الآلة العسكرية الروسية تستنزف الاقتصاد... وتساؤلات حول استدامتها

أرقام إنتاج الأسلحة «مضللة»... و»الكرملين» يرفع التمويل إلى 29% من الإنفاق

نشر في 15-03-2024
آخر تحديث 14-03-2024 | 17:16
الآلة العسكرية الروسية
الآلة العسكرية الروسية

فوجئ الغرب خلال الحرب في أوكرانيا من قدرة الآلة العسكرية الروسية على إنتاج هذا الكم من الدبابات والصواريخ والقذائف، لكن محليين ومسؤولين أكدوا لـ«وول ستريت جورنال» أن أرقام الإنتاج الروسي «مضللة» وتخفي تحديات كثيرة تهدد استدامتها، خاصة أنها تستنزف موارد الاقتصاد الروسي.

وفرض الغرب منذ اندلاع الحرب عقوبات تهدف لعرقلة الصناعة الدفاعية الروسية، رد عليها الكرملين بضخ مزيد من الموارد في صناعة الأسلحة، حيث خصص العام الماضي 21% من إجمالي الإنفاق الفدرالي للصناعة الدفاعية، ثم رفعه إلى أكثر من 29% في ميزانية 2024.

وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في ديسمبر الماضي إن روسيا تنتج 17.5 مرة من الذخيرة، و17 مرة من الطائرات بدون طيار، و5.6 مرات من الدبابات عما كانت تنتجه قبل الحرب، فيما ارتفع إنتاج قذائف المدفعية من 400 ألف قذيفة في عام 2021 إلى 600 ألف في العام التالي، أي أكثر من الإنتاج المشترك للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وفقاً لتقديرات المخابرات العسكرية الإستونية.

ورجح مسؤول كبير في حلف شمال الأطلسي أن تحافظ روسيا على نسق جهودها الحربية لفترة تتراوح بين عامين وخمس سنوات أخرى، فيما تعتقد وكالات استخبارات عسكرية أوروبية أن موسكو قادرة على إنتاج أسلحة تكفي عدة سنوات أخرى. من جهته، قال البنك المركزي الفنلندي، إن إنتاج العديد من الصناعات العسكرية تضاعف منذ بداية الحرب، وفقاً لتحليل الإحصاءات الروسية، لكنه أكد أن مستوى الإنفاق والإنتاج العسكري قد لا يستمر نظراً إلى استنزاف الاقتصاد الروسي. كما شكك الباحث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، مايكل غيرستاد في بيانات الانتاج العسكري الروسي، وقال «إنهم يبالغون في الأرقام»، مشيراً إلى أن روسيا أخرجت العام الماضي 1200 دبابة قديمة من مخازنها، بناءً على صور الأقمار الصناعية، ما يعني أنها أنتجت على أقصى تقدير، 330 دبابة جديدة فقط.

كما لجأت روسيا إلى استخدام احتياطيات من ذخيرة المدفعية القديمة، ويبلغ هذا المخزون الآن حوالي 3 ملايين طلقة، معظمها في حالة سيئة، وفقاً للمعهد الملكي للخدمات المتحدة، وهو مركز أبحاث بريطاني أكد أن إنتاج الذخيرة المحلي في روسيا ليس كافياً لتلبية احتياجاتها في أوكرانيا، مما يعني أن موسكو ستصبح أكثر اعتماداً على حلفائها الأجانب.

وفيما أكد محللون أن كوريا الشمالية وإيران وبيلاروسيا زودت موسكو بالذخائر، وأن الصين زودت موسكو بمكونات متطورة مثل رقائق الكمبيوتر ومواد كيميائية، صرح وزير الدفاع الكوري الجنوبي شين وون سيك بأن مصانع الذخيرة الكورية الشمالية تعمل حالياً بكامل طاقتها لتزويد روسيا.

وأضاف أن بيونغ يانغ ربما تكون قد شحنت ما يعادل 3 ملايين قذيفة مدفعية عيار 152 ملم منذ سبتمبر الماضي، لكن المخابرات العسكرية الأوكرانية قالت إن هذه الذخيرة كانت سيئة، حتى أنها دمرت في بعض الأحيان الأسلحة الروسية.

وكشف مسؤول كبير في حلف شمال الأطلسي أنه في مقابل هذه الإمدادات، هناك بعض الأدلة على أن موسكو شاركت معلومات عسكرية تقنية مع الصين وكوريا الشمالية. وبالعودة إلى روسيا، تواجه صناعة الأسلحة تحديات عمالية، فخلال زيارة لشركة أورالفاغونزافود، وهو أكبر مصنع للدبابات في روسيا فبراير الماضي، أقر فلاديمير بوتين بنقص العمالة الماهرة، فيما قال نائب رئيس الوزراء يوري بوريسوف إن صناعة الأسلحة في بلاده تعاني من نقص يبلغ حوالي 400 ألف شخص.

ولتعزيز الإنتاج، بدأت أورالفاغونزافود، التي تضم نحو 30 ألف عامل، الإنتاج على مدار 24 ساعة في المصنع، لكن العمال اشتكوا من نقص الأدوات وسوء ظروف السلامة، حتى أن أحدهم طعن نفسه في الحلق بسكين أمام رئيسه في العمل، في حادثة تناقلتها وسائل الإعلام الروسية على نطاق واسع العام الماضي، واعتذرت عنها الشركة.

back to top