير مسبوقة تحدث في قطاع غزة.

وتابع أن الأزمة تمثل للبلدين على وجهة الخصوص مشكلة «كبيرة جداً» في ضوء الثوابت السياسية المشتركة التي تجمع البلدين بالدعم الكامل للأشقاء في دولة فلسطين وإيمان الدولتين بضرورة الوصول إلى الحل الشامل والعادل للقضية الفلسطينية والتي تبنى على إنشاء دولة فلسطين على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وأوضح مدبولي أن كل التحديات التي نواجهها منذ السابع من أكتوبر الماضي حتى الآن وصولاً إلى الشهر الثامن من هذه الأزمة تؤكد أنه لا يوجد حل لهذه الأزمة غير المسبوقة إلا بتفعيل وتنفيذ حل الدولتين الحل الذي نادت به الأمم المتحدة منذ العديد من العقود.

وأضاف «أن العالم يقف الأن على خطوة مهمة وهي ضرورة أخذ كل الخطوات التنفيذية لتفعيل هذا الحل والمطلب الذي يتحدث عنه الجميع»، مؤكداً أنه يجب على العالم وكل الدول العظمى الوقوف والعمل وتأدية دورهم في تفعيل هذا الحل.

وأشار مدبولي إلى أن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قد أكد خلال لقائه برئيس الوزراء الأردني موقف مصر الثابت ورفضها الكامل للتهجير القسري لأشقائنا في فلسطين خاصة في قطاع غزة ومحاولة تصفية القضية الفلسطينية سواء على حساب مصر أو على حساب الأردن.

وشدد على أن أى خطوة من شأنها فرض عملية التهجير القسري للفلسطينيين من قطاع غزة يُمكن أن تمتد بعد ذلك لفرض تهجير قسري آخر للفلسطينيين من الضفة الغربية وتصفية كاملة للقضية والدولة الفلسطينية على حد سواء.

ولفت إلى أن مصر والأردن كان لديهما التكامل والتوافق في رفض هذا التوجه وهذا ما أعلنته القيادة السياسية المصرية والأردنية منذ بدء الأزمة وكانت كل تحركات الدولتين على نفس السياق والتوجه في دعم أشقائنا في فلسطين.

وقال مدبولي «قمت بإحاطة رئيس الوزراء الأردني بكل الدعم الذي قامت به الدولة المصرية لأشقائها في فلسطين ونحن نقوم بذلك من منطلق الثوابت المصرية العميقة لدعم فلسطين في هذه المرحلة وعلى مدار العصور الماضية وسنستمر في هذا الشأن».

وشدد على حرص مصر والأردن وبذل قصارى جهدهما لمحاولة الوصول إلى اتفاق من شأنه أن يؤدي إلى وقف لإطلاق النار وهدنة وبدايات حقيقية للتفاوض على إنهاء هذا الصراع العسكري غير المبرر والأزمة الإنسانية غير المسبوقة التي يواجهها أشقائنا في قطاع غزة وأن يكون هناك خطوات جدية حقيقية لتفعيل الدولة الفلسطينية في المرحلة القادمة.

وقال مدبولي إنه ناقش مع نظيره الأردني العلاقات الثنائية لا سيّما العلاقات الاقتصادية والتبادل التجاري، مشيراً إلى التوافق على زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال المرحلة القادمة.

وأضاف أن متوسط التبادل التجاري بين مصر والأردن على مدار الخمس سنوات الماضية كان 600 مليون دولار أمريكي، معتبراً أن هذا الرقم متواضعاً بالنسبة لإمكانيات البلدين.

وأكد في الوقت ذاته وجود رغبة أكيدة لزيادة هذه الأرقام بصورة كبيرة جداً من أجل تحقيق الاستفادة المشتركة للبلدين والشعبين فيما يخص هذا الشأن.

وأوضح أنه تم التوافق على العديد من الخطوات والرؤى ببرامج زمنية محددة لزيادة التبادل التجاري بين البلدين خلال المرحلة القادمة، مثمناً العلاقات شديدة التميز بين الحكومتين المصرية والأردنية.

من جانبه، أكد الخصاونة «رفض بلاده الكامل لأي ظروف من شأنها أن تؤدي إلى أي شكل من أشكال التهجير القسري للأشقاء في فلسطين إلى أي اتجاه خارج الضفة أو غزة وبأي اتجاه».



وتابع «لما لذلك من تأثير سيؤدي إلى الإضرار بالقضية الفلسطينية وتصفيتها فضلاً عن تشكيله خرقاً مادياً لاتفاقية السلام بين الأردن والكيان الأسرائيلي المحتل وهو أمر ستتصدى له الأردن ولن تسمح بحدوثه».

وأوضح الخصاونة أنه نقل رسالة شفوية من العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي تضمنت إعادة التأكيد على المواقف المشتركة التي يتبناها الزعيمان.

