مستقبل الرياضة المبهم!

نشر في 26-04-2024
آخر تحديث 25-04-2024 | 20:24
 عبدالله المرجان

رغم أهمية اليوم الوطني الرياضي الذي أطلقه مجلس الوزراء، وجمالية المشهد وصور المواطنين يدخلون في ماراثون للمشي جنباً إلى جنب مع حكومتهم كي يصلوا إلى خط النهاية يظل الواقع دائماً في مكان آخر غير الشاشات والصور!

بالأمس القريب اصطفت أماني المهتمين بالرياضة ومن يتمنى أن يشاهد على الشاشات منتخب بلاده يحصد المراكز الأولى بالبطولات الإقليمية، ولكن لأن الواقع في مكان آخر غير الأماني، فقد تابع كل منهم بحسرة مواجهات منتخب الكويت لكرة القدم في التصفيات الأخيرة، سواء على مستوى الفريق الأول أو الأولمبي (المؤهل للفريق الأول).

للأسف فريق كامل وطواقم وملايين الدنانير تدخل في مواجهات بلا لون ولا طعم ولا رائحة، أجيال الرياضة الكويتية تتدمر وتضعف أكثر فأكثر، ولا حياة لمن تنادي، بالتأكيد انهيار المؤسسات الرياضية بالصراعات وعدم تمكين الخطط الإستراتيجية من التنفيذ يمكن أن يكون لهما تأثير كبير على المجتمع خصوصا الشباب، مما يؤدي إلى فقدان الاتجاه والرؤية لتطوير الرياضة وتحقيق الأهداف الشاملة.

وفي ظل فقدان منظومة الدعم الموجه والفرص من خلال تحديد الأولويات وقلة حيلة الشباب تجاه المنظومة الرياضية فإن كل ذلك يعود بشكل مباشر على صحة الشباب والتأثير على نفسياتهم.

تعتبر الرياضة من المُمكنات الأساسية التي تخلق بيئة صحية تحقق الحد الأدنى من الوقاية من الأمراض والسلوكيات الضارة، وتعمل على تنمية الشخصية الإيجابية، وفي كثير من الدول تعتبر أيضا من ممكنات الاقتصاد الوطني ومصادر الدخل المتنوعة.

إن اطلاعاً بسيطاً على أي دراسة تتعلق بالرياضة الكويتية سيعلم الجميع أن الشباب يتمنى ومنذ سنوات أن يقود مجلس ادارة الدولة، ممثلاً بالحكومة، بالعمل على تصفية النزاعات الرياضية، ووضع خطة استراتيجية رياضية وتقييمها بشكل مستمر من فريق مختص بالتقييم والمحاسبة الفورية في حال عدم الوصول إلى الأهداف الموجودة في الاستراتيجية الرؤية في الوقت المحدد، وذلك من أجل الوصول إلى إعادة بناء المؤسسات الرياضية والتركيز على إعادة هيكلة المنظومة مع تحديث كامل على جميع المستويات.

لا يمكن الحديث عن تمكين الشباب وتشجيع المشاركة الشبابية في صنع القرارات وتنفيذ البرامج الرياضية دون أن نكون صادقين مع أنفسنا في التوجه والجهة التي نريد الوصول إليها.

يمكن للدولة أن ترتقي بالمستوى الرياضي، الذي تشكل عوائده استثماراً في الشباب وبناء السمعة الدولية في المنصات الرياضية التي ترتقي باسم الدولة، ويمكن أن يكون ذلك باباً لاستثمار جديد للدولة.

وفي الأخير نتطلع مرة أخرى إلى توجه عام من الدولة بالاهتمام بالشباب ووضع خطة رياضية تعود ثمرتها على الدولة بشكل مباشر في المنصات الرياضية، ولا يمكن لدولة أن تنهض في جميع المستويات بدون الاسثمار في الشباب، ولنا في الشعوب المجاورة قصص وعبر!

back to top