الإسفاف باسم الفن والشكر لوزير الإعلام!!

نشر في 20-03-2024
آخر تحديث 19-03-2024 | 17:40
 د. سلطان ماجد السالم

كالعادة وفي شهر رمضان المبارك من كل عام، ينقسم العامة ممن يتابعون الأعمال الرمضانية على هيئة مسلسلات درامية تأخذ من اللهجة الخليجية وتحديداً الكويتية غطاءً لها، بين النقد البناء والدخول في هامش التحريم والمنع وخلافه لبعض هذه الأعمال.

مبدئياً وعلى الصعيد الشخصي لست متابعاً البتة للأعمال الرمضانية، وعلاقتي بها انتهت مع الأعمال التاريخية أيام الصبا ومراحل الشباب، أما بالنسبة إلى عرض الأعمال فهو حتماً أمر محكوم بأمور لعل أبرزها معالجة عدد من المشاكل الاجتماعية وتسليط الضوء على حلول لبعض القضايا الملحة التي تواجه المجتمعات، وهي حتما الغاية النبيلة والرسالة المثلى للفن بمجالاته كافة، ولعل من أبرز الأمور الملاحظة مؤخراً ومن المشاهد المتناثرة عبر السبل الإلكترونية موضوع إبراز أمور تتنافى مع الذائقة العامة والآداب، بل تخدش حياء الأسر وبشكل أكبر تخدش حتى صيام المتابعين حول العالم.

وقبل الاسترسال في هذا المحور، فالإنتاج الخاص ليس محكوما بكل هذا، والنقاش هنا عن طبيعة القنوات أو المنصات التي تخرج لنا مثل هذه الأعمال، فإن كانت عامة ومتاحة للجميع فهنا تصبح محل نقد ومناقشة، أما إذا كانت في منصات مغلقة للمشتركين فيعود الأمر هنا لرب الأسرة وكيفية إدارة المنزل وقيم العائلة وهكذا.

عوداً على المادة الفنية المطروحة فـ»التبرقع» خلف بعض الأسماء الفنية واللهجة يعطي دائما الإيحاء بأن هذا العمل يعكس طبيعة مجتمع بعينه، ويصور للصغار قبل الكبار أن هذا المجتمع تنتشر فيه السلبيات والأمراض المجتمعية، وهو أمر غير حقيقي، بل شاذ عن الأفكار والقيم وحتى طبيعة الدراما التي تصوغ الأحداث بشكل هادف لإيصال فكرة وعلاج مشكلة، لا الأمور الشاذة عن الطبيعة والفطرة البشرية السليمة.

تطبيع مثل هذه السلوكيات على الذائقة العامة واستهداف مجتمع بعينه، وإسباغ سمة عليه، أمور مرفوضة تماما، وليست محل مجاملة، فحسناً فعلت وزارة الإعلام الكويتية ممثلة بوزيرها وكل منتسبيها بملاحقة المتسببين بمثل هذه الأمور التي يعف عنها المجتمع.

وفي هذا السياق فإن هذا الأمر لا يعدّ تحريضاً بل هو حماية للمجتمع والذائقة العامة ومراعاة للطبيعة المحافظة لهم.

على الهامش:

نهمس في أذن سمو الرئيس، مهما كانت قراراتك أو تلك الخاصة بحكومتك إصلاحية وفنية وتحقق المصلحة العليا، ففي الإدارة والسياسة لا يوجد (علم) أو نموذج أو برتوكول ولا حتى Manual بل (فن) لتحقيق الأهداف المطلوبة وتوقيت مناسب.

back to top