شوشرة: اضطراب يرسم أحداثاً مفتوحة

نشر في 19-04-2024
آخر تحديث 18-04-2024 | 18:21
 د. مبارك العبدالهادي

مع تصاعد وتيرة الأحداث في المنطقة فإننا اليوم أحوج إلى وحدة الصف الداخلي وتماسكه وترابطه بعيداً عن ضجيج المؤزمين والفوضويين وفلاسفة التصورات الذين يحللون المشهد كما يرون من منظورهم الذي يضعنا دائما على الهاوية، ويطرق أبواب التأزيم غير المبرر، وبالتالي فإن عملية ضبط النفس مع اندلاع شرارات الأوضاع الحالية هي أفضل شيء، وترك الأمور للمختصين بعيداً عن تدخلاتهم وترجمتهم للأحداث وفقا لأهوائهم واستغلالهم للتطورات وكأنها تصب في خانة التصعيد وتذبذب الوضع.

وبعيداً عن تجاذباتنا الداخلية يجب عدم الانشغال بالعنتريات، والالتفات لما يحدث حولنا، خصوصا أن المنطقة التي تدخل في ضبابية الأيام القادمة حتى إن كان هناك من يعدها مجرد تصعيد مؤقت أو ردة فعل، فإن التطورات قد تتصاعد طالما إقليمنا مشتعل وملتهب ومستمر في حرائقه غير المنتهية بين فترة وأخرى، وهو الأمر الذي يتطلب تدخل الحكماء لإعادة ترتيب الأوراق وفقا لذلك ومعالجة المثالب حتى لا نتعرض لأي إصابات قد تكون غير مباشرة طالما أننا قريبون من الأحداث المتواترة والمستمرة التي ما إن تبدأ هنا حتى تنفجر هناك.

إن الوضع المضطرب في منطقتنا يتطلب الحيطة والحذر من أي تداعيات قادمة، وعدم تصغير المشهد بأنه مجرد سيناريو يمكن وضعه على الهامش، بل يجب تدارس تداعياتها المستقبلية لمعرفة القادم من الأحداث، حتى لو كان هناك ما يدور في الأفق من أمور تحاك للخبطة الوضع الإقليمي أو مجرد ردات فعل وتوزيع أدوار لمن سيقود تداعيات المرحلة المقبلة في هذا الإقليم الملتهب، بل يجب معرفة خفايا الأمور التي تحاك حول الأحداث المشتعلة والصراع الإقليمي الذي لن ترحم شظاياه أحداً، ولا تنتهي عند هذا الحد، لأن الأبواب ستكون مفتوحة لمفاجآت قادمة في الصراع الدائر سواء لاستعراض القوى أو لأهداف ومآرب أخرى تضع السياسيين أمام احتمالات مفتوحة لما ستخلفه الأيام القادمة من تطورات قد تضع المنطقة كلها أمام أحداث جديدة، وتغيير في عمليات التصعيد حتى إن كان هناك من يعتقد أنها ضربات خارج الأسوار لكنها بالتأكيد ترسم سيناريو أشد خطورة، فيجب الانتباه والحذر والوعي والإدراك من أي تداعيات قادمة قد تدخلنا في منطقة مجهولة.

آخر السطر:

قد تندلع الشرارة لكن شظاياها متطايرة وإصاباتها متفرعة.

back to top