«لقاء الحسم» بين أميركا وإيران... بنكهة سياسية

نشر في 29-11-2022
آخر تحديث 28-11-2022 | 20:37
يلتقي منتخبا الولايات المتحدة وإيران اليوم، على ملعب الثمامة، ضمن الجولة الثالثة والأخيرة في المجموعة الثانية من دور المجموعات بمونديال قطر 2022.، يلتقي منتخبا الولايات المتحدة وإيران اليوم، على ملعب الثمامة، ضمن الجولة الثالثة والأخيرة في المجموعة الثانية من دور المجموعات بمونديال قطر 2022.

يخوض المنتخب الأميركي مواجهة حاسمة مع نظيره الايراني اليوم على ملعب الثمامة، ضمن الجولة الثالثة والاخيرة في المجموعة الثانية من دور المجموعات بمونديال قطر 2022.

وتملك كل منتخبات المجموعة الثانية الاربعة، انكلترا الاول 4 نقاط، وايران الثاني 3 نقاط، وأميركا الثالث بنقطتين، ويحتل ويلز المركز الرابع والاخير بدون رصيد، فرصة في التأهل للدور ال 16، حيث لايزال كل فريق يمتلك مصيره بيده.

أميركا تحتاج للفوز

وتبدو الأمور أكثر وضوحا في مباراة اميركا وايران، حيث يطمح كل منهما للحصول على النقاط الثلاث، وحسم الصعود رسميا دون انتظار نتيجة لقاء إنكلترا وويلز.

وبينما يتعين على منتخب أميركا تحقيق الفوز فقط على إيران من أجل التأهل، فإن نقطة التعادل ربما ستكون كافية للمنتخب الآسيوي في الصعود، ولكن سينبغي عليه النظر لنتيجة اللقاء الآخر.

ويمكن أن يصعد منتخب إيران، حال تعادله مع أميركا وفوز إنكلترا أو تعادلها مع ويلز. لكن قد يخرج المنتخب الإيراني بالتعادل في حال فوز ويلز على إنكلترا، حيث ستتساوى المنتخبات الثلاثة في رصيد 4 نقاط، ويتم الاحتكام لفارق الأهداف خلال لقاءات المنتخبات الثلاثة مع بعضها.

وأحرز منتخب إيران 4 أهداف في مشواره بالمجموعة حتى الآن، في حين اهتزت شباكه 6 مرات في أول جولتين.

وتعيد مباراة إيران وأميركا إلى الأذهان لقاءهما الشهير في دور المجموعات بمونديال فرنسا عام 1998، والذي انتهى بفوز المنتخب الإيراني 2/ 1، مدونا انتصاره الأول في تاريخه بكأس العالم آنذاك.


المدير الفني لمنتخب إيران كارلوس كيروش يتابع التدريبات المدير الفني لمنتخب إيران كارلوس كيروش يتابع التدريبات

كيروش: سنلعب من أجل الفوز والتأهل

أكد المدير الفني لمنتخب إيران، البرتغالي كارلوس كيروش، أهمية لقاء فريقه ضد أميركا اليوم، في ختام دور المجموعات، من أجل حسم التأهل للدور ال 16 في نهائيات كأس العالم 2022 بقطر.

وقال كيروش خلال المؤتمر الصحافي أمس: «نفكر في لقاء أميركا فقط دون أي اعتبارات أخرى، نحتاج للعب كرة ممتعة».

وأضاف: «أخبرت اللاعبين أن يستمتعوا، منتخب أميركا يمتلك لاعبين في أوروبا، وخط دفاع صلبا، وأتمنى أن يكون يوما كرويا بالدرجة الأولى، نحتاج للعب من أجل الفوز والتأهل إلى دور ال 16».

وقال لاعب إيران، كريم أنصاري، في المؤتمر الصحافي «الجميع لديه تصميم على بذل أقصى جهد للفوز والصعود إلى دور ال 16، مشيرا إلى أن مواجهة اليوم ستكون حاسمة.

