خامنئي يتشدد ضد المحتجين ويلوّح بتصعيد إقليمي

• حشود إيرانية على حدود العراق وقصف قاعدة أميركية بسورية • علييف: سندافع عن الأذريين داخل إيران

نشر في 27-11-2022
آخر تحديث 26-11-2022 | 20:38
دعا المرشد الإيراني قوات الأمن إلى قمع الاحتجاجات، ملوّحاً بتصعيد إقليمي، في حين بحث رئيس الحكومة العراقي مع سفير إيران لدى بغداد ضبط الحدود بين البلدين، وسط استمرار تحشيد إيران عسكرياً، وتخوف من اقتحام الحرس الثوري والجيش الحدود العراقية.
بالتزامن مع اليوم الـ70 لاحتجاجات الحراك الشعبي المطالب بالتغيير والاضطرابات التي تجتاح البلاد منذ منتصف سبتمبر الماضي، شدد المرشد الإيراني علي خامنئي على تمسك بلاده بمد نفوذها الإقليمي خاصة في العراق وسورية ولبنان بموازاة التصدي لمن وصفهم بـ «مثيري الشغب والجهلة والمرتزقة ولكل إرهابي في الداخل»، ومعتبراً أن التفاوض مع الولايات المتحدة، لإحياء الاتفاق النووي ورفع العقوبات المفروضة على طهران، لن يحل المشاكل التي تعانيها الجمهورية الإسلامية.

وفي وقت خرجت احتجاجات جديدة بمناطق متفرقة خاصة في المحافظات الغربية بكردستان والمناطق البلوشية بشرق البلاد وعدة جامعات في مقدمتها أصفهان، أشاد خامنئي خلال كلمة بمناسبة «أسبوع التعبئة الشعبية» أمس، بـ «عناصر قوات التعبئة، الباسيج، الذين ضحوا بأنفسهم لإنقاذ الشعب من مثيري الشغب»، كاشفاً أنّه «لدينا في إيران الملايين من التعبويين المنظمين رسمياً والملايين غير المنظمين رسمياً وهم فاعلون في المجتمع، كما أن لدينا تعبويين في بقية البلدان يفهمون توجهاتنا ونفهمهم». ورفض خامنئي صراحة الدعوات الصريحة والتحذيرات التي تزايدت أخيراً، من عناصر محسوبة على النظام والتيار الإصلاحي في الصحف والمنصات الإعلامية، بشأن «ضرورة الاستماع إلى صوت الشعب وحل الخلافات مع واشنطن من أجل إنهاء أعمال الشغب»، مؤكداً أن «التفاوض مع واشنطن لن يحل مشكلتنا لأنها تمعن في السعي وراء انتزاع التنازلات من إيران لإضعافها».

وأوضح خامنئي أن «الأعداء يرغبون في إحياء الاتفاق النووي بنسخته الثانية التي تعني مغادرة إيران المنطقة بالكامل وبنسخته الثالثة لأنه يعني أن إيران تلتزم بعدم إنتاج أي أسلحة استراتيجية مهمة وعدم امتلاك طائرات بدون طيار وصواريخ للدفاع عن نفسها».

ورأى خامنئي أنّ ما وصفه بـ»​سياسة​ إيران الفاعلة في لبنان وسورية والعراق كانت نتيجتها فشل مخطط أميركا وهزيمتها» في هذه البلدان. واتهم الولايات المتحدة بأنها «أرادت إسقاط النظام الإيراني عبر السيطرة على العراق، والإطاحة بالحكومة في سورية، والقضاء على حزب الله وحركة أمل في لبنان وضرب العمق الاستراتيجي في السودان وليبيا والصومال، لكن لم يحدث أي من ذلك ولم يستطيعوا». وجدد المرشد الإيراني تأكيده على أن بلاده ستواصل «دعم القوات المقاومة في المنطقة ولبنان وفلسطين».

