سفير فيتنام لـ« الجريدة•» : تجربتي بالكويت توجت مشواري الدبلوماسي

نغو توان ثانغ مودّعاً: الكويت دائماً في ذهني وستبقى بلداً رائعاً يستحق أشياء عظيمة

نشر في 29-03-2024
آخر تحديث 28-03-2024 | 17:09
السفير الفيتنامي نغو توان ثانغ
السفير الفيتنامي نغو توان ثانغ
عشية مغادرته الكويت بعد مهمة استمرت 3 سنوات سفيراً لبلاده في الكويت التي أحبها وأحبته، يغادر السفير الفيتنامي النشيط نغو توان ثانغ، تاركاً خلفه «إرثاً» من علاقات تمكن من نسجها بأسلوبه الراقي وابتسامته المعهودة التي لا تفارق وجهه. ويؤكد نغو توان ثانغ أن تجربة عمله سفيرا لفيتنام بالكويت كانت تتويجاً لمشوار عمله الدبلوماسي، وكانت تجربة زاخرة بالخبرات والمواقف التي لا تنسى. ولفت نغو توان ثانغ إلى أن نجاحه فى أداء مهمته يعود في المقام الأول إلى مساعدة كل أفراد سفارة بلاده، إضافة إلى مساعدة السلطات الكويتية وتعاون زملائه من باقي السفارات معه في تذليل أي عقبات، وفي استيعابه لسياسة الكويت وتقاليدها، موضحاً أن العلاقات الفيتنامية - الكويتية المتميزة شهدت تطورات إيجابية فى مختلف المجالات، كما أن التبادل التجاري بين البلدين ارتفع بشكل ملحوظ. سفير فيتنام حرص قبل مغادرته في نهاية شهر رمضان الجاري على وداع الكويت والكويتيين عبر «الجريدة»، وكان الحوار التالي:

* من سفير حالي إلى سفير سابق... حدّثنا عن هذه التجربة.

- لقد حان الوقت بالنسبة لي أن أقول وداعاً، وفي شهر أبريل المقبل ستصل مهمتي الدبلوماسية إلى نهايتها، وقريباً سأصبح سفيراً سابقاً لفيتنام لدى الكويت.

خلال ثلاث سنوات من مهمتي الدبلوماسية، حاولت أن أبذل قصارى جهدي للكويت وللعلاقة التاريخية والودية بين البلدين. ومن نواحٍ عدة، حقق عملي الكثير بمساعدة الكويت أرضاً وشعباً، لذا اسمحوا لي أن أغتنم هذه الفرصة لأقول شكراً للكويت، على منحي أفضل ما في وقتي للمرة الأولى كسفير لدولة محورية في منطقة الخليج.

* لمن تقول شكراً؟

- أولاً وقبل كل شيء، أود أن أشكر أول من ساعدني على التعود على إيقاع الحياة في الكويت - أميراً وحكومة، الذين قبلوا أوراق اعتمادي ورحّبوا بي بعناية كبيرة في الأيام الصعبة التي مرت بها البلاد خلال جائحة كورونا، وكذلك زملائي السفراء في السلك الدبلوماسي، والإخوة والأخوات في مجموعة «الآسيان»، والعديد من الأصدقاء الآخرين، الذين ساعدوني على فهم طرق الدبلوماسية في هذا البلد.

ومنهم تعلمت جوهر النظام السياسي الكويتي، وأساسيات الثقافة الكويتية والعربية، والمزيد عن تسهيل فترة ولايتي. إنني أقدر كل الأحاديث التي أجريتها خلال المناسبات والاجتماعات، وفي شهر رمضان، تعلمت الكثير من خلال الديوانيات لتحسين عملي كل يوم، ولكن لا يزال هناك الكثير مما يجب تعلمه وتحسينه.

