وجسَّد العلايلي شخصية الشاب المثقف «كمال» في بطولة الفيلم اللبناني «بيروت يا بيروت» (1975) تأليف أسامة العارف، وإخراج مارون بغدادي، وشارك في البطولة، ميريل معروف، وفيليب عفيفي، وسهام ناصر، وجوزيف بونصار، وشوقي متى، وزياد مكوك.

ويدور الفيلم حول مجموعة من الشباب يعيشون في لبنان منتصف السبعينيات، ويتفاعلون مع انعكاسات الواقع العربي في تلك الفترة، وتتياين أفكارهم بين المثالية والواقعية، ويحاولون إثبات وجهات نظرهم حول الحاضر والمستقبل.

Ad

ولعب العلايلي دور «حفيد الحاج مأمون» في الفيلم المغربي «سأكتب اسمك على الرمال» (1979) تأليف حفيظة العسيري وإخراج عبدالله مصباحي، وشارك في بطولته مريم فخر الدين، وسميرة سعيد، وأمينة رزق، وناهد شريف، وسمير صبري، وعبدالرحيم الزرقاني، ويتحدّث الفيلم عن حركة المقاومة المغربية ضد الاحتلال الفرنسي في سنوات ما قبل الاستقلال. كما جسّد شخصية «سعد بن أبي وقاص» في فيلم «القادسية»، سيناريو محفوظ عبدالرحمن وإخراج صلاح أبوسيف، وشارك في البطولة مجموعة من النجوم العرب، منهم سعاد حسني، وشذى سالم، وليلى طاهر، ومحمد حسن الجندي، وهالة شوكت، والنجم الكويتي محمد المنصور.

يسرد الفيلم في قالب تاريخي وقائع معركة «القادسية» التي مكّنت المسلمين من فتح بلاد فارس في عام 636 ميلادية من أجل نشر اﻹسلام، وقادها سعد بن أبي وقاص، وذلك بعد موت المثنى بن حارثة الشيباني، قائد الجيوش الإسلامية في عهد الخليفة أبي بكر الصديق.

الفيلم المفقود

وهناك أفلام عربية مفقودة للعلايلي، منها فيلم «شناوة»، وتم إنتاجه عام 1979 بتمويل جزائري، وتنفيذ دائرة السينما في منظمة التحرير الفلسطينية، وجرى تصويره بين دمشق، وباريس، والجزائر، وأخرجه سمير سيف.

والفيلم يرتكز على أحداث حقيقية، حول قصر «شناوة» في النمسا كان يتم فيه تجميع اليهود وتهجيرهم إلى فلسطين باعتبارها أرض الميعاد كما يدعي الصهاينة، وارتبط بعملية فدائية قام بها ثنائي فلسطيني، مهمته احتجاز بعض الرهائن اليهود الذين سيتم نقلهم بعد ذلك إلى فلسطين، وهذه العملية وقعت بالفعل عام 1973، وعلى أثرها أمر المستشار النمساوي بروفسكي بإلغاء عملية استقبال اليهود في هذا القصر.

العمدة والدكتور

بدت تجربة الفنان عزت العلايلي في الثمانينيات، متأثرة إلى حد كبير بمؤشر ارتفاع وانخفاض مستوى الأفلام، وبداية انتشار سينما المقاولات ذات الموضوعات التجارية، والفارغة من المضمون الجيد، ولذا بدأ نشاطه السينمائي يتراجع نسبيا خلال العقود اللاحقة، وظل في طريقة لتحقيق المعادلة الصعبة بين القيمة الفنية والنجاح الجماهيري.

في عام 1986، جسّد شخصيتين متباينتين، الأولى دور «العمدة حافظ عبدالجواد» في فيلم «قفص الحريم»، تأليف مجيد طوبيا وسيناريو رفيق الصبَّان، وإخراج حسين كمال، وبطولة شريهان، ووائل نور، وفريدة سيف النصر وهياتم. وتدور القصة حول الفتاة «ريم» ابنة العمدة المحافظ على التقاليد، الذي يرفض أن تستكمل ابنته تعليمها، فتذهب للإقامة مع جدتها وتلتحق بالجامعة.