جاء ذلك، في حين تداول إيرانيون باستغراب قيام رجال أمن بالرقص والغناء والاحتفال بشوارع طهران وعدد من المدن الايرانية احتفالاً بفوز المنتخب الايراني بمباراة كرة قدم مع منتخب ويلز في مونديال قطر. في حين تعرضت وكالة أنباء «فارس» الرسمية لقرصنة أمس الأول.

حشود عسكرية ودعوة

وغداة إرسال سلطات طهران تعزيزات عسكرية إضافية من القوات الخاصة لتحصين الحدود الشمالية والشمالية الغربية مع أذربيجان والعراق ومنع تسلل عناصر من جماعات كردية معارضة للداخل الإيراني، أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، والسفير الإيراني في بغداد محمد كاظم آل صادق، مواصلة الاجتماعات بين بغداد وطهران في الملف الأمني، بـ «الشكل الذي يحفظ سيادة البلدين ويحقق مصالح الشعبين، ويرسّخ أمن المنطقة واستقرارها».



ونقل السفير دعوة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي للسوداني إلى زيارة الجمهورية الإسلامية، كما شهد اللقاء التباحث في مجمل العلاقات الثنائية بين البلدين، بعد سلسلة هجمات بصواريخ وطائرات مسيرة انتحارية شنها «الحرس الثوري» على مناطق في إقليم كردستان العراق لاستهداف العناصر الانفصالية التي يتهمها بتأجيج الاحتجاجات المشتعلة في المحافظات الإيرانية الغربية.

التوتر الأذري

وفي وقت يتواصل التوتر بين الجمهورية الإسلامية، التي تتهم قوى إقليمية ودولية بتأجيج الاحتجاجات التي صاحبتها صدامات أخذت طابعاً عرقياً خاصة بمناطق تسكنها الأقليات الكردية بالغرب والأذرية بالشمال والبلوشية السنية بالشرق، وجارتها الشمالية أذربيجان، قال الرئيس الأذري إلهام علييف خلال افتتاح مؤتمر دولي في باكو أمس الأول: «سنبذل قصارى جهدنا لحماية أسلوب حياتنا والبنية العلمانية لأذربيجان والأذربيجانيين، بما في ذلك الأذريين الذين يعيشون في ⁧‫إيران‬⁩. إنهم جزء منهم أمتنا».

وفي كلمة في المؤتمر نفسه، أعلن علييف أنّ أذربيجان «اتخذت قراراً بفتح سفارة لدى إسرائيل، بالإضافة إلى مكتب تمثيلي في فلسطين، بناء على مصالحها الوطنية». وأضاف: «أنا على يقين من أن هذا القرار سيخدم عمل تعزيز السلام. وهذا يعني إقامة تعاوننا الطويل والمثمر جداً مع هاتين الدولتين». وقوبلت خطوة باكو باتجاه الدولة العبرية بمعارضة شديدة من طهران التي تتهمها بمنح إسرائيل منصة حدودية للإضرار بها.

إدانة أممية

وجاء ذلك في وقت اتهم ممثل روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا الولايات المتحدة بارتكاب خطأً جوهرياً بإثارة قضية «مزاعم توريد أسلحة من إيران إلى روسيا» خلال مفاوضات إحياء الاتفاق النووي الذي انسحبت منه واشنطن عام 2018.

قصف في سورية

من جهة ثانية، أفاد الجيش الأميركي بأن صاروخين استهدفا قاعدة دورية أميركية في شمال شرق سورية لكنهما لم يسفرا عن وقوع إصابات أو أضرار، فيما ذكر «المرصد السوري»، أن «ميليشيات موالية لإيران تقف خلف الهجوم.

وأضاف الجيش الأميركي أن قوات سورية الديموقراطية (قسد)، المدعومة من واشنطن تفقدت موقع إطلاق الصاروخين وعثرت على صاروخ ثالث لم يطلق باتجاه القاعدة الواقعة في مدينة الشدادي والتي تضم إضافة للجنود الأميركيين جنوداً من بريطانيا وفرنسا.

back to top