خاص

بوينو لـ «الجريدة•»: الكويت بقيادة الأمير تؤدي دوراً مهماً في استقرار الخليج

الناطق باسم الاتحاد الأوروبي: لا ينبغي لسكان غزة أن يدفعوا ثمن القتال ضد «حماس»... والمزيد من الدمار لن يحقق الأمن لإسرائيل

نشر في 23-04-2024
آخر تحديث 22-04-2024 | 19:33
لناطق باسم الاتحاد الأوروبي لويس ميغيل بوينو
لناطق باسم الاتحاد الأوروبي لويس ميغيل بوينو
عشية المنتدى رفيع المستوى حول الأمن والتعاون الإقليمي بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، والذي عقد أمس في مركز المؤتمرات الأوروبي في لوكسمبورغ، أكد الناطق الرسمي باسم الاتحاد الأوروبي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا «مينا» لويس ميغيل بوينو، أن «الكويت تؤدي تحت قيادة أميرها الشيخ مشعل الأحمد دوراً مهماً جداً في تعزيز الاستقرار والسلم في الخليج»، مشيراً من ناحية أخرى إلى أنه «لا توجد كلمات لوصف الصور الفظيعة لمعاناة الناس في غزة»، مطالباً في الوقت نفسه إسرائيل وإيران «بعدم مواصلة المواجهة بينهما». كلام بوينو جاء خلال حوار أجرته معه «الجريدة»، وفي ما يلي نصّه:

• هل تعتقدون أن المنطقة متجهة إلى تصعيد كبير أو حرب محققة بعد هجمات إيران على إسرائيل؟

- رسالتنا لكل الأطراف واضحة، على الجميع ممارسة ضبط النفس من أجل خفض التصعيد. سنواصل جهودنا من أجل وقف هذا التوتر بالشراكة مع أصدقائنا في المنطقة، بما في ذلك الكويت. طبعاً، إنهاء الحرب في غزة، من خلال الوقف الفوري لإطلاق النار، سيحدث فرقاً فيما يخص التصعيد الإقليمي.

ولا شك أن هذه المواجهات تشكل خطراً جسيماً على استقرار المنطقة. بالتالي، المطلوب الآن هو ضبط النفس والعمل لتهدئة الأمور، والاتحاد الأوروبي يعمل من أجل ذلك على مجموعة من المستويات ومن خلال كل الأدوات الدبلوماسية المتاحة لنا.

• اتفق قادة الاتحاد الأوروبي في قمتهم الأخيرة على عقوبات جديدة تستهدف إيران بسبب الهجوم المباشر على إسرائيل ولكن هل سيتم اتخاذ الاجراء نفسه في حال قررت إسرائيل الرد على الهجوم الإيراني؟

- تم بالفعل التوصل إلى قرار حول ضرورة فرض عقوبات جديدة على إيران بسبب هجومها على إسرائيل. وحدث ذلك لأنه يوجد هناك إجماع بين الدول الأعضاء حول هذا الأمر في مجلس الاتحاد الأوروبي. أما فيما يخص الهجوم الإسرائيلي على المنشآت الدبلوماسية الإيرانية في دمشق، فقد دان الاتحاد الأوروبي هذا الهجوم، ولكن لم تقترح أي دولة أوروبية فرض عقوبات على إسرائيل في هذا السياق، وبالتالي لن نرى نفس الإجراءات في هذا الاتجاه. العقوبات التي فٌرضت بشأن إسرائيل تتعلق بالمستوطنين المتطرفين في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية بسبب انتهاكاتهم الجسيمة بحق الفلسطينيين.

• كشف مصدر في مكتب الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي لـ «الجريدة»، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عرض خلال اتصاله الاخير بنظيره الإيراني توسط روسيا للتهدئة بين طهران وتل أبيب للجم التصعيد في المنطقة، وأن رئيسي أبدى عدم معارضة بلاده لتلك الوساطة، فكيف تنظرون إلى هذه الوساطة الروسية؟

- إذا طرح هذا السؤال في جلسة مجلس الاتحاد الأوروبي فأعتقد أن الإجابة عنه قد تكون أن الرئيس الروسي يجب أن يكرّس جهوده لوقف غزو جيرانه وتهديد الاستقرار في أوروبا بدلاً من اقتراح مبادرات وساطة في مناطق أخرى في العالم. سيكون الرد هو أن الدولة التي يكون رئيسها مطلوباً من المحكمة الجنائية الدولية ليس لديها المصداقية للعب دور الوسيط.

• لماذا يحظى الأردن بدعم الاتحاد الأوروبي الكامل؟ وهل الكويت تحظى كذلك بنفس الاهتمام؟

- الأردن شريك أساسي للاتحاد الأوروبي في الشرق الأوسط على مجموعة من المستويات. لكن هذا لا يعني أننا لا نقدر علاقاتنا مع الكويت في مجالات مختلفة أيضاً. في الحقيقة، تؤدي دولة الكويت تحت قيادة أميرها الشيخ مشعل الأحمد دوراً مهماً جداً في تعزيز الاستقرار والسلم في الخليج. غير أن وجود الاتحاد الأوروبي في الكويت جديد، فبعثة الاتحاد الأوروبي تم افتتاحها فقط عام 2019. مع ذلك، فإن هناك إرادة قوية لدى قادة الاتحاد الأوروبي لتعزيز العلاقات الثنائية ضمن رؤية الاتحاد تجاه الخليج. ويعد الاجتماع الوزاري الذي استضافته لوكسمبورغ، أمس، بين الاتحاد الأوروبي ودول الخليج، فرصة للمضي قدماً في هذا الشأن.

