عصر الطائرات المسيّرة بدأ في آسيا الوسطى

نشر في 29-11-2022
آخر تحديث 28-11-2022 | 19:49
 ذي دبلومات وسّعت جمهوريات آسيا الوسطى مخزون الطائرات المسيّرة التي تملكها في السنوات الأخيرة، حيث بدأت هذه المنطقة تُسلّح نفسها بالطائرات المسيّرة بكل وضوح، وقد يتعلق السبب بالتغيّرات العامة في مسار الحروب، أو أحداث معينة مثل استيلاء حركة «طالبان» على أفغانستان، أو الصراع القائم بين قيرغيزستان وطاجيكستان.

لكن لا تسعى جميع الدول إلى تقوية قدراتها في مجال الطائرات المسيّرة بالطريقة نفسها، فقد يتوقف نوع الطائرات التي يشتريها كل بلد وهوية الجهة التي تبيعها له على عوامل متنوعة مثل استراتيجية الدفاع، ووضع الميزانية، وطبيعة الشركاء الخارجيين.

بشكل عام، تتكل دول آسيا الوسطى على طائرات مسيّرة أجنبية التصميم، لكن قد يتغير هذا الوضع قريباً، إذ تتجه كازاخستان، وأوزبكستان، وحتى قيرغيزستان وفق بعض المصادر، إلى تطوير نسختها الوطنية الخاصة من الطائرات المسيّرة.

أخذت كازاخستان وأوزبكستان زمام المبادرة في هذا القطاع، ففي كازاخستان، أنهت الطائرة الاستطلاعية «شاغالا» (نورس) أول رحلة تجريبية لها في بداية عام 2021، ثم دخلت في المرحلة الأخيرة من الاختبارات بعد مرور بضعة أشهر، وفي غضون ذلك، بدأت أوزبكستان تنتج سلسلة من الطائرات المسيّرة التي تحمل اسم «لوشين» (الصقر)، في فبراير 2022، ويبدو أنها مُعدّة لأغراض استطلاعية مع أن السلطات الأوزبكية ذكرت أنها تتمتع أيضاً بقدرات هجومية.

ستكون قيرغيزستان ثالث دولة تتجه إلى تطوير طائراتها المسيّرة الخاصة في آسيا الوسطى، فقد نُشِرت تقارير عن الطائرة المسيّرة «سارا– 02» من صنع قيرغيزستان على شبكة الإنترنت، مع أنها لم تَصْدُر عن جهات رسمية، وتعليقاً على الموضوع، لم يؤكد وزير الدفاع القرغيزي هذه المعلومة ولم ينكرها.



بعد بداية بطيئة، بدأت دول آسيا الوسطى تعتبر الطائرات المسيّرة عنصراً تكميلياً، أو حتى أساسياً، من قواتها المسلّحة، فأصبحت الحاجة إلى هذه الطائرات واضحة في المنطقة، باعتبارها موارد متخصصة أو بدائل قليلة الكلفة لتعزيز القدرات الهجومية جو-أرض.

يُعتبر استعمال الطائرات الاستطلاعية أداة مفيدة للبلدان الثلاثة التي تحدّ أفغانستان: طاجيكستان، وتركمانستان، وأوزبكستان، وليس مصادفة أن تزوّد الولايات المتحدة الجيشَين الطاجيكي والأوزبكي بهذا النوع من المركبات، وهي مُعدّة على الأرجح لمراقبة جارتهما الجنوبية.

في الوقت نفسه، أثبت نجاح الطائرات المسيّرة القرغيزية، في أحدث اشتباك بين قيرغيزستان وطاجيكستان، دور هذه المعدات عند استخدامها كقوة هجومية، وقد تكون الطائرات المسيّرة أداة بديلة وقليلة الكلفة للدول التي تبقى ميزانيتها الدفاعية محدودة وتملك قوات جوية بسيطة، وتنطبق هذه المواصفات على قيرغيزستان وطاجيكستان، إذ تبلغ نفقات الدفاع فيهما نحو 123 مليون دولار و80 مليوناً على التوالي، وتتكل معظم القدرات الهجومية هناك على مروحيات من الحقبة السوفياتية.

يدرك كل بلد في آسيا الوسطى الأهمية المتزايدة للطائرات المسيّرة في الحروب، ويحاول التكيف مع هذا الواقع الجديد بأفضل الطرق، فقد بدأت قيرغيزستان تُوسّع قدراتها الجوية بوتيرة متسارعة عبر إضافة طائرات مسيّرة تركية إلى ترسانتها غداة الاشتباكات الحدودية مع طاجيكستان المجاورة، وبعد تعبير العاصمة دوشانبي عن اهتمامها الأولي بالطائرات التركية المسيّرة، عاد البلد ولجأ إلى إيران، مع أن شراكته مع طهران بدأت تثير الجدل منذ الآن على الساحة الدولية، وفي غضون ذلك، تسعى كازاخستان وأوزبكستان إلى تحسين قدراتهما بوتيرة ثابتة، وتشمل هذه الجهود تطوير مركبات يتم تصميمها وإنتاجها محلياً، كذلك أصبحت تركمانستان قوة إقليمية غير متوقعة في قطاع الطائرات المسيّرة، فهي تجلب أنواعاً مختلفة من هذه المركبات عبر مجموعة واسعة من الموردين.

من المتوقع أن يتوسّع مخزون الطائرات المسيّرة في ترسانة هذه الجمهوريات الخمس في المستقبل القريب، لكن تبقى النزعة إلى استعمالها أو طريقة استخدامها مسألة مختلفة.

* فرانسيسكو أولموس

back to top