الاختبار النووي المقبل لكوريا الشمالية مسألة وقت

نشر في 30-11-2022
آخر تحديث 29-11-2022 | 19:52
 فوراين بوليسي وفق تقديرات المسؤولين الأميركيين وحلفائهم في شرق آسيا، لا يمكن اتخاذ خطوات كثيرة لمنع كوريا الشمالية من إطلاق اختبارها السابع للصواريخ النووية، فبعد سنوات من الجمود الدبلوماسي وسلسلة اختبارات للصواريخ البالستية في الفترة الأخيرة.

يقول مسؤول من كوريا الجنوبية رفض الإفصاح عن هويته: «أصبح الاختبار النووي الذي ينوي كيم جونغ أون إطلاقه في المرحلة المقبلة مسألة وقت، ويجب أن نضع الخطط على هذا الأساس للأسف».

لا مفر من أن يزعزع أي اختبار نووي جديد حلفاء واشنطن في المنطقة، وعلى رأسهم كوريا الجنوبية واليابان، كما أنه يزيد الضغوط على إدارة جو بايدن لتجديد سياسة بلده تجاه كوريا الشمالية بعدما وضعها الأميركيون على الهامش وانشغلوا بأزمات عالمية أخرى مثل الغزو الروسي لأوكرانيا.

لكن لا تملك إدارة بايدن أدوات كثيرة لجلب كوريا الشمالية إلى طاولة المفاوضات برأي فيكتور تشا، خبير في شؤون كوريا الشمالية في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية.

سبق أن أجرت كوريا الشمالية 63 اختباراً للصواريخ البالستية هذه السنة، فأجّجت بذلك الاضطرابات في شبه الجزيرة الكورية وتجاوزت سجلها السنوي السابق الذي كان يقتصر على 25 اختباراً مماثلاً، فأطلق أحدث اختبار للصواريخ البالستية العابرة للقارات، في 17 أكتوبر، سيلاً من الانتقادات اللاذعة من واشنطن وحلفائها في الخارج.

لكن فشلت المساعي الأميركية لإدانة هذه التجارب عبر موقف موحّد في الأمم المتحدة حتى الآن، وقبل أيام عجز مجلس الأمن عن تمرير قرار يدين أحدث اختبار كوري شمالي للصواريخ البالستية العابرة للقارات لأن روسيا والصين استعملتا حق النقض لمعارضة هذا القرار، وهو عاشر اجتماع يعقده مجلس الأمن هذه السنة عن كوريا الشمالية، لكن لم ينتج أيٌّ من تلك الاجتماعات قراراً مؤثراً لإدانة كيم أو فرض عقوبات جديدة على بلده، فقد أكد الاجتماع مجدداً على المأزق الدبلوماسي الذي تواجهه الولايات المتحدة في تعاملها مع البرنامج النووي الكوري الشمالي على الساحة العالمية.



عبّرت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، عن استيائها خلال الاجتماع، فقالت: «كم صاروخاً آخر يجب أن ينطلق قبل أن نردّ بقرارٍ موحّد في المجلس؟ من الواضح أن اثنتَين من الدول التي تملك حق النقض تزيدان قوة كوريا الشمالية وجرأتها، وهذا التعطيل الفاضح يُعرّض منطقة شمال شرق آسيا والعالم كله للخطر».

كانت روسيا قد أطلقت غزواً غير مبرر ضد أوكرانيا في وقتٍ سابق من هذه السنة، وقد أسفر تحرّكها عن سقوط نحو 200 ألف قتيل في ساحة المعركة، لكنها اتّهمت الولايات المتحدة بإطلاق تحرك عسكري صدامي ضد كوريا الشمالية.

صرّحت نائبة المبعوث الروسي لدى الأمم المتحدة، آنا إيفستيغنيفا، أمام الصحافيين بعد الاجتماع الأخير: «من الواضح أن التجارب الصاروخية التي تطلقها بيونغ يانغ تنجم عن نشاط عسكري صدامي وقصير النظر من جانب الولايات المتحدة في محيط كوريا الشمالية، وهو تحرك يسيء إلى شركائها والوضع العام في شمال شرق آسيا».

في غضون ذلك، استخفت كوريا الشمالية بالانتقادات الغربية واعتبرت تجاربها مجرّد تدريب للدفاع عن الذات بعد سلسلة من التدريبات العسكرية المشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، وفي شهرَي أكتوبر ونوفمبر، نفّذ الجيشان الأميركي والكوري الجنوبي تدريبات جوية مشتركة واسعة النطاق.

في هذا السياق، تقول كيم يو يونغ، شقيقة الزعيم الكوري الشمالي، في بيان نشرته وسائل الإعلام المحلية: «لقد أغفل مجلس الأمن عن التدريبات العسكرية الخطيرة التي جمعت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية وحشدهما الجشع للأسلحة من أجل استهداف بيونغ يانغ، لكنه عارض في المقابل تدريبات كوريا الشمالية التي تُعبّر عن حقها المشروع بالدفاع عن نفسها».

* روبي غرامر

back to top