زبدة الهرج: «دبل إسبريسو»

نشر في 05-04-2024
آخر تحديث 04-04-2024 | 17:25
 حمد الهزاع

طلبت من الجرسون قهوة (دبل إسبريسو) وهذا ما أعرفه، وأما صديقي القومچي العربي الثوري والخبير بأنواع القهوة الغربية فطلب قهوه اسمها غريب علي، واستفتح حديثه بالهجوم على العرب بأنهم تخلوا عن القضية الفلسطينية وأن «حماس» لقنت الإسرائيليين درساً في فنون القتال لن ينسوه أبداً، وأن النصر قاب قوسين أو أدنى، وأن الغرب سيندمون على دعمهم للمحتل الصهيوني، وحتى أنا العبد الفقير لله لم أسلم من اتهام صديقي لي بأني أدعم الإمبريالية، وأني ضد محور المقاومة والممانعة، وأن مقالاتي غير متزنة، وأني أحابي الغرب لأكسب رضاهم.

هنا ضحكت، ولأننا نجلس في مقهى خمس نجوم فكانت ضحكتي كلاسيكية وبطيئة، ولو كنا نجلس في مقهى شعبي لكانت ضحكتي على وزن مقام حنجرة المعلمة (زينات)، فصديقي هذا من النوعية التي ابتليت بهم الأمة العربية، ممن لهم عقول لا يفقهون بها وأعين لا يبصرون بها، ولم يسلم من اتهاماته أحد، فلما انتهى من خطبته الحماسية التي تشبه ندوات بعض المرشحين، قلت له: أنت كالمتسول الذي يجلس بباب المسجد ولا يصلي والغريب أن المصلين يتصدقون عليه ويطلبون منه الدعاء، هكذا أنتم ما زلتم تتمسكون بورقة القضية الفلسطينية ليس حبا، ولكن لتستفيدوا بقدر المستطاع، إلى درجة أنكم تتهمون دولا عربية داعمة رئيسة لحق الفلسطينيين بتقرير مصيرهم بأنهم وراء ما يحصل في غزة، بل إن الحرائر الفلسطينيات يواجهن العدو الصهيوني بكل عزة وشموخ ووجوههن مسفرة ومستبشرة، وأنتم تختبئون خلف شعاراتكم البائسة.

وهنا غادر المكان صديقي غضبان علي، وتركني أدفع فاتورة الحساب، فترحمت على الذين قضوا نحبهم في غزة وعلى الذين ما زالوا ينتظرون عيدية الصهاينة.

ثم أما بعد: أود أن أنتهز هذه الفرصة لأتقدم لمقام سيدي حضرة صاحب السمو أمير البلاد، حفظه الله ورعاه، بالتهاني والتبريكات بمناسبة قرب حلول عيد الفطر السعيد، والى الشعب الكويتي العظيم أعاده الله عليهم بالخير والمسرات، وكل عام ووطني الكبير شامخ شموخ الجبال الراسيات.

back to top