سبع ولايات فقط تحسمها بين ترامب وبايدن

نشر في 22-03-2024
آخر تحديث 21-03-2024 | 18:21
بايدن خلال تجمع انتخابي عمالي في اريزونا امس الاول (رويترز)
بايدن خلال تجمع انتخابي عمالي في اريزونا امس الاول (رويترز)

يبلغ عدد الأميركيين 336 مليون نسمة، موزعين على 50 ولاية ومقاطعة كولومبيا، إلا أن سبع ولايات فقط، تضم خمس السكان، ستحدد نتيجة السباق الرئاسي لعام 2024، وستتحول إلى ساحات قتال بين دونالد ترامب وجو بايدن، حسبما كتب كارل روف المستشار السياسي الجمهوري وكبير المستشارين ونائب رئيس الأركان خلال إدارة جورج دبليو بوش، في صحيفة «وول ستريت جورنال».

وأشار روف الى التوقع بأن يحصل ترامب على 24 ولاية و219 صوتا انتخابيا، مقابل 20 ولاية ومقاطعة كولومبيا و226 صوتا لبايدن، تضم ولايات أريزونا، جورجيا، ميشيغان، نيفادا، نورث كارولينا، بنسلفانيا، وويسكونسن 93 صوتا انتخابيا، مضيفاً أن بايدن الرئيس الحالي الديموقراطي يحتاج إلى 45 منها لكي يفوز بالانتخابات، بينما يحتاج سلفه الجمهوري للفوز بثلاث ولايات على الأقل للبقاء في المنافسة على الرئاسة في اقتراع نوفمبر.

ويلفت مقال روف الى أن انتخابات العام الحالي تشهد تراجع ساحات القتال بين المتنافسين إلى سبع ولايات فقط، فقد خاض جورج بوش الابن في عام 2000 مثلا منافسة في 21 ساحة قتال، وفاز في 14 منها، ولو خسر ولاية واحدة فقط، لكان آل غور قد فاز.

ويضيف أنه سيكون لتراجع عدد ساحات القتال في سباق 2024 عواقب كبيرة على الانتخابات، حيث سيركز كل مرشح زياراته واجتماعاته وينفق مئات الملايين من الدولارات على الإعلانات في تلك الولايات السبع، وسيقتصر الذهاب إلى الولايات الأخرى في المقابل على جمع الأموال، أو المشاركة في المناظرات أو حضور أحداث ذات تأثير وطني.

ويلفت روف الى أن وجود عدد قليل جدا من ساحات القتال سيضع المزيد من الضغوط على المرشحين للتركيز على قضايا تلك الولايات السبع، ففي ميشيغان سيتحدثون عن صناعة السيارات، وعن إنتاج الغاز الطبيعي بولاية بنسلفانيا، وفي نيفادا يتعين على المرشحين أن يشرحوا وجهة نظرهم بشأن منشأة النفايات النووية في جبل يوكا، بينما في أريزونا، إلى جانب الحدود، ستشكل قضايا المياه أهمية كبيرة، كما سيتعرض الحزبان الديموقراطي والجمهوري لاختبارات جدية في هذه الولايات، وبينما سيحظى الديموقراطيون بتمويلات سخية من قبل حملة بايدن ولجنة الحزب الوطنية، يعاني الحزب الجمهوري في المقابل حالة من الفوضى في أريزونا وجورجيا ونيفادا.

وبحسب المقال، فإنه بعد إطاحة الحزب الجمهوري برئيسته في ميشيغان يناير الماضي، بعد أن قامت بإفلاس الحزب، يمكن لبديلها، عضو الكونغرس والسفير السابق بيت هوكسترا، أن يجمع الأمور معا، لكن من غير الواضح مقدار الأموال التي يمكن أن تقدمها اللجنة الوطنية الجمهورية للحزب في الولاية.

كما سيلعب الحكام في هذه الولايات دورا مهما أيضا، من حيث مناوراتهم السياسية وقدرتهم على حشد المؤيدين. ولجورجيا ونيفادا حاكمان جمهوريان، بينما لدى الولايات الخمس الأخرى حكام ديموقراطيون.

ويؤكد روف أن هذه الولايات السبع ستحدد ما إذا كان ترامب قادرا على انتزاع عدد أكبر من الديموقراطيين والمستقلين من الطبقة العاملة أكثر مما يستطيع بايدن اقتلاعه من الجمهوريين والمستقلين الحاصلين على تعليم جامعي في الضواحي، وتقترب نسبة الناخبين من خريجي الجامعات في هذه الولايات من المعدل الوطني ما يفسر التقارب الشديد في نتائجها الانتخابية.

ويضيف أنه يمكن اعتبار الأشخاص الذين لا يعيشون في هذه الولايات محظوظين، حيث سيسمعون عن الأحداث السياسية من الأخبار، ولن تكون أجهزة التلفاز الخاصة بهم مشبعة بالإعلانات السلبية، أو صناديق بريدهم مليئة بالمنشورات، أو هواتفهم التي لا تتوقف عن الرنين، أو أجراس أبوابهم التي يقرعها الناشطون.

ولن تتمكن العائلات في ساحات القتال من الهرب من ضغط الانتخابات، ما لم تكن تعيش مع أقلية الأميش في بنسلفانيا. ويختم روف مقاله بأن كل صوت أميركي مهم في الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر المقبل، لكن 61 مليون أميركي يعيشون في ساحات القتال السبعة سيقررون من هو الرئيس، وستكون أصواتهم حاسمة، وربما تاريخية في هذه الانتخابات «الطويلة والمكلفة والشريرة».

back to top