وفي نفس العام جسّد العلايلي شخصية «الدكتور كمال» أمام النجمة نبيلة عبيد في فيلم «الصبر في الملاحات»، تأليف سمير عبدالعظيم وإخراج أحمد يحيى، وشارك في البطولة مجموعة من النجوم، منهم سعيد صالح، وتحية كاريوكا، ومديحة يسري، وفيفي عبده، وأحمد بدير.

ويتناول الفيلم قضية التبني، من خلال تاجرة مخدرات، تلصق التهمة بخادمتها فيحكم عليها بالسجن المؤبد، وتتبنى ابنة الخادمة وتساعد باقي أبناء الخادمة، وتكبر الابنة وتعمل بالشرطة وتلتقي مع لص لا تعرف أنه شقيقها.

تعددت أقنعة الفنان عزت العلايلي على الشاشة، وفي عام 1991، لعب شخصية رجل الأعمال «حاتم» في فيلم «رجل في ورطة» إخراج إسماعيل جمال، وشارك في البطولة زيزي البدراوي، وحنان شوقي، وسمير فريد. وتدور أحداث الفيلم حول رجل يعمل في مجال المقاولات وبناء المساكن، يجد نفسه متهماً في قضية رأي عام، بتهمة انهيار العمارات التي بناها، ويكتشف أن رجاله الذين يساعدونه فعلوا ذلك دون أن ينتبه.

وفي لقاء استثنائي مع النجم العالمي عمر الشريف، جسّد العلايلي شخصية الرجل الريفي «عبدالموجود» في فيلم «المواطن مصري» (1991)، تأليف يوسف القعيد وإخراج صلاح أبوسيف، ويسرد الفيلم قصة العمدة عبدالرازق الشرشابي «عمر الشريف» حين يُطلب ابنه الأصغر توفيق (خالد النبوي) للتجنيد، فترفض زوجته (صفية العمري) ذهاب ابنها، فيقترح عليه أحد الأشخاص إرسال مَنْ ينتحل صفة ابنه للتجنيد بدلا منه، وبعد ترهيب وترغيب يقنع أباً فقيراً يُدعى عبدالموجود (عزت العلايلي) بإرسال ابنه مصري (عبدالله محمود) للتجنيد، وتتصاعد الأحداث.

ويعد «المواطن مصري» من أبرز أعمال الفنان عزت العلايلي، وأظهر خلاله قدراته التمثيلية المتفردة، ودارت في كواليس الفيلم مواقف عديدة، منها حين طلب من المخرج تأجيل تصوير مشهد النهاية، ليكون آخر مشاهد الفيلم، وخلال تصوير المشهد المؤثر، حين يتسلم جثمان ابنه الشهيد، وكان الفنان عمر الشريف يقف خلف الكاميرا، وأصر على أن يشاهد أداء العلايلي، وحين قال المخرج «Stop» احتضن الشريف العلايلي، وهنأه على أدائه المبهر.

وفي مقابلة تلفزيونية، ذكر العلايلي أنّ لحظات تصوير المشهد كانت مشاعره نابعة من داخله، ومليئة بالعواطف والأحاسيس بأن هذا الشهيد ابنه الحقيقي.

تراجع ظهور عزت العلايلي على شاشة السينما، خلال فترة التسعينيات، وقدّم عشرة أفلام فقط، بمعدل فيلم واحد كل عام، منها الفيلم الكوميدي «دسوقي أفندي في المصيف» (1992)، تأليف فيصل ندا، وإخراج عمر عبدالعزيز، وشارك في البطولة تيسير فهمي، وأشرف عبدالباقي.

ويدور الفيلم حول دسوقي أفندي موظف معروف بالأمانة، وذات يوم تنظم الشركة مسابقة يفوز بها دسوقي، وجائزتها قضاء شهر مع عائلته في المصيف، وهناك يتعرض لمفارقات كوميدية.