وأوضح أنصاري أن إيران نجحت في تحسين مستواها بعد الخسارة من إنكلترا، مؤكدا أن الصعود لدور ال 16 حلم للمنتخب، مشددا على أن جمهور إيران متحد خلف المنتخب لكتابة تاريخ جديد، والفوز على أميركا، مؤكدا أن المنتخب لديه تصميم كبير على تحقيق هدفه.


المدير الفني للمنتخب الأميركي لكرة القدم جريج بيرهالتر المدير الفني للمنتخب الأميركي لكرة القدم جريج بيرهالتر

بيرهالتر: لا بديل عن الفوز

أكد المدير الفني للمنتخب الأميركي لكرة القدم جريج بيرهالتر الأهمية الرياضية للمواجهة المرتقبة والحاسمة مع المنتخب الإيراني اليوم في بطولة كأس العالم 2022 بقطر.

وقال بيرهالتر: «المباراة ستكون في غاية الصعوبة والقوة، لأن كلا من الفريقين يرغبان في الفوز والعبور إلى الدور الثاني (دور ال16) وليس لأسباب سياسية. علينا أن نكافح لنتأهل. هذا كل شيء».

وتحسم المباراة إحدى بطاقتي التأهل من المجموعة الثانية للدور الثاني.

ويتصدر المنتخب الإنجليزي المجموعة برصيد 4 نقاط مقابل 3 نقاط لإيران ونقطتين للمنتخب الأميركي ونقطة واحدة لويلز. وبعد تعادلين متتاليين، لن يكون أمام المنتخب الأميركي سوى الفوز في مباراة اليوم من أجل التأهل للدور الثاني. ويشهد تاريخ بطولات كأس العالم مواجهة واحدة سابقة بين المنتخبين، عندما خسر المنتخب الأميركي 1-2.

وتابع بيرهالتر: «المباراة أمام المنتخب الأميركي بمنزلة مواجهة في الأدوار الإقصائية. إما الفوز أو الرحيل»، مضيفا: «لم ننه مهمتنا بعد، ونرغب في مواصلة مشوارنا. مع تقديم عروض جيدة يمكننا أن نلهم شعبنا. هذا يساعدنا، ولكن ما زال أمامنا الكثير لنقدمه. وهو ما سنركز عليه الآن».


لاعبو المنتخبين الأميركي والإيراني قبل مواجهتهما في مونديال 1998 لاعبو المنتخبين الأميركي والإيراني قبل مواجهتهما في مونديال 1998

لقاء 2022 يعيدنا إلى عام 1989

تعيد مباراة اليوم بين الولايات المتحدة وإيران، في مونديال 2022 بقطر، ذكرى مواجهتهما في مونديال 1998 بفرنسا.

تعيد المباراة المرتقبة بين إيران والولايات المتحدة، اليوم، إلى الأذهان ذكريات مونديال عام 1998 بمشاهد الاحترام المتبادل بين لاعبي هذين البلدين المتعاديين في السياسة.

وفيما يلي بعض أبرز اللحظات التي شهدت حضور السياسة في ميدان الرياضة خلال بطولات كأس العالم.

- 1938: (إيطاليا وفرنسا) في سياق جيوسياسي متوتر جدا، وفي ظل الفاشية التي خيّمت على أوروبا، استضافت فرنسا النسخة الثالثة من كأس العالم.

في 12 يونيو، واجهت إيطاليا في ربع النهائي على ملعب كولومب (فازت إيطاليا 3-1).

ارتدى الطليان قميصا أسود شبيها بقميص ميليشيات نظام موسوليني، ووجهوا تحية فاشية إلى 60 ألف متفرج. ورد الجمهور حينها بصافرات الاستهجان أثناء النشيد الإيطالي.

في نظر موسوليني، كانت كرة القدم وسيلة لإظهار تفوّق الأيديولوجية الفاشية. ذهب ال«ناتسيونالي» بعيداً في المنافسة حتى ظفر بلقبه التاريخي الثاني توالياً.

