رئيس الوزراء: مستمرون في بحث تحسين معيشة المواطنين

أكد رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ د. محمد الصباح أن تحسين المستوى المعيشي للمواطنين كان من المفترض أن يبحث مع البرلمان ولكن توقف بسبب حل مجلس الأمة لأسباب الجميع يعرفها وهي المساس بالذات الأميرية، مؤكداً أن هذا لم يمنع الحكومة من بحث الأمر بشكل مستمر.

جاء ذلك، في تصريح للصحافيين على هامش حفل تخريج كوكبة من الدبلوماسيين من الدفعتين الثامنة والتاسعة من معهد الشيخ سعود الناصر الصباح مساء أمس.

وأضاف الصباح أن تحسين مستوى المعيشة يتكون من شقين، أولهما متعلق بالجانب المادي ولكن الجانب المادي ليس كافياً لأنه إذا أعطيت شخصاً كنوز قارون وهو قلق على وضعه ومستقبله فلن يشعر بالاطمئنان، ولذلك لابد من التأكيد على إعادة الثقة إلى نفسية الموطن الكويتي، بأن هناك عملاً جدياً تقوم به الدولة، وهي قادرة على محاربة كل مظاهر الانحراف والخلل، وأولها مكافحة الفساد ومكافحة التزوير.

وأشار إلى أن الجانب الآخر هو الحالة المادية للدولة، وقمنا بدراسة وجلسنا مع الجهات الفنية في موضوع القرض الحسن، على سبيل المثال، مع الجهات الفنية واستطعنا أن نصل إلى نتيجة أنه بالفعل هناك رأي إيجابي جداً للقرض الحسن بطريقة نضمن بها الاستفادة للمتقاعد وبنفس الوقت سلامة واستدامة الصناديق التقاعدية، ولذلك وصلنا لهذه القناعة.

دول الخليج الحضن الحامي والجامع والسّند والأساس والقاعدة إلى المجال العربي الأرحب

وأوضح أننا وصلنا لقناعة هي: هل يحتاج تشريعاً؟ ونحن مقبلون على الانتخابات هل نصدر قانون ضرورة والانتخابات على الأبواب؟ أو الانتظار بضعة أيام وسيكون هناك برلمان جديد وسيكون بإذن الله باكورة التعاون بين البرلمان والحكومة.

وخلال الحفل قال سمو رئيس الوزراء: نحمد الله على نعمة الأمن والأمان وأن لدينا قيادة تؤمن بقدرة أبناء وبنات هذا الوطن على تصحيح وتقويم أي انحراف أو اختلال في مسيرة العمل الوطني، مضيفاً: «نحمد الله أن لدينا قيادة تؤمن بالواحد الأحد، وتطبيق القانون على القوي قبل الضعيف كما رأينا في ملف مكافحة الفساد في شقيه المالي والإداري، وكذلك في مكافحة العصابات المنظمة للاتجار بالمخدرات والاتجار بالبشر».

وتابع: نحمد الله أن لدينا قيادة تؤمن بقيم العدالة والإنصاف لأنها قيم بنيت عبر تاريخ الكويت وصبغ بها المجتمع الكويتي وتم تأطير هذه المبادئ وهذا الإيمان في عقد اجتماعي بدأ عام 1962 وهو دستور الكويت.

وذكر أنه عندما تم تكليفه برئاسة الوزراء أعطاه سمو أمير البلاد مرئياته لما يجب أن تكون عليه الكويت في المستقبل، مشيراً إلى أن هذه الحكومة عكفت على ترجمة مرئيات سمو الأمير إلى برنامج عمل يندرج في بعدين الاستراتيجي طويل المدى والبعد المتوسط وقصير المدى وفق أهداف محددة بمدد زمنية محددة وبحوكمة تضمن العدالة والشفافية.

ولفت إلى أن الملف الاقتصادي كان حاضراً في لقاءات صاحب السمو مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي ومناقشة مشاريع تربط مصالح الدول الخليجية بعضها ببعض، مشيراً إلى أن علاقات الكويت الخارجية مبنية على ثلاثة أبعاد: الحتمية التاريخية والحتمية الجغرافية والحتمية الاستراتيجية، أما الحتمية التاريخية فتتكون من ثلاثة أبعاد تاريخنا جزء من وحدة من مجلس التعاون وذلك من خلال الزيارات الأخيرة التي بدأها صاحب السمو بالسعودية ثم عمان ثم قطر والبحرين والإمارات، كذلك تم الاتفاق على دراسة بناء شبكة سكك حديدية تربط بين الرياض والكويت وقطر ومحطة الدقم في عمان.

