خاص

قطر تبهر العالم والسعودية تفرح العرب والكويت تعرقل الماراثونات

• «الداخلية» تحظر الفرح في ماراثوني «الخليج» و«الوطني» وتحذرهما من الاحتفالات
• خضوع الدولة للابتزاز النيابي يسير بالكويت نحو كابوس «قندهار الخليج»
• الوزارة تشهد قفزة في الاتجاه الخطأ لإرجاع البلاد إلى عصور الظلام
• المطالبات الرجعية تتمادى بالتدخل في حياة الناس وحرياتهم الخاصة
• مونديال في قطر ووثبة في السعودية والكويت بقبضة «لجنة القيم»

نشر في 30-11-2022
آخر تحديث 03-12-2022 | 21:26
No Image Caption
في ردة جديدة نحو قمع الحريات، خضعت وزارة الداخلية لابتزاز نيابي حظرت على أثره أي مظاهر للفرح والبهجة داخل الكويت، قد تشهدها الماراثونات التي اعتادت البلاد إقامتها منذ أكثر من عقدين.

في وقت تنظم الشقيقة قطر نسخة تاريخية استثنائية من كأس العالم لكرة القدم، وتضع لمسات إبداعية على المسابقة لم يشهدها تاريخ المونديال، وفي حين تتوالى معالم التحديث والتطوير في باقي الشقيقات الخليجيات ومنها السعودية التي تشهد انفتاحاً كبيراً على كل الصُّعُد، وآخر مظاهره تلك الفرحة التي أدخلتها على نفوس العرب جميعاً بمستواها في المونديال، في وثبة نهضوية حضارية يحرص الجميع على أن يكون له مكان فيها، ها هي الكويت بوزارة داخليتها تشهد قفزة لكنها في الاتجاه الخطأ لإرجاع البلاد إلى عصور الظلام.

جاء ذلك بعدما ضيقت الوزارة على ماراثون بنك الخليج بمنع المظاهر الاحتفالية المصاحبة للفعالية كالموسيقى وغيرها، وبعد إصدارها «فرماناً» يقضي بمنع بنك الكويت الوطني من إقامة ماراثونه على شارع الخليج العربي الذي يقام عليه سنوياً منذ أكثر من عشرين عاماً، وتحويله إلى جسر الشيخ جابر الأحمد، مع منع أي مظاهر احتفالية أثناء إقامته.

عالية الخالد: على «الداخلية» وقف التسلط ضد المواطنين

أعربت النائبة عالية الخالد عن استنكارها طلب وزارة الداخلية إلغاء ماراثون البنك الوطني بحجة الاختلاط بين الجنسين.

وطالبت الخالد، في تصريح أمس، وزارة الداخلية «بعدم ممارسة التسلط على المواطنين خوفاً من استجواب أو تهديد».

ولم يعد أمام بلادنا بعد أن استسلمت داخليتها لإجهاض المعالم الاحتفالية للماراثون، إلا أن تنتظر سيولاً من المطالبات النيابية الظلامية التي لا تنفك تتدخل في حيوات الناس وحرياتهم الخاصة، لتتمادى تلك المطالبات حتى تغدو ككرة الثلج التي تكبر يوماً بعد آخر، لنجد أنفسنا في النهاية نسير نحو كابوس «قندهار الخليج»، بقوائم من الممنوعات التي تضع الناس في أقفاص فولاذية، وتحدد لهم ما يجب أن يحتفلوا به، وما يجب أن يأكلوه ويلبسوه، بل ما ينبغي عليهم أن يفكروا فيه، بلا احتفالات أو موسيقى أو مسرحيات أو رسم أو نحت أو أي عمل إبداعي.

المثير للعجب أن هذه الماراثونات، التي باتت في مرمى نيران مدفعية نواب «لجنة القيم» وميثاقها السابق على الانتخابات الأخيرة، تقام منذ أكثر من عشرين عاماً بمشاركة الآلاف من الأفراد والأسر الكريمة، ولم تشهد خلال كل تلك المدة أي حادث أو خروج على القيم أو الأعراف، بل كانت مثالاً للدور الاجتماعي الواعي الملتزم الذي تقدمه البنوك والمؤسسات، بهدف المشاركة في إسعاد الجماهير وبث الفرحة في نفوسهم، فإذا كان ذلك كذلك فلماذا تأتي هذه الانتفاضة غير المبررة؟! وهل مجرد البهجة والفرح، من وجهة نظر اللجنة الموقرة والخاضعين لابتزازها، رجس يجب أن يرجم، ومرض ينبغي أن يستأصل من بلادنا؟!

عندما نضع الصورتين، جنباً إلى جنب، بين ما تقوم به قطر التي أرسلت دعوات مجانية لطلاب مدرسة «بلاط الشهداء» الكويتية، الذين انتشر لهم مقطع احتفالي بالمونديال، واستقدمتهم لمشاركتها الاحتفال، وبين ما نشهده نحن هنا من خضوع الدولة لابتزاز بعض النواب، ندرك أن الهوة سحيقة وأن البون شاسع و«الشق عود»، وأننا فقط لا نتخلف عنهم سنوات طويلة، بل نحن نسير في الطريق المعاكس... فقليلاً من الحكمة وقليلاً من الغيرة على تلك الديرة... يرحمكم الله.

SMS

ما يحدث الآن من تضييق على ماراثوني بنكي الخليج والوطني، وحظر أي مظاهر احتفالية فيهما إنما هو «جرس إنذار» يؤكد أننا أمام تطبيق عملي لـ «وثيقة القيم» التي استبقت الانتخابات البرلمانية الأخيرة، والتي تتدخل في أدق الخصوصيات وأخص الحريات.

back to top