وفي نفس العام، جسد العلايلي شخصية مجرم في فيلم «رجل من نار» إخراج محمد مرزوق، وشارك في البطولة دلال عبدالعزيز وسامي العدل، ويسرد الفيلم قصة «حمدي وفتحي» شريكان في عصابة، ويحكم على فتحي بالسجن، بينما يصير حمدي رجل أعمال ويتزوج ويستقر، إلى أن يخرج فتحي من السجن، ويطلب منه معاودة نشاطهما اﻹجرامي.

ويتحول العلايلي من دور المجرم إلى تقمص شخصية الضابط في فيلم «2 ضد القانون»، تأليف حلمي شفيق وإخراج عادل صادق، وشارك في البطولة فيفي عبده، وميمي جمال، ومحمد الدفراوي، وعبدالله فرغلي.

ويدور الفيلم في قالب من التشويق، حول تعدد حوادث قتل النساء، ويعمل الضابط كمال على التحقيق في مصدر هذه الحوادث وهوية مرتكبها، وتحوم كل الشكوك حول «زكي» مدير إحدى الشركات الكبرى.

والتقى العلايلي النجمة ليلى علوي في فيلم «الفأس في الرأس»، تأليف وحيد مخيمر، وإخراج وشارك في البطولة عبلة كامل، ومحمد هنيدي، ووائل نور. وتدور القصة حول «النجعاوي» وهو شاب فقير محبوب، يعمل «مراكبي» على معدية في إحدى القرى، ويتعرض للعديد من المآزق أثناء عمله.

الطريق إلى إيلات

ويعد «الطريق إلى إيلات» (1993)، أبرز أفلام العلايلي في التسعينيات، سيناريو فايز غالي وإخراج إنعام محمد علي، ولايزال يحظى بمشاهدة عالية حتى الآن، وله تأثير كبير في المشاهدين من كل الأعمار سواء النشء أو الشباب أو كبار السن.

وحسم الفيلم الجدل حول عدم مشاركة العلايلي في أفلام تناولت حرب أكتوبر 1973، وكان طموحه أن يقدّم فيلماً ضخماً يجسِّد ملحمة البطولات، وبعد سنوات عرضت عليه المخرجة إنعام محمد علي أن يشارك في «الطريق إلى إيلات» وتحمس للعمل بعد قراءة السيناريو.

وجسّد العلايلي شخصة «العقيد راضي قائد العملية»، وشارك في البطولة مجموعة من النجوم، منهم صلاح ذو الفقار، ونبيل الحلفاوي، ومادلين طبر، ومحمد سعد، ومحمد الدفراوي، وعبدالله محمود، وسليمان عيد، ويسري مصطفى، وآلان زغبي، ومدحت يسري.

وتقاضى العلايلي 23 ألف جنيه أجراً عن دوره في الفيلم، ليؤكد في أحد حواراته لاحقاً أنه كان مبلغًا متواضعاً جداً في تلك الفترة، ولم يهتم بضعف الأجر، ووافق عليه من أجل تقديم فيلم تاريخي وطني له قيمة فنية عالية، ويوثق ملحمة من ملاحم البطولات، التي مهدت لانتصار أكتوبر العظيم.

وتدور أحداث الفيلم خلال فترة حرب الاستنزاف عام 1969، وقبل حرب أكتوبر المجيدة 1973، حيث تهاجم مجموعة من الضفادع البشرية المصرية ميناء «إيلات» الإسرائيلي الحربي، وينجحون في تدمير سفينتين حربيتين هما «بيت شيفع» و»بيت يام»، اللتان كانتا تهاجمان المواقع المصرية في البحر الأحمر بعد استيلاء القوات الإسرائيلية على سيناء.

وواصل الفنان الاستثنائي رحلته في سينما التسعينيات، وظهر كضيف شرف في فيلم «كلاب المدينة» (1995)، بطولة الشحات مبروك ونجوى فؤاد وأبوبكر عزت. ودارت أحداث الفيلم في قالب تشويقي، حول «شكري» السجين في قضية اختلاس، وعندما يخرج لا يجد أمامه فرصة للعمل، غير احتراف النصب والأعمال المشبوهة، ويتعرف على محتال آخر يتعامل مع رجل أعمال يقوم بعمليات تهريب، وتتابع الأحداث.

