ترامب عن محاكمته جنائياً: يوم حزين جداً

نشر في 22-04-2024 | 17:45
آخر تحديث 23-04-2024 | 17:20
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب يحضر المرافعات الافتتاحية في محاكمته بقضية جنائية
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب يحضر المرافعات الافتتاحية في محاكمته بقضية جنائية

وصل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الإثنين لحضور المرافعات الافتتاحية في محاكمته بقضية جنائية لا ينفك يندّد بها ويصفها بأنها تندرج في إطار «حملة اضطهاد» ترمي إلى ضرب حظوظه في العودة إلى البيت الأبيض.

وقال ترامب البالغ 77 عاماً في تصريح لصحافيين قبيل دخوله قاعة محكمة مانهاتن «إنه يوم حزين جداً جداً للولايات المتحدة».

وأضاف «أنا موجود هنا بدلاً من تمكيني من أن أكون في بنسلفانيا، في جورجيا وأماكن أخرى عدة لخوض الحملة الانتخابية»، وتابع «إنها حملة اضطهاد تأتي للأسف من واشنطن».

وترامب هو أول رئيس سابق يواجه تهماً جنائية، والقضية تنطوي على مخاطر كبيرة بالنسبة إليه إذ تأتي قبل أقل من سبعة أشهر من مواجهته المتجددة مع الرئيس جو بايدن المرشّح لولاية ثانية.

ومع بداية المرافعات الافتتاحية تنطلق أسابيع من الجلسات التي تتخلّلها أدلّة قد تكون محرجة، خصوصاً أنّها تتمحور حول علاقة ترامب بنجمة سابقة للأفلام الإباحية وحول احتيال مفترض سيلقي بظلاله على مساعيه للعودة الى البيت الأبيض.

ومن المتوقع أن يكون من بين شهود الادعاء الممثلة الإباحية السابقة ستورمي دانيالز ومحامي ترامب السابق مايكل كوهن.

وفي إجراء يذكّر بمحاكمات زعماء المافيا أو الإرهابيين، ستبقى هويات النساء الخمس والرجال السبعة في هيئة المحلّفين سرية لضمان سلامتهم.

وفرضت إجراءات أمنية مشدّدة الإثنين بعد ثلاثة أيام على إقدام رجل على إضرام النار في نفسه خارج قاعة المحكمة في واقعة مروّعة غير متّصلة بمحاكمة ترامب.

ويواجه الرئيس الأميركي السابق 34 تهمة تتعلق بالاحتيال التجاري كجزء من خطة للتستّر على مدفوعات لدانيالز مقابل شراء صمتها عن علاقته الجنسية المفترضة معها، وذلك قبيل الانتخابات الرئاسية لعام 2016 التي فاز فيها بفارق ضئيل على منافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون.

ولكن هذه التهمة تبقى أقل شأناً من لوائح الاتهام التي تطاله في ثلاث دعاوى قضائية محورها انتقادات ترامب وهجماته على نتائج انتخابات العام 2020 التي خسرها أمام جو بايدن، واحتفاظه بوثائق رسمية سرية ونقلها معه من البيت الأبيض بعد انتهاء ولايته الرئاسية.

وفي المحاكمة الراهنة، يرى خبراء أن ترامب قد يواجه عقوبة بالسجن أو دفع غرامة أو قد يتمّ وضعه تحت الرقابة.

غير أنّ المحاكمة التي تحظى بتغطية إعلامية مكثّفة ستُبقي ترامب بعيداً من نشاطات الحملة الانتخابية لأربعة أيام أسبوعياً لفترة قد تراوح بين ستة وثمانية أسابيع، بينما يواصل بايدن حملته مهاجماً منافسه الجمهوري في بعض الأحيان، بشكل مباشر أو غير مباشر، من البيت الأبيض وفي جميع أنحاء البلاد.

