رثاء: جاسم الحساوي وسامي العيسى

نشر في 06-05-2024
آخر تحديث 05-05-2024 | 19:46

أتردد مليون بل مليار مرة قبل ما أكتب أي شي يخص مشاعري، تردد غريب في إفصاح تلك المشاعر، يمكن لظروف بيئتنا الخليجية المُحافظة.

تمر الأيام والسنين ويمضي العُمر، تتراكم المشاكل منها الإيجابي والسلبي، ثم أقرر فجأة، اليوم بالذات، أن أنشر هذه الكلمات البسيطة حول رحيل أغلى الناس عندي، والدي سامي العيسى، ووالدتي أشراف الغانم وعمي والد زوجي جاسم الحساوي.

عشت مع عمي بوحمد من كان عمري اثنين وعشرين، عشت معاه عشرين سنة، وكل هل سنين تخليني أشره على نفسي إذا ما أمدحه جدام الناس.

«بوحمد»، المحترم، المثقف، الحنون، الواصل، الكريم والحكيم، عنده بعد نظر، لا يتطفل بالأسئلة، لا يجرح، لا يعاتب، يلاحظ كل صغيرة وكبيرة، لا يبدي رايه إلا إذا طُلب منه.

أتناقش معاه في أمور البلد السياسية والاقتصادية، وأيضاً الإقليمية، أسمع وجهة نظره وتتعمق بداخلي، مهتم بإخوانه وخواته، فاتح بيته لهم، شفت بـره في والدته (ماما فاطمة الرشيد)، ومع هل عِـشرة، أشوفه يكبر جدامي يوم بعد يوم، خاصة بعد جائحة كورونا، يداعب أحفاده، يحبهم ولا يجرحهم بحجة «الغشمرة»، حنان لا صار ولا استوى.

الحمدالله يا بوحمد... كفيت ووفيت رايتك بيضة.

الحمدالله إني عـشت نص عمري في بيتك، تحت ذراك.

الحمدالله إني شفت بعيني بر اعيالك (حمد، شيخة، علي، خالد) وإخوانك وأخواتك.

والحمدالله إني سمّيت ابني جاسم وإن اسمي «أم جاسم».

وإذا بتكلم عن الوفا فيكفي أقول خالتي أم حمد (منى القصار) ما قصرتي، شفت رحلة المستشفى بعيني، شفت الوِفا بمراحله، شفت القدرة على التحمل الممزوج بالوازع الديني والثبات، شفت الدموع، شفت لحظات الفراق بعيني، الحمدالله راضي عنج قالها وسمعناه، يابختج يا أم حمد.

وقبل لا أنسى ومع زحمة المشاعر، ما يكفيني الكلام عن الغالي بوجاسم زوجي حمد، ربي يقدرك على المسؤولية يا أطيب قلب بالعالم، الحمدالله حنانك وقلقك على الكل واضح والناس كلها تشوفه، يارب تشوووفه بعيالك، الحياة سلف ودين، ومن عطى الحنان يلقى الحنان، ومن عطى العطف يلقى العطف.

وإن كان للختام مسك فمِسكه، وعبيره، وعطره، هو الغالي والدي «سامي العيسى»، هذي المشاعر ما هي إلا نتاج تربيتك يا يُبا، ربي يقدرني وأظل أمشي على سنعك ووصلك طول عمري.

back to top