بثينة المضف

نشر في 19-04-2024
آخر تحديث 18-04-2024 | 18:24
 د. هشام كلندر

روعة الإنسان ليست بما يملك من مال، أو منصب، أو جاه، أو حسب، أو نسب، فكل ذلك زائل، لكن أغلى ما يملكه، بعد تقوى الله، سمعته وأخلاقه وذكره الحسن وعمله الصالح.

نعم بثينة المضف اسم على مسمى، وكما قيل إن بثينة تصغير كلمة بثنة، وتعني الأرض السهلة اللينة الطيبة الإنبات، نعم الدكتورة بثينة منذ أن عرفتها قبل أكثر من 15 سنة في عملي بوزارة الصحة كانت تحرص كل الحرص في العمل على الارتقاء بالمنظومة الصحية، وتتبنى كل من يهدف إلى التطوير من الشباب والشابات.

لمثلها نقول إنه لا زال في ديرتي الخير ممن يبحث عن الكفاءة، التي لا يجمعها معها نسب ولا مصلحة ولا طائفة ولا قبيلة ولا منفعة، فقد كانت تنشد تمكين الأكفاء والأمناء، للحفاظ على حقوق البشر، وخدمة هذا الوطن، إرضاء لرب البشر.

شهادتي بها مجروحة، وارتأيت ألا أكتب هذه المقالة إلا بعد أن تترك منصبها الوزاري وتتقاعد، وهي لا تحتاج لكلماتي، لكن لعل هذه الأسطر القليلة، التي لا تفي الدكتورة الفاضلة حقها، تكون أوقع للقارئ الكريم، وأقل للتأويل، بعد تركها المنصب الوزاري، فكنت أحذر وأقول إن البعض الذي يتزلف للكثير، ويهدف من ذلك أن يحصل على مكان ما، ويقبض من متاع الدنيا وهو قليل، وإن كثر بعينه ففي النهاية «هو فقير، حتى لو صار وزير».

كما قال نبينا، صلى الله عليه وسلم: «أنتم شهداء الله في الأرض»، ولا نشهد إلا بما نعلم عن د.بثينة، ورسالتي للجميع وأذكر نفسي وإخواني وأخواتي فأقول: يا عبدالله، اعلم أنه لن يدوم المنصب لأحد ولا المال ولا الجاه، قال الشاعر:

ولدتك أمّك يا ابن آدم باكيا

والناس حولك يضحكون سرورا

فاحرص على عمل تكون إذا بكوا

في يوم موتك ضاحكا مسرورا

وقال آخر:

لا دار لِلمَرءِ بَعدَ المَوت يَسكُنُها

إِلّا الَّتي كانَ قَبل المَوتِ يَبنيها

فَإِن بَناها بِخَير فازَ ساكِنُها

وَإِن بَناها بشرّ خاب بانيها

في الختام أؤكد أن د.بثينة، لا يربطني بها كما قلت نسب ولا مصلحة ولا طائفة ولا قبيلة ولا منفعة، وما كان يجمعنا العمل لهذا الوطن بصدق، نسأل الله أن يتقبل أعمالنا ويصلح نياتنا، فإني أعتبرها كوالدتي، حفظ الله أمهاتنا، وجزاهن الجنة، وأدعو الله العظيم لوالدتي أن يبارك في صحتها وأوقاتها وأبنائها، وأن يرزقها الصحة والعافية ويوفقها في حياتها الدنيا لما يحب ويرضى.

back to top