مفاوضات غزة تتقدم نحو تهدئة لـ 4 أشهر من 3 مراحل

قطر تدرس إغلاق مكتب «حماس» وإسرائيل تدرس تقاسم السلطة مع دول عربية بالقطاع

نشر في 05-05-2024
آخر تحديث 04-05-2024 | 18:38
أحرزت المفاوضات الصعبة التي تتوسط بها مصر وقطر والولايات المتحدة بهدف إبرام هدنة واتفاق تبادل محتجزين بين إسرائيل و»حماس» تقدماً باتجاه التوصل إلى تفاهم، في حين سربت تقارير بأن الدوحة قد تغلق مكتب الحركة الإسلامية الموجود على أراضيها ضمن مراجعة شاملة لجهود وساطتها بين الطرفين المتحاربين بطلب من واشنطن.

وسط تحركات أميركية مكثفة على عدة مسارات للتعامل مع حرب غزة، التي أتمت يومها الـ211، أمس، أكد مصدر مصري أن الوساطة التي تجريها القاهرة، بمساعدة الدوحة وواشنطن، بين إسرائيل و«حماس» بهدف إبرام اتفاق هدنة وتبادل محتجزين أحرزت تقدماً إيجابياً.

ونقلت قناة «القاهرة الإخبارية» عن المصدر قوله إن الوفد الاستخباراتي المصري، الذي يجري المفاوضات غير المباشرة بين طرفي الحرب وصل إلى «صيغة توافقية حول الكثير من نقاط الخلاف» أمس.

وأضاف المصدر الرفيع أن وفد «حماس» وصل إلى القاهرة وإن هناك تقدماً ملحوظاً في المفاوضات، التي تتم بمشاركة وفد قطري وبالتنسيق مع مدير المخابرات الأميركي ويليام بيرنز الموجود في العاصمة المصرية حالياً لـ«مناقشة كل شيء».

في موازاة ذلك، كشف مصدر عربي مطلع أن الاتفاق بات وشيكاً في حال لم تطرأ أي عقبات جديدة، مؤكداً أن «حماس تعاملت مع المقترح المصري بإيجابية».

وأعرب المصدر عن أمله في أن يتم وضع المزيد من اللمسات النهائية على الصفقة، مشيراً إلى أنها ستكون على 3 مراحل وتمتد حوالي 4 أشهر.

وأوضح أن المرحلة الأولى من الصفقة ستكون مخصصة لإطلاق سراح الإسرائيليات غير المجندات وكبار السن والمرضى، والثانية خاصة ببقية المدنيين، والثالثة معنية بالعسكريين.

ضمانات ونفي

في هذه الأثناء، نقلت «القناة 12» الإسرائيلية عن مصدر في «حماس»، قوله إن الحركة وافقت على المرحلة الأولى من الصفقة، مع ضمان أميركي أن إسرائيل ستنسحب بالكامل من غزة بعد 124 يوماً، عند الانتهاء من المراحل الثلاث للاتفاق.

وحسب تقارير إسرائيلية، يأتي الاتفاق المرتقب أيضاً مع وعد تدعمه الولايات المتحدة بأن إسرائيل لن تبدأ عمليتها العسكرية البرية الواسعة في مدينة رفح، حيث يلجأ أكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني.

ومع انتشار تلك التقارير رفض مسؤول إسرائيلي قريب من المحادثات الجارية أن تكون حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد تعهدت، تحت أي ظرف، بإنهاء الحرب التي تقترب من اتمام شهرها السابع بأي اتفاق لإطلاق سراح المحتجزين. وجدد المسؤول التأكيد على أن الحكومة قررت «دخول الجيش رفح وتدمر الكتائب الباقية لحماس».

تضييق ولجم

وفي وقت سابق، حذر وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، ليل الجمعة ـ السبت، من أن «حماس» هي «العقبة الوحيدة بين شعب غزة ووقف إطلاق النار»، لافتاً إلى أن واشنطن تنتظر لترى «ما إذا كان بإمكانهم فعلاً قبول الإجابة بـ «نعم» بشأن وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن».

وتزامن ذلك مع تقرير لـ«واشنطن بوست» عن سعي بلينكن للتضييق على الحركة الفلسطينية بحال رفضت المضي بخطة واشنطن لإبرام الهدنة وافساح المجال أمام الجهود الدبلوماسية لاحتواء الأزمة التي تهدد باشعال مناطق إقليمية أخرى.

وبعد أن كشفت الصحيفة الأميركية أن بلينكن طلب من رئيس الوزراء القطري محمد بن عبدالرحمن طرد «حماس» إذا واصلت رفض الهدنة، نقلت «رويترز» عن مسؤول مطلع على تقييم تجريه الحكومة القطرية بشأن استمرار دورها في الوساطة، إنها يمكن أن تغلق المكتب السياسي لـ«حماس».