وجسّد عزت العلايلي شخصية ضابط شرطة في فيلم «الغيبوبة» (1998)، تأليف شريف صلاح الدين، وإخراج هشام أبوالنصر، وشارك في البطولة ليلى طاهر، ومحمود الجندي، وفريدة سيف النصر، ويعالج الفيلم قضية إدمان المخدرات.

واختتم العلايلي أفلام التسعينيات مع «الكافير» (1999)، تأليف إبراهيم مسعود، وإخراج علي عبدالخالق، وبطولة حسين الإمام، وعبير صبري، وطارق علام، والفيلم ينتمي إلى سلسلة أفلام الجاسوسية.

تعويذة لتحضير الجن في فيلم «عاد لينتقم»!

تمتع الفنان الراحل عزت العلايلي بقدرة فائقة على تقمص الأدوار المركبة، وخاض تجارب سينمائية بالغة الإثارة والتشويق، منها فيلم الرعب «عاد لينتقم» المأخوذ عن رواية «النببل» للمؤلف الأميركي راسل هنتر، وسيناريو وإخراج ياسين إسماعيل ياسين، وشارك في بطولته إيمان، ورجاء الجداوي، وأنور إسماعيل، وزياد مكوك.

وشهدت كواليس تصوير الفيلم، وقائع غريبة، حين استعان المخرج بالفلكي السيد الحسيني، وهو شخص روحاني وساحر، لكي يعطي للفيلم بعض الواقعية، من خلال التظاهر بأنه يؤدي إحدى تعاويذه بشكل تمثيلي. بعد عرض «عاد لينتقم» في 28 مارس 1988، لاحظ المشاهدون في دور العرض السينمائي أشياء غريبة تحدث لهم، وأثيرت ضجة حول الفيلم، وتنبهت الرقابة، وحذفت مشهد «التعويذة».

ويسرد الفيلم قصة الطبيب هشام (عزت العلايلي) الذي تتوفى ابنته الوحيدة، وينتقل للإقامة في قصر يستأجره من إحدى السيدات، ويبدأ في الشعور بأشياء غريبة تحدث في القصر، مثل ظهور جثة طفل في البانيو، وتدحرج الكرة من فوق السلالم، وكلما أخفى الكرة تعود للظهور، فيبدأ في البحث عن تاريخ القصر بمساعدة مالكته الأصلية.

«صنم» أول شخصية قدمها على خشبة المسرح

كشف الفنان عزت العلايلي في لقاءات تلفزيونية سر دخوله إلى عالم التمثيل، ومشاركته الأولى حين كان طفلاً في فيلم «يسقط الاستعمار» بطولة شادية، وحسين صدقي، وجاء ذلك الفيلم بالمصادفة عن طريق زميل له بالمدرسة.

في ذلك الوقت، كان يشارك في حفلات المولد النبوي في المدرسة، وأدى دور «صنم»، وكان الدور يقتضي أن يسقط على خشبة المسرح، عندما يقول زملاؤه: «الله أكبر» والصالة تدوي بتصفيق الحضور.

وكان «الصنم» بداية انطلاقه، حين عرض عليه زميله أن يمثل في السينما، وغمره الفرح من الفكرة، وذهب معه إلى «استديو شبرا»، شمال القاهرة، وكان معه وقتها 32 قرشاً، وتخيل أنه سيعود إلى المنزل بعد ساعتين، لكنه قضى ما يقرب من 20 ساعة!

وخلال ذلك الوقت الطويل، كلما شعر بالجوع اشترى ساندويتش، حتى نفدت نقوده، وعاد مع زميله سيراً على الأقدام تلك المسافة الطويلة من منطقة شبرا إلى حي السيدة زينب. وكانت أسرته تبحث عنه في كل مكان، وحين وصل إلى المنزل، وجد والده في انتظاره، وتلقى عقاباً شديداً.