زبدة الهرج: الأخلاق لا تقدر بثمن

نشر في 22-03-2024
آخر تحديث 21-03-2024 | 17:09
 حمد الهزاع

جمع رسولنا الكريم، صلى الله عليه وعلى آله وسلم، كل الخصال الحميدة العظيمة، والصفات التي تليق بمقامه، فهو لا ينطق عن الهوى، وقد امتدحه الله سبحانه وتعالى وقال: «وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ»، فصفة الخُلق التي اتسم بها نبينا، صلى الله عليه وسلم، جعلت أعداءه يهابونه ويحترمونه ويوقرونه.

فالأخلاق هي من تحدد كيان الإنسان وسلوكه وتعامله مع الآخرين، حيث لا يصح أن يكون رجلا متدينا وأخلاقه سيئة، ولا ينفع المال والجاه إذا كان من يمتلكهن لا يتمتع بحسن الخلق، ولا يتصور أحد شخصا فقيرا معدوما وفي المقابل يكون متكبراً، ويرى الناس في عينه لا شيء.

ولهذا يجب أن يكون التعامل مع الآخرين بأخلاق راقية وتواضع، وذلك لجذب محبة الناس وتقديرهم، ولا يعتبر التواضع ذلاً أو خضوعاً أو انكساراً، بل هو قمة في الأخلاق، وقد قال، صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله»، ومن منا لم يتعرض الى مواقف مؤلمة قد تصيب القلب حسرة وألماً، وتبعث في النفس الحزن والأسى، خصوصا في شهر رمضان الكريم، عندما تتصل على شخص لتبارك له بالشهر الفضيل ولا يرد على الاتصال ولو بعد حين، أو ترسل له رسالة عبر الواتساب لتهنئه بمناسبة حلول شهر الخير والبركة ويشاهد الرسالة فيتجاهلها.

هذه التصرفات والسلوكيات المنحرفة غير الراقية تنم عن سوء الخلق، وقد يكون هؤلاء الأشخاص لديهم عقد نفسية ويعانون نقصاً في ذاتهم، فيشعرون أنهم الأفضل والأحسن وهم لا يعلمون أن تصرفاتهم المتعالية تجعلهم منبوذين ومكروهين من المجتمع، والكل يتجنب التعامل معهم.

ولو نظرنا إلى ما تفضل به صاحب السمو أمير البلاد، حفظه الله ورعاه، من استقبال للمواطنين والتهنئة بحلول شهر رمضان الكريم، وحديثه مع الجميع بكل تواضع وحسن الخلق، لرأينا درساً يجب أن يتعلم منه المتكبرون.

ثم أما بعد:

لا يعلم معنى السعادة إلا الذي رسم البسمة على محيا محتاج، ففرج عنه كربة من كرب الدنيا، فهنيئاً لمن جادت يمينه حتى لا تعلم شماله.

back to top