وأشار في هذا الاطار إلى ان المواقف المشتركة متعلقة بالرفض الكامل لإنتاج أي ظروف من شأنها أن تؤدي إلى أي شكل من أشكال التهجير القسري للأشقاء في فلسطين في الضفة الغربية المحتلة وفي قطاع غزة إلى أي اتجاه خارج الضفة وخارج غزة وبأي اتجاه.

ولفت إلى أن الرسالة تضمنت سياق العمل المشترك الذي يتولاه العاهل الأردني بالتنسيق مع الرئيس السيسي والقادة العرب للتأسيس لوقف إطلاق النار ولإعادة إنتاج الأفق السياسي غير القابل للعكس المفضي إلى مسار واضح ومحدد زمنياً يتجسد من خلاله حل الدولتين.

وأكد الخصاونة ضرورة البدء في هذا المسار السياسي الذي يشدد عليه الرئيس السيسي والعاهل الأردني خلال اللقاءات الدولية ويؤكدان خلاله ضرورة أن يكون هذا المسار السياسي مسار قائم يفضي إلى نتائج تتجسد من خلاله الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة الكاملة والناجزة على خطوط الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وأشار إلى أن الرسالة أكدت كذلك ضرورة الاستمرار في الجهود الرامية إلى وقف هذا العدوان الإسرائيلي الغاشم والمستمر على غزة الذي أفضى إلى استشهاد أكثر من 35 ألف فلسطيني وإصابات لأكثر من 70 ألف.

وأعرب عن شكره لمصر على جهودها الرامية للوصول إلى اتفاق يفضي لوقف إطلاق نار مستدام ويسمح بتدفق المساعدات الإنسانية غير المنقطع إلى أهالي غزة كما ونوعا.

وأضاف أن العاهل الأردني اتفق مع الرئيس المصري على ممارسة الضغط لإيجاد الكثير من الوسائل المبتكرة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة ومنها عن طريق معبر رفح الذي أدخل من خلاله الكم الأكبر من هذه المساعدات.

وأكد أن العاهل الأردني يعمل بدأب على فتح جميع المعابر لتصل المساعدات الإنسانية إلى الأشقاء في غزة لتلبية كل احتياجاتهم، مشيراً إلى أن الوسائل المبتكرة لإيصال المساعدات هي الإنزال الجوي الذي لم يكن كاف لتلبية احتياجات أهالي غزة.

وأشار الخصاونة إلى أن الرئيس السيسي كلفه بنقل تحياته إلى الملك عبدالله الثاني وإعادة التأكيد على تطابق هذه المواقف والعمل باتجاه تحقيق وفق إطلاق النار المستدام وتأمين وصول المساعدات الإنسانية بشكل منتظم وغير منقطع.

وقال «إن العالم يجب أن ينتبه ويمنع أية عملية عسكرية وأي عدوان واسع على رفح لأن ذلك سيشكل كارثة إنسانية لها آثار وتداعيات يجب أن يتحمل العالم مسؤولياته إزاءها».

وشدد على أن استقرار المنطقة لن يتحقق إلا بنيل الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة غير القابلة للتصرف وأولها حقه في إقامة دولته المستقلة على أساس حدود الرابع يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية في إطار حل الدولتين الذي يجمع العالم على أساس أنه الحل الوحيد الذي يضمن الأمن لجميع شعوب ودول المنطقة.

وأضاف أن اللقاءات خلال اجتماعات اللجنة المشتركة العليا تطرقت إلى الكثير من أوجه التعاون الثنائي، لافتاً إلى أن هذه اللجنة استثنائية في نجاحها.

وأوضح أنه تم الاتفاق على تعظيم التبادل التجاري وأوجه التعاون ما بين القطاعين الخاصين في الأردن ومصر ليصبح بعد ذلك القطاع الخاص باجتماعات اللجنة القادمة في مسار موازي، مبيناً «سنضمن الموائمة والتيسير على هذا القطاع لنعظم التبادل التجاري الذي نستطيع أن نقفز به إلى آفاق أرحب وأوسع».

وفيما يتعلق بآلية التعاون الثلاثي بين مصر والأردن والعراق أضاف «أن هذه الآلية توليها القيادة السياسية في البلدين ممثلة في الرئيس السيسي والملك عبدالله الثاني أهمية كبيرة كما أنها وسيلة لتعظيم الفوائد على دولنا الثلاث وشعوبنا».

وأشار الخصاونة إلى أنه تم التطرق خلال اللقاء إلى مبادرة التكامل الصناعي التي تضم دول «الإمارات والبحرين ومصر والأردن» والتي سيكون لها آفاقاً رحبة.

وتابع «أنه بمجال الطاقة النظيفة والهيدروجين الأخضر يوجد تماثل وتشابه في الخصائص العامة الموجودة في مصر والأردن».



back to top