واشنطن تجدد معارضتها لاجتياح رفح والجيش الإسرائيلي ينفذ عملية كبيرة في «الضفة»

وقال المسؤول إن الدولة الخليجية تدرس ما إذا كانت ستسمح لـ«حماس» بمواصلة تشغيل المكتب السياسي بحال قررت إنهاء دور الوساطة الممتد منذ بدء الحرب.

وذكر أنه لا يعلم ما إذا كانت قطر ستطلب من قادة الحركة الإسلامية مغادرة الدوحة إذا قررت إغلاق مكتبها. ولفت إلى أن قرار المراجعة سيتأثر بكيفية تصرف إسرائيل و«حماس» خلال المفاوضات الجارية.

على الجانب الآخر، جدد بلينكن تحذيراته من هجوم إسرائيلي كبير على مدينة رفح المكتظة في غزة، مشيراً إلى أن إسرائيل لم تقدم خطة مقبولة لحماية المدنيين.

وفي محاولة للجم الخطوة التي تدفع بها الحكومة اليمينية بزعامة نتنياهو وتخاطر بموجة جديدة من الانتقادات الدولية الحادة لواشنطن وحليفتها، أكد الوزير الأميركي أنه «في غياب مثل هذه الخطة، لا يمكننا دعم عملية عسكرية كبيرة في رفح لأن الضرر الذي ستُحدِثه يتجاوز حدود المقبول».

تقاسم وتحالف

وفي وقت تصر حكومة نتنياهو على رفض مناقشة خطة اليوم التالي للحرب التي تراهن عليها للقضاء على حكم «حماس» لغزة، ذكر تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين، أن «كبار المسؤولين في مكتب نتنياهو، يدرسون خطة موسعة لغزة تتضمن تقاسم الإشراف على القطاع مع تحالف من الدول العربية».

وقال 3 مسؤولين إسرائيليين و5 أشخاص ناقشوا الخطة مع أعضاء الحكومة الإسرائيلية، إن «التحالف العربي سيضم مصر والسعودية والإمارات، إلى جانب الولايات المتحدة».

وحسب الصحيفة، فإن «الخطة، التي شارك في صياغتها رجال أعمال معظمهم إسرائيليون وبعضهم مقربون من نتنياهو» تأتي «مقابل تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية».

وبعد مرور ما بين 7 إلى 10 سنوات من حفظ التحالف للنظام وترميم التعليم والصحة به، «سيسمح التحالف لسكان غزة بالتصويت على ما إذا كانوا يرغبون في الاندماج في إدارة فلسطينية موحدة، تدير كلا من غزة والضفة الغربية» دون التطرق إلى ما إذا كانت تلك الإدارة الموحدة ستشكل دولة فلسطينية ذات سيادة.

مجاعة ومجازر

في السياق، حذرت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين من أن شمال القطاع الفلسطيني يعاني مجاعة كاملة، وإن هذه المجاعة تتجه نحو الجنوب، فيما قال 86 مشرعاً من الحزب الديموقراطي في مجلس النواب في رسالة إلى الرئيس جو بايدن إنهم يعتقدون إن هناك أدلة كافية تثبت أن إسرائيل انتهكت القانون الأميركي بشأن الزام المستفيدين من الأسلحة الممولة من واشنطن باحترام القانون الإنساني الدولي والسماح بالتدفق الحر للمساعدات الأميركية، من خلال تقييد تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة الذي دمرته الحرب.

ميدانيا، أعلنت وزارة الصحة بالقطاع مقتل 26 وإصابة 51 جراء 3 مجازر ارتكبها الجيش الإسرائيلي خلال الـ24 ساعة الماضية، فيما طالبت الجزائر بعقد جلسة مغلقة لمجلس الأمن الدولي، بعد غد الثلاثاء لبحث موضوع المقابر الجماعية المكتشفة في مجمع الشفاء بمدينة غزة ومستشفى ناصر بخان يونس.

وفي الضفة الغربية، شنت سلطات الاحتلال الإسرائيلية عملية عسكرية مكثفة في بلدة دير الغصون قرب طولكرم وحاصرت منزلاً لأكثر من 13 ساعة وخاضت اشتباكاً استخدمت فيه صواريخ وقذائف ثقيلة ضد 6 مسلحين تحصنوا به قبل أن تهدمه بالجرافات. وأفادت الأنباء بأن خمسة من المسلحين قتلوا بينما سلم أحدهم نفسه.

back to top