غذاء البراشوت!

نشر في 17-03-2024
آخر تحديث 16-03-2024 | 16:54
 مظفّر عبدالله

أول العمود:

الجمعيات التعاونية الاستهلاكية بثقلها الاقتصادي والأموال الطائلة التي تملكها عاجزة عن صناعة أكياس صديقة للبيئة!

***

جميعنا شاهد المنظر المُذِل، براشوتات تحمل مواد غذائية لسكان غزة تهبط من السماء في مشهد لا يمكن وصفه إلا بامتهان كرامة الإنسان.

ورغم أن إدخال المساعدات عبر البر هو الأيسر والأقل كلفة من المساعدات الجوية والبحرية فإن الخطة الدولية التي قادتها الولايات المتحده ومعها 13 دولة بإيقاف تمويل (الأونروا) المتعمد لتعطيل آليات الأمم المتحدة وسحقها جاءت لتحقيق فكرة الميناء... ميناء غزة الذي سنشهد بعد أيام حجم الخبث من وراء بنائه.

الدول ذاتها التي جَوّعت الفلسطينيين وسمحت بقتل ما يفوق 31 ألف فلسطيني منذ 7 أكتوبر 2023 على يد الصهاينة تقوم اليوم بإذلال سكان غزة بغذاء البراشوتات، وهي تشاهد الصهاينة وهم يقتلون الجوعى الذين يتجمعون لاقتناص هذه المواد بالرصاص الحي وأمام المجتمع الدولي دون خوف ولا خجل.

ويظهر حرص الدول المساندة للصهاينة على عدم استخدام أي معبر بري– لأنه يخص البر العربي– والدفع لبناء مرفأ بحري رغم اعتراض الأمم المتحدة واعتبارها إياه استهتاراً بحياة الفلسطينيين، هذا عدا أن الإعداد له يستغرق شهرين!! في حين أن المعابر البرية تقف جامدة بلا عمل! فهل هناك استهتار أكثر من هذا؟!

فكرة المرفأ وغذاء البراشوت تأتي ضمن سياق إبادة الفلسطينيين بالأساس واستكمالاً لها، والتي هي جريمة حرب محققة، هي إجراء للتعمية على جرائم القتل وتقطيع أوصال مساحة قطاع غزة، وقصف كل شيء يتحرك على الأرض.

نسأل هنا: بعد كل هذا، هل التفاوض مع الكيان الصهيوني الذين أهان العالم بأسره مُجدٍ ولو بنسبة 1%؟

من المهم اليوم دخول المزيد من الدول مع جهد جنوب إفريقيا في محاكمة الكيان الصهيوني في محكمة العدل الدولية لترسيخ حقيقة الإبادة الجماعية للفلسطينيين.

قناة تلفزيونية سألت طفلاً فلسطينياً عن الصيام فرد قائلاً: «رمضان مش منيح معنا السنة لأن أبوي وأمي استشهدوا».

back to top