• بغض النظر عن دعواتكم المتكررة بوقف نار فوري وإطلاق الرهائن فضلاً عن زيادة عاجلة في المساعدات الإنسانية إلى غزة ومن دون عوائق، كيف برأيكم يمكن إنهاء الازمة المأسأوية في غزة؟

- صراحة، لا توجد كلمات لوصف الصور الفظيعة لمعاناة الناس في غزة. كما قال الممثل الأعلى جوزيب بوريل، فانه لا ينبغي لسكان غزة أن يدفعوا ثمن القتال ضد «حماس». صحيح أن الهجوم الذي شنته «حماس» على المدنيين الإسرائيليين في السابع من أكتوبر مثّل رعباً غير مسبوق في تاريخ دولة إسرائيل، لكن في نفس الوقت، الرعب في مكان لا يبرر رعباً في مكان آخر. إن المزيد من القتال والدمار لا يمكن أن يساعد في هزيمة «حماس» وتحقيق المزيد من الأمن لإسرائيل بل على العكس، فإنه يزرع بذور الكراهية للأجيال المقبلة.

الأولوية ينبغي أن تكون إنهاء الصراع. وفي هذا السياق، دعا الاتحاد الأوروبي إلى وقف فوري للنار. ويجب إنهاء معاناة الفلسطينيين في غزة والإفراج عن الرهائن الذين لا يزالون تحت سيطرة «حماس»، إضافة إلى إيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في كل أنحاء غزة من دون عوائق وبأمان. إن وقف القتال أمر ضروري لضمان حماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني وتوزيع المساعدات. أما الأدوات المتاحة لنا في هذا الشأن فهي الضغوط الدبلوماسية التي تمارسها دول الاتحاد بمشوراتها مع كل الأطراف المعنية. للأسف ليس للاتحاد الأوروبي وسيلة أخرى في هذا الصدد. الاتحاد الأوروبي ليس شريكاً في هذا الصراع وإنما جهة دولية، مثل أي جهة اخرى، تسعى إلى المساهمة في إيجاد تسوية له. هذه القضية هي قضية دولية وبالتالي نريد حشداً دولياً من أجل الوصول إلى حل دائم ومستدام.

ثم، دعونا نكن واضحين، نحن نتحدث عن ضرورة الامتثال لقرارات لمجلس الأمن من الأطراف. ويجب ألا ننسى أيضاً أن هناك طرفين في هذا الصراع: إسرائيل و»حماس». أستغرب كثيرا عندما أتواصل مع وسائل الإعلام في العالم العربي ولا أحد يتحدث عن مسؤولية «حماس» عما يجري في غزة. إذا لم تقتل «حماس» الآلاف من الإسرائيليين في هجومها في السابع من أكتوبر، فأين سنكون الآن؟ الكل يعرف الإجابة عن هذا السؤال.

• ما آخر قراراتكم بالنسبة لحماية الملاحة البحرية من الهجمات الحوثية المتكررة؟

- القرار الذي تم اتخاذه هو إنشاء مهمة «أسبيدس». منذ إطلاقها في 19 فبراير، رافقت مهمة «أسبيدس» التابعة للاتحاد الأوروبي 70 سفينة تجارية وصدت 11 هجوماً للحوثيين. تمت الموافقة على جميع طلبات الحماية من السفن التجارية التي تمر بهذا الممر الاستراتيجي. ودعوني أذكّر بأنه يمكن لأي سفينة أن تطلب الحماية. طبعاً، المهمة دفاعية بامتياز، فلا ولن تشن أي هجمات على الأراضي اليمنية.

تشارك في هذه المهمة 23 دولة عضوة في الاتحاد الأوروبي بينما 4 دول أعضاء توفر سفنا حربية عسكرية. طبعاً، هذه المهمة ليست لها علاقة بمهمات أخرى في المنطقة، انها دفاعية بامتياز ولا تعمل إلا في المياه الدولية. نحن على اتصال دائم بكل البلدان في المنطقة بشأن المهمة ونشاطاتها.

للأسف، فإن هجمات الحوثيين عشوائية وكان لها تأثير سلبي على تكاليف نقل البضائع، بما في ذلك المساعدات الإنسانية لدول مثل السودان أو اليمن نفسه، عبر البحر، اذ رأينا زيادة تكاليف التأمين بنسبة 60% وانخفاض حركة الملاحة البحرية بنسبة 50%. هناك إذن حاجة إلى مواصلة هذه المهمة لتنفيذ قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وفي هذا الإطار سيستمر الاتحاد الأوروبي في القيام بواجبه.

back to top