لكن ترامب سعى لاستغلال التغطية الإعلامية المكثّفة لمحاكمته لحشد قاعدته الشعبية عبر إدلائه بتصريحات على نحو منتظم من أمام مقر المحكمة.

ومن المتوقع أن يشهد الإثنين مرافعات افتتاحية، تُشكّل فرصة لكلّ جانب لعرض قضيته على المحلّفين ولشنّ هجمات استباقية على شهود الجانب الآخر.

وقال المدعي العام السابق بينيت غيرشمان، وهو حالياً محاضر في جامعة بايس، لوكالة فرانس برس، «ستكون هذه بداية المحاكمة الأكثر إثارة على الأرجح في التاريخ الأميركي».



وأضاف «سنستمع يومياً إلى شهادة من شأنها أن تلحق الضرر بترامب».

من جهته، اعترض ترامب على القضية، خصوصاً ما عدّه حظر نشر جزئي «غير عادل» فرضه القاضي لمنعه من استخدام حضوره الإعلامي القوي لمهاجمة الشهود والمدّعين العامّين وأقارب موظفي المحكمة.

وستُعقد جلسة استماع الثلاثاء سيقرّر فيها القاضي خوان ميرشان ما إذا كان ترامب قام فعلاً بازدراء المحكمة بطريقة تصرّفه أثناء عملية اختيار أعضاء هيئة المحلّفين.

وقال المدعي العام جوش ستينغلاس الخميس «ما زلنا ندرس خياراتنا... في ما يتعلّق بالعقوبات التي سنطلب فرضها»، ممّا يشير إلى احتمال طلبهم سجن ترامب.

وكان ميرشان انتقد ترامب لأنّه أدلى بتصريحات تنطوي على انتقادات ضمنية للمحلّفين المحتملين الأسبوع الماضي.

وقال ترامب «لن أتعرّض للترهيب من أيّ من المحلّفين في قاعة المحكمة هذه».

وكان يعتزم استئناف حملته الانتخابية بتجمّع حاشد في ولاية كارولاينا الجنوبية السبت، لكن الطقس السيء أجبره على إلغاء التجمّع في الهواء الطلق.

وقال ترامب للحشد عبر مكالمة تمّ بثّها «إنّها عاصفة كبيرة جداً، لذا، إذا كنتم لا تمانعون سيكون علينا تأجيل تجمّعنا، أنا حزين جداً».

وتمّ تأجيل القضايا الجنائية الثلاث الأخرى بسبب استراتيجية ترامب الناجحة المتمثّلة في تحدّي وعرقلة كلّ خطوة في هذا المجال.

غير أنّ ميرشان تمكّن من بدء محاكمة الاحتيال في نيويورك خلال فترة زمنية قصيرة.

وجرت مقابلة مجموعة كبيرة من المحلّفين المحتملين الأسبوع الماضي من قبل المدّعين العامين ومحامي الدفاع بشأن عاداتهم الإعلامية وتبرّعاتهم السياسية وتعليمهم، وما إذا كانوا قد حضروا مسيرة مؤيّدة أو مناهضة لترامب.

وتمّ إعفاء العديد من المحلفين بعدما قالوا إنهم لا يستطيعون أن يكونوا محايدين، قبل أن يتمكّن المحامون والقاضي من تقليص المجموعة إلى 12 محلّفاً مع ستة بدلاء.

وأصدر ميرشان قراراً يقضي بعدم الكشف عن هوية المحلّفين حفاظاً على سلامتهم، على الرغم من ظهور الكثير من التفاصيل الشخصية أثناء عملية الاختيار ممّا أدى إلى إضعاف الإجراء.

وطلب القاضي في وقت لاحق من المراسلين التوقّف عن تقديم الأوصاف الجسدية للمحلّفين وعدم تحديد مكان عملهم.

وأمر القاضي الرئيس السابق بحضور كل يوم من أيام المحاكمة.

وتتطلب إدانة ترامب إصدار المحلفين قرارهم بالإجماع.



back to top