«7 أكتوبر» يُسقط رئيس الاستخبارات الإسرائيلي

دعوات لاستقالة نتنياهو... واستعدادات إسرائيلية لإنشاء منطقة لمليون نازح تمهيداً لاجتياح رفح

نشر في 22-04-2024 | 15:18
آخر تحديث 22-04-2024 | 19:34
استقال رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلي أهارون هاليفي من منصبه، بعد إقراره بالإخفاق في توقّع «طوفان الأقصى» الذي شنته «حماس»، ليكون بذلك أكبر مسؤول يطيح به الهجوم غير المسبوق، في حين تزايدت الضغوط على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو للتنحي، في ظل تعثّر تحقيق أهداف حرب غزة المتواصلة منذ 200 يوم.

في وقت تدخل الحرب الإسرائيلية على غزة يومها الـ 200، وسط تحركات تمهّد لاجتياح مدينة رفح وتوسّع الأزمة لحدود تمسّ بمعاهدة السلام مع مصر، أقر رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية، أهارون هاليفي، بالمسؤولية عن إخفاقات المخابرات التي سمحت بوقوع هجوم «طوفان الأقصى» الذي شنته «حماس» في السابع من أكتوبر الماضي، معلناً مغادرة منصبه فور تعيين خلف له.

وقال هاليفي، الذي يُعد أكبر مسؤول إسرائيلي يطيح به الهجوم الذي أطلق شرارة الحرب الحالية، في خطاب استقاله نشره الجيش أمس: «شعبة المخابرات تحت قيادتي لم ترقَ لمستوى المهمة الموكلة إلينا. شبح ذلك اليوم الأسود يطاردني منذ ذلك الحين».

وفيما ترددت انباء ان قائد المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي قدم استقالته لعيئة الاركان ُسلّطت الأضواء على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي لم يقرّ بالمسؤولية عن عدم القيام بما يكفي من جهود لمنع الهجوم أو صده، إذ دعا زعيم المعارضة يائير لابيد رئيس الائتلاف الحاكم إلى أن يحذو حذو المثال الذي ضربه رئيس الاستخبارات العسكرية، قائلاً إن عليه الاستقالة بسبب الإخفاقات المحيطة بهجوم أكتوبر. وأشاد لابيد بهاليفي لقراره «المبرر والجدير بالاحترام» بالاستقالة من منصبه.

كما وجّه عضو «الكنيست» عن حزب يش عتيد، فلاديمير بيلياك، دعوة مماثلة، قائلاً إن نتنياهو «يجب أن يستقيل فوراً»، بغضّ النظر عمّا إذا تم تشكيل لجنة تحقيق رسمية للتحقيق في الأحداث المحيطة بـ «هجوم أكتوبر» أم لا.

وتزامن ذلك مع زيادة الضغوط الداخلية المحيطة بنتنياهو وتسريب تقارير عن بلوغ الأزمة بينه وبين طاقم المفاوضات المكلف بملف الأسرى «ذروة جديدة»، حيث اتهم بالتسبب في فشل الوصول إلى صفقة تبادل مع «حماس».

أبوالغيط يحذّر نتنياهو من اختبار صلابة «غرانيت أسوان»

وأشارت صحيفة «يسرائيل هايوم» إلى أن «شهادات صادمة عن إهدار نتنياهو كل فرص الوصول إلى صفقة لإنقاذ أرواح المحتجزين» كانت قد وردت بقناة الأخبار 12، في وقت سابق من أبريل الجاري، على لسان شخصيات من طاقم المفاوضات، تقف وراء الأزمة الجديدة.

وذكرت أن اجتماع مجلس الحرب الأخير، شهد توجيه اتهامات من جانب نتنياهو لطاقم المفاوضات، بالتسبب في دفع «حماس» إلى تشديد مواقفها.

وأوضحت أنه في أعقاب تسريب الشهادات، فإنها حصلت على معلومات من داخل اجتماع مجلس الحرب، بأن نتنياهو وبَّخ المفاوضين بشدة، وتفوَّه بألفاظ حادة.

ونقلت جانباً من حديث نتنياهو لأعضاء طاقم المفاوضات، ومن ذلك قول رئيس الوزراء إن «الإحاطات الكاذبة التي أدلى بها طاقم المفاوضات تضر بجهود إعادة الأسرى وتزرع اليأس بين عائلاتهم».

واتهم رئيس الوزراء بعض أعضاء الطاقم بالسعي لتحقيق مكاسب سياسية.

توسيع الحرب

وغداة توعّد نتنياهو بتوجيه «المزيد من الضربات المؤلمة لحماس» خلال أيام قليلة، للضغط عليها سياسياً وعسكرياً، بهدف «تحرير المختطفين وتحقيق النصر»، أفادت إذاعة كان العبرية الرسمية، بأن الجيش الإسرائيلي سيوسّع على نحو ملموس ما يُسمى «المنطقة الإنسانية» في قطاع غزة، في إطار استعداداته لعملية اجتياح مدينة رفح الحدودية المكتظة بأكثر من مليون نازح. وبحسب الإذاعة، فإن هذه المنطقة ستكون أكبر بكثير من تلك الموجودة في منطقة المواصي بالجنوب على طول الساحل وحتى مشارف النصيرات، وسط القطاع، ويمكن أن تتسع لمليون فلسطيني يمكن أن تدفعهم المعارك للنزوح إليها من رفح.

وأقيمت في المنطقة، وفق الرواية الإسرائيلية، 5 مستشفيات ميدانية، إضافة إلى المشافي القائمة هناك.

ميدانياً، انتشلت طواقم الدفاع المدني الفلسطينية 73 جثة جديدة من مقبرة جماعية، دفن بها الجيش الإسرائيلي الضحايا، داخل مجمع ناصر الطبي في خان يونس، قبل انسحابه منها، مما يرفع إجمالي الجثث التي عثر عليها بالمقبرة إلى 283، فيما باغتت القوات الاسرائيلية سكان خان يونس العائدين الى منازلهم باقتحامات.

وأعلنت وزارة الصحة ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب إلى 34 ألفاً و151 فلسطينياً، لافتة إلى مقتل 54 جراء الغارات الجوية والقصف المدفعي على أنحاء القطاع خلال الـ 24 ساعة الماضية.

دهس واعتقال

وفي ظل استمرار التوتر والشحن بعموم مناطق الضفة الغربية المحتلة، أعلنت الشرطة الإسرائيلية إصابة 3 أشخاص في عملية دهس بالقدس الغربية.

وفي حين تسبب هجوم لمستوطنين يهود على بلدة برقة الفلسطينية قرب رام الله بإصابة 6 بالرصاص، أعلن الجيش الإسرائيلي اعتقال شاب فلسطيني في قرية دوما التابعة لنابلس للاشتباه في تورطه بوفاة المستوطن بنيامين أحيمئير، (14 عاماً)، الذي تسبب مقتله في ردود فعل انتقامية واسعة النطاق من جانب مستوطنين هاجموا عدة قرى عربية.

خطوط واختبار

وبينما اتفق الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ونظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون، خلال اتصال هاتفي، على ضرورة منع توسّع الصراع في المنطقة، وضرورة العمل على وقف حرب غزة، حذّر الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبوالغيط، نتنياهو من وضع قوات على الحدود المصرية، معتبراً أن ذلك ليس في مصلحة السلام.

وقال أبوالغيط، في لقاء مع الإعلامي أحمد موسى، ليل الأحد ـ الاثنين: «أنصح نتنياهو بألا يختبر مصر، ولا يختبر صلابة غرانيت أسوان».

back to top