تطبق الشروط والأحكام!

نشر في 29-03-2024
آخر تحديث 28-03-2024 | 17:11
 دانة الراشد

لربما أصابتكم الدهشة يوماً عند رؤية إعلانات ما على هواتفكم مطابقة تماماً لحوارٍ انتهيتم منه للتو مع أحد الأصدقاء، ولربما تساءلتم كيف تبقى شاشة هواتفكم مفتوحة حتى إن لم تنقروا عليها لفترة من الزمن، ولعلكم تعجبتم من قدرة بعض التطبيقات السحرية على توقع ما تريدون، أو راودكم السؤال الآتي: لماذا يتم عرض هذا المحتوى بالذات؟

حسناً، يبدو أن هواتفنا الذكية أذكى مما نتصور! فعلى سبيل المثال، تبقى سماعات الهاتف مفتوحة على الدوام لالتقاط جميع محادثاتك، فتعرض لك تلك الإعلانات المتعلقة بها، هذه أحد الشروط والأحكام التي وافقت عليها دون قراءتها جيداً! (USA Today، 19 ديسمبر 2019) وقد قام زوجان في أميركا بعمل تجربة طريفة، وهي الحديث عن موضوع عشوائي (إطعام القطط) وملاحظة النتائج التي تظهر في إعلانات السوشال ميديا التي بدأت بإظهار أطعمة القطط بشكل مريب! (https://www.youtube.com/watch؟v=U0SOxb_Lfps)

لم يكن هذان أوائل المشككين في الأمر، فقد تم رفع العديد من القضايا على شركة آبل من المستخدمين في كاليفورنيا بعد أن قامت «سيري» بتسجيل حواراتهم الخاصة (واشنطن بوست، 2 سبتمبر 2021)، ويبقى السؤال: أين تذهب بياناتنا الخاصة؟ على أية حال، بإمكانكم إيقاف هذه الخاصية عن طريق الذهاب إلى الإعدادات في الهاتف تطبيقاً تطبيقاً ومنع التسجيل، مع الحرص على إغلاق التطبيق في الخلفية عند الانتهاء منه.

أما الجواب عن التساؤل الثاني فهو كالآتي: فإن الهاتف الذكي يلتقط لنا صوراً بتقنية الموجات تحت الحمراء Infrared كل خمس ثوان، وذلك كي تبقى الشاشة مفتوحة، ويمكنكم أيضاً إيقاف هذه الخاصية عن طريق الذهاب إلى الإعدادات Face ID>attention aware features (ذا صن، 3 يوليو 2023)، يبقى الأمر مريباً كون الشركات المصنعة للهواتف والتطبيقات غير صريحة فيما يتعلق بخصوصية المستخدم.

أما المحتوى فإنه بلا شك صُنع كي يبقيك مدمنا! فالتطبيقات تحتاج إلى أكبر قدر من التفاعل كي تنجح، لذا فهي تقوم بعرض مقاطع الفيديو الصادمة والغريبة والمستفزة كي تضمن أكبر كمية من ردود الأفعال، وإن كان ذلك على حساب المستخدمين، بل حتى تفرقة أفراد المجتمع عن طريق إشغالهم بالجدل في أمور تافهة.

قد يقول قائل إنه لا ضير من استخراج هذه البيانات الرقمية من الهاتف، فهي تستخدم للإعلانات فحسب، لكن ماذا سيحدث لو قررت الحكومات استخدام هذه المعلومات لتقييم شعوبها اجتماعياً social credit- كما يحدث في الصين- وكل ما قد يصطحب ذلك من الحد من حرية الفرد وحركته؟ المستقبل وحده سينبئنا بذلك.

back to top