علاقات الكويت الخارجية مبنية على 3 أبعاد حتمية تاريخية وجغرافية واستراتيجية

وبين أن الحتمية الجغرافية تكمن في أنه يجب على دول الجوار أن تتعامل بشكل متماسك، فلدينا في الشمال العراق والغرب مصر والشرق إيران وعليه يكون تعاون مع هذه الدول القريبة جغرافياً.

بدوره شكر مساعد وزير الخارجية لشؤون المعهد الدبلوماسي ناصر الصبيح سمو رئيس مجلس الوزراء على رعايته وتشريفه بحضور حفل تخريج الدبلوماسيين الجدد لوزارة الخارجية.

وقال الصبيح إنه من حسن الطالع أن ترعى سموكم حفل تخريج كوكبة هي نتاج كامل لاستشراف مستحق من سموكم عام 2006، من خلال تأمين اعتماد المرسوم رقم 2006/350 الخاص بإنشاء المعهد حين توليكم وزارة الخارجية آنذاك وإيلائكم الأمانة حينها لمن هم كفء لها إذ كان وزير الخارجية عبدالله اليحيا حينها أمين سر مجلس إدارة المعهد وبإدارة كاملة من السفير عبد العزيز الشارخ.

وأضاف أنه تم تأهيل 432 دبلوماسياً، منهم 286 من الذكور، و146 من الإناث، وهو ما يعادل 62 في المئة من دبلوماسيي وزارة الخارجية حالياً، كما أقام 72 دورة تدريبية استفاد منها 1060متدرباً، ونظم 7 دورات ترقية إلى مستشار، اجتازها 164 مستشاراً فضلاً عن إعداد 30 دورة تدريبية خارجية لمنتسبي الوزارة استفاد منها 312 منتسباً، وإتمام دورتي نقل من كادر الوظائف المدنية إلى كادر الوظائف الدبلوماسية اجتازها 150 دبلوماسياً، إضافة إلى توقيع 29 مذكرة تفاهم مع دول ومؤسسات مختلفة حول العالم.

وتابع أن كل ذلك أكسب معهد سعود الناصر الصباح الدبلوماسي بصمةً مميزة جعلته صرحاً مهماً لمنتسبي «الخارجية» ومنارةً استقطبت اهتمام وانتباه دبلوماسيين وأصحاب اختصاص من الدول الشقيقة والصديقة، لافتاً إلى أن «ما سبق بيانه انما هو جهد المقل إلا أن ما في القربة أكبر من قدرة الساقي، نسأل الله أن يعيننا على أن نحاكي التطلع ونلبي الطموح». وخاطب الخريجين قائلا: ان التحاقكم بوزارة الخارجية يمثل مرحلة مفصلية في حياتكم المهنية، وهي نقلة بقدر ما تحمل من فخر وتميّز لتُمثل بداية رحلة داعمة للدور المتنامي لدولة الكويت وحضورها الفاعل في كل المحافل الدولية على الصعيدين الثنائي والمتعدد الأطراف، مما يجعلكم في واجهة العمل الدبلوماسي والسياسي.

وحدة للدراسات الاستراتيجية

أعرب سمو رئيس مجلس الوزراء عن أمله أن يقوم وزير الخارجية بتأسيس وحدة للدراسات الاستراتيجية لرصد التطورات في الجوار الجغرافي لدولنا؛ ليكون التواصل المستمر مع دول الجوار.

مصنع الرجال والنساء

وصف الشيخ د. محمد الصباح وجوده في هذا الحفل بالعودة إلى البيت، مضيفاً أن معهد سعود الناصر هو مصنع الرجال والنساء الذين سيبحرون بسفينة الكويت، التي فردت أشرعتها لتبحر إلى مستقبل أرحب وأفضل بقيادة نوخذتها صاحب السمو الأمير.

ووجه كلمة إلى الشعب الكويتي، قال فيها: «نحن مقبلون على غد أفضل بإذن الله».