- 1974: (المانيا الغربية والمانيا الشرقية)، 22 يونيو، تواجه الأشقاء الأعداء من ألمانيا الغربية والشرقية الاتحادية في هامبورغ، غرباً، على ملعب «فولكس بارك» الذي غصّ بالجماهير.

في خضم الحرب الباردة، جسّدت تلك المباراة التوتّر بين الطرفين. لكن ذلك لم يكن يعني ضغوطاً مرتقبة، إذ بدأ الطرفان مساراً تطبيعياً للعلاقات، ووقعا معاهدة اعتراف متبادل عام 1972.

وانتهت المباراة المصنّفة في دائرة الخطر دون أي عوائق. انتصرت ألمانيا الشرقية رغم كل الصعاب، بهدف سجله يورغن شبارفاسر في ربع الساعة الأخير، وبقي في الذاكرة إلى الأبد.

- 1986: تواجهت الأرجنتين وإنكلترا في ربع نهائي مونديال المكسيك، بعد أربع سنوات من حرب جزر فوكلاند التي خلفت 649 قتيلاً أرجنتينياً و255 بريطانياً.

كانت الأجواء متوترة جدا بين المنتخبين اللذين قطعت دولتاهما العلاقات الدبلوماسية عام 1982.

وفي كل مباراة من مباريات المسابقة، رفع المشجعون الأرجنتينيون لافتات تقول «جزر فوكلاند أرجنتينية»، وأنشدوا أغاني قومية تدعو إلى «قتل الإنكليز».

على هامش ربع النهائي، اندلعت اشتباكات بين ألتراس المنتخبين، ما أسفر عن عشرات الإصابات التي تراوحت بين طفيفة وخطيرة، وفازت الأرجنتين بالمباراة، بفضل عبقرية دييغو مارادونا، الذي سجّل هدفين أسطوريين: «يد الله» ثم «هدف القرن».

منافسا أمس واليوم

- 1998: (إيران - الولايات المتحدة)، خلال مشاركتها الثانية في كأس العالم، وجدت إيران نفسها ضمن مجموعة عدوّها اللدود، الولايات المتحدة.

انقطعت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين منذ عملية احتجاز رهائن في السفارة الأميركية بطهران، في أعقاب انتصار الثورة الإسلامية عام 1979.

إقامة تلك المباراة بمدينة ليون الفرنسية في 21 يونيو، مثّل فرصة للتهدئة.

بعد أداء النشيدين الوطنيين، تصافح اللاعبون الأميركيون مع خصومهم، وقدموا لهم تذكارات، فرد الإيرانيون التحية بباقات ورود بيضاء، قبل أن يلتقط المنتخبان صورة جماعية، وفاز الإيرانيون بالمباراة حينها (2-1) مسجلين أول انتصاراتهم المونديالية.

- 2018: (سويسرا - صربيا) في 22 يونيو بكالينينغراد، واجهت صربيا سويسرا التي تضم في صفوفها العديد من اللاعبين من أصول كوسوفية.

وكوسوفو إقليم سابق في صربيا يسكنه بشكل رئيسي الألبان، وبعد عشر سنوات من الصراع الذي كان آخر حرب أدت إلى انفجار يوغوسلافيا السابقة، أعلنت كوسوفو استقلالها عام 2008، وهو ما لم تعترف به صربيا، لتسوء العلاقات بين بلغراد وبريشتينا.

سجل كل من غرانيت تشاكا، المولود في سويسرا لعائلة كوسوفية، وجيردان شاكيري المولود في كوسوفو، هدفين، ما منح سويسرا فوزا على صربيا 2-1.

واحتفل اللاعبان بهدفيهما من خلال التوجه نحو المشجعين الصرب، ووضع يديهما على صدريهما بشكل معاكس، راسمين شارة «النسر المزدوج» الأسود اللون، رمز ألبانيا الذي يتوسط علمها الأحمر، ما أثار سخط الصحافة الصربية التي نددت «باستفزاز مخز».

وعاقب الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) اللاعبين في وقت لاحق بتغريمهما 8660 يورو لكل منهما.

back to top