جنوب لبنان يقترب من لحظة الحسم وترقب لتحرك هوكشتاين

إسرائيل تبحث عن «مكافأة» أميركية في لبنان قبل الخريف

نشر في 24-04-2024
آخر تحديث 23-04-2024 | 19:41
لبنانيون في موقع اغتيال مسؤول في حزب الله قرب عدلون أمس (أ ف ب)
لبنانيون في موقع اغتيال مسؤول في حزب الله قرب عدلون أمس (أ ف ب)

تبدي مصادر دبلوماسية في لبنان تخوفها من التحضير الإسرائيلي لتصعيد كبير ضد «حزب الله» في لبنان على ضوء معلومات عن مفاوضات تجري بين الإسرائيليين والأميركيين تسعى تل أبيب خلالها إلى انتزاع ضوء أخضر أميركي لتوسيع نطاق استهدافاتها للحزب في لبنان.

ويرتكز هذا الإصرار الإسرائيلي على عنصرين، الأول استجابة إسرائيل لواشنطن في عدم التصعيد ضد إيران، والآخر عدم قدرة الإسرائيليين على العودة الى مستوطنات الشمال، بدون إحداث تغيير في الوقائع العسكرية.

يأتي ذلك في ظل تسريبات تنشرها الصحافة الإسرائيلية عن وضع خطط عسكرية لكيفية تطوير عمل عسكري ضد «حزب الله» مع إشارات إلى اتجاه لاتخاذ قرار بتوسيع المواجهة.

ميدانياً، المواجهات مستمرة وبعنف، في ظل تمدد جغرافية العمليات، إذ شهدت الأيام الثلاثة الماضية استهدافات متتالية لأعالي منطقة جزين التي تبعد أكثر من 35 كلم عن الحدود. ويعلن الإسرائيليون أنهم يستهدفون مواقع ومخازن تتصل بالأسلحة الصاروخية الجوية التابعة لـ «حزب الله»، بالإضافة إلى استكمال مسلسل اغتيالات قادة الحزب وآخرهم حسين عزقول أحد المهندسين بالوحدة الجوية التابعة للحزب، وذلك بعد نجاح الحزب للمرة الثالثة في إسقاط طائرة اسرائيلية مسيّرة من نوع هرمز 450.

هذه التطورات دفعت الى تكثيف الاتصالات السياسية والدبلوماسية في سبيل تجنب المزيد من التصعيد، وبحسب المعلومات فقد جرى اتصال بين المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين والمسؤولين اللبنانيين الذين يتابع معهم ملف التهدئة في الجنوب والتحضير لمرحلة جديدة مبنية على اتفاق دبلوماسي.

معلوم أن التواصل المباشر بين هوكشتاين ورئيس مجلس النواب نبيه بري لا ينقطع، وكذلك مع نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب.

وكان مقرراً ألا يتحرك هوكشتاين قبل الوصول الى وقف لإطلاق النار في غزة، مع اصرار «حزب الله» على ربط جبهة جنوب لبنان بالقطاع الفلسطيني، إلا أن التطورات العسكرية المتصاعدة دفعت الى تكثيف الاتصالات في الأيام القليلة الماضية بحثاً عن خفض للتصعيد.

ومن هنا برزت المعلومات التي تتحدث عن تفكير هوكشتاين في إجراء زيارة جديدة للمنطقة ومن ضمنها لبنان بهدف وقف التصعيد والوصول الى نوع من إعادة العمل وفق قواعد الاشتباك.

هذا الكلام يذكّر بزيارة سابقة أجراها المبعوث الأميركي للبنان دعا فيها الى حصر المواجهات بمسافة 5 كلم لا أكثر، لكن في الفترة الأخيرة اتسعت رقعة الاشتباك الى حدود بعيدة. وفي حال حصلت هذه الزيارة سيكون هدفها خفض منسوب المواجهة بدلاً من اتساعها.

وهناك من يعتبر أنها ستكون المحاولة الأخيرة قبل اتساع رقعة الصراع والمواجهات، خصوصاً أن الإسرائيليين يضعون سقفاً زمنياً للوصول الى حل على الجبهة اللبنانية، يرتبط بنهاية فصل الصيف وبداية موسم الدراسة لتتمكن الحكومة الإسرائيلية من إعادة سكان الشمال الى منازلهم، وهذا ما دفع بوزراء في حكومة الحرب الإسرائيلية للقول إنهم وصلوا الى لحظة الحسم مع لبنان.

back to top