* ما الذي حققته خلال فترة عملك في الكويت؟

- بعد ثلاث سنوات، بوصفي سفيراً لفيتنام في الكويت، أشعر بالفخر لأن صورة فيتنام استقبلت بمزيد من الدفء والتقدير من الشعب الكويتي، فمن خلال العمل الجاد، ساعدت سفارة فيتنام بالكويت في الترويج لأفضل ما تتمتع به فيتنام في التجارة والسياحة والثقافة - ثلاثة من الجوانب العديدة التي تساعد على تعزيز التعاون الودي بين فيتنام والكويت.

فقد التقينا بعدد لا يحصى من المسؤولين ورجال الأعمال والمؤثرين الكويتيين، وخاصة الصحافة المحلية، لمناقشة سبل التعاون وعرض بلادنا على السكان المحليين، وأشكرهم جميعاً على الدعم الكبير، ومن خلال هذه الاجتماعات تم تحقيق إنجازات عدة، مثل إحضار القهوة الفيتنامية إلى جانب منتجات مختلفة من الفاكهة والأسماك والمنسوجات وغيرها التي باتت موجودة وبكثرة في مراكز التسوق، وباتت فيتنام مألوفة أكثر لدى الكويتيين، وخصوصاً الآن حيث يتم التقدم للتأشيرة عبر الإنترنت.

بفضل برنامج المنح الحكومية أصبح لدى الطلاب الفيتناميين الآن فرصة لتعلم اللغة العربية بجامعة الكويت

من الجانب الآخر، هناك الآن المزيد من الفرص للتبادلات الشعبية بين فيتنام والكويت. وبفضل برنامج المنح الحكومية، أصبح لدى الطلاب الفيتناميين الآن فرصة لتعلم اللغة العربية في جامعة الكويت، ويشارك مواطنونا أيضاً في مشاريع تكرير النفط، ويعملون في المطار كمضيفين، وأعتقد أنه سيكون هناك المزيد من الفرص للشعب الفيتنامي للمساعدة في تطوير الكويت، لقد أخبرتكم دائما أنهم أيضا «السفراء» الذين يمثلون بلدنا الحبيبة فيتنام، وبالتالي أشكر أبناء جاليتي على مساعدتي في تحقيق مهمتي الناجحة.

* إلى أين بعد الكويت، ومن هو السفير الجديد، وما نصيحتك له؟

- سأعود إلى وزارة الخارجية، في هانوي، عاصمة فيتنام، في الوقت الحالي، أما السفير الجديد فهو نجوين دوك ثانغ، دبلوماسي محترف ذو خبرة كبيرة، ونصيحتي له: كلما زاد عدد الأشخاص الذين نلتقي بهم أصبح فهمنا للكويت أفضل، وهذا الأمر سيساعده على مواصلة الارتقاء بالعلاقة بين فيتنام والكويت إلى مستوى أعلى.

* كلمة أخيرة

- بالنسبة لي، الكويت بلد رائع يستحق أشياء عظيمة في المستقبل القريب، وأعتقد أن أفكاري هي نفسها مع العديد من زملائي السفراء الآخرين، خلال أيام عملي الدبلوماسي كانت الكويت دائما في ذهني وستظل.

ورغم أنني لم أعد سفيراً لفيتنام لدى الكويت فإنني لا أزال دبلوماسياً، وأكرس حياتي لبناء العلاقات مع جميع أنحاء العالم، أعتقد أننا سنلتقي مرة أخرى في أي مكان على وجه الأرض - ربما في وطني، وسنواصل المحادثات حول الحياة والعمل. إن باب العلاقة بين فيتنام والكويت مفتوح لكلينا، وكل ما علينا فعله هو اتخاذ الإجراء عندما يحين الوقت.

ومرة أخرى، أتوجه بالشكر إلى هذا البلد ولكم جميعا، ولا يسعني إلا أن أقول: شكراً للكويت على منحي أفضل أوقات حياتي، ونرجو أن يأتي الأفضل لنا جميعاً.

بفضل برنامج المنح الحكومية أصبح لدى الطلاب الفيتناميين الآن فرصة لتعلم اللغة العربية بجامعة الكويت

back to top