الآمال بهدنة رمضان في غزة تغرق بـ «الميناء الأميركي»

نشر في 10-03-2024
آخر تحديث 09-03-2024 | 20:20
أطفال في أحد شوارع مدينة غزة (أ ف ب)
أطفال في أحد شوارع مدينة غزة (أ ف ب)

تراجع الرئيس الأميركي جو بايدن عن تفاؤله بشأن إمكانية التوصل إلى هدنة في قطاع غزة بحلول شهر رمضان، المتوقع أن يبدأ غدا الاثنين، بعد أن فسر إعلانه عن الشروع في بناء ميناء بحري عائم لإيصال المساعدات للفلسطينيين بأنه فرصة لإسرائيل لاستمرار الحرب، وذلك مع ارتفاع حصيلة الضحايا في القطاع، وسط مخاوف متنامية من تفجر الأوضاع على جبهات أخرى خاصة في الضفة الغربية والقدس خلال شهر الصوم.

ومع استمرار تعثر المفاوضات، التي تتوسط بها مصر وقطر، بتنسيق مع الولايات المتحدة، لإبرام صفقة تتضمن هدنة وتبادل محتجزين بين إسرائيل و«حماس»، قال بايدن، المحبط من إدارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للحرب، إنه أخبر الأخير بأنه سيجمع بينهما لقاء حاسم بشأن غزة ومسألة إدخال المساعدات الإنسانية.

وسُجل تعليق بايدن، الذي لم يكن مخططاً له، مساء الخميس، عندما لم ينتبه إلى أن الميكرفون لا يزال مفتوحاً في مبنى الكونغرس، حيث ألقى خطاب حالة الاتحاد، الذي جدد خلاله دعمه لما وصفه بـ«حق إسرائيل في القضاء على حماس».

ألف جندي

وفي حين قدر مسؤولون أميركيون أن الممر البحري، الذي سيتكفل الجيش الأميركي ببنائه، وسيشمل بناء ميناء عائم ورصيف بحري في غزة، سيصبح جاهزاً للعمل بكل طاقته خلال 60 يوماً، حظي الطرح الأميركي، الذي يعطي تل أبيب مجالاً زمنياً للاستمرار في الحرب التي تسببت في مقتل نحو 31 ألفاً، أغلبهم من الأطفال والنساء، فضلاً عن تشريد نحو 85% من سكان القطاع المكتظ بـ2.4 مليون نسمة، بترحيب من جانب وزارة الخارجية الإسرائيلية.

وبعد تأكيد بايدن عدم «دخول أي جندي أميركي إلى القطاع» لحماية وتشغيل الميناء التي ستتم من على متن السفن، أعلن البنتاغون (وزارة الدفاع) أن العملية تلك قد تتضمن نشر ألف جندي، وسط تصريحات أميركية متضاربة عن الجهة التي ستتولى أمن الميناء.

وعن ردود الفعل بشأن خطة بايدن البحرية، التي جاءت بعد أيام من انضمام واشنطن إلى إنزال المساعدات للغزاويين عبر الجو، أشارت «واشنطن بوست» إلى أنه حتى أكثر المرحبين بها تساورهم الشكوك في مدى فعاليتها، مضيفة أن معارضي الخطة يرون فيها «المزيد من الأدلة على إحجام الإدارة الأميركية عن مواجهة إسرائيل».

سفينة وشاحنات

في غضون ذلك، انطلقت سفينة مساعدات خيرية أميركية خاصة تحمل اسم «أوبن آرمز» من قبرص إلى غزة، بينما أعرب الاتحاد الأوروبي عن أمله في إطلاق ممر بحري لإرسال المساعدات من قبرص إلى غزة في غضون أسبوع، وهو الممر الذي تشارك فيه الإمارات بحيوية، وسيكون منفصلاً عن الميناء الأميركي.

وذكر الجيش الأردني، في بيان، أن طائرات سلاح الجو الملكي نفذت مجدداً عمليات إلقاء مساعدت إنسانية من الجو على عدد من المواقع في شمال قطاع غزة، بمشاركة طائرات أميركية وفرنسية وبلجيكية ومصرية، بينما حذر المدير العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني من أن الوكالة التابعة للأمم المتحدة «مهددة بالموت ومعرضة لخطر التفكيك».

معارك ومخاوف

في هذه الأثناء، تواصلت المعارك بين الجيش الإسرائيلي وعناصر حركتي حماس والجهاد في خان يونس ومدينة غزة ووسط القطاع، بينما قصفت المقاتلات الحربية عدة مناطق بينها رفح قرب الحدود المصرية، وواحد من أكبر الأبراج السكنية.

وخلفت الاعتداءات الإسرائيلية 85 قتيلاً وعشرات الجرحى، بينما أعلن أبوعبيدة، الناطق باسم الجناح العسكري لـ«حماس»، مقتل عدد من المحتجزين الإسرائيليين في القطاع، بينهم إيتسيك الجراط وألكس دنسيغ ورونين تومي أنجل وإلياهو مرغليت، جراء القصف الجوي المتواصل.

على جبهة أخرى، أفاد الجيش الإسرائيلي بإصابة 7 من جنوده في انفجار عبوة ناسفة جنوب جنين بالضفة الغربية المحتلة، بينما كشفت هيئة البث العبرية أن اجتماعاً للمجلس الأمني والسياسي المصغر عقد في وقت متأخر من ليل الخميس - الجمعة شهد تلاسناً حاداً بين رئيس الوزراء من ناحية، ووزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، ومفوض عام الشرطة يعقوب شبتاي، من ناحية أخرى، بسبب الترتيبات المتعلقة بالسماح للمسلمين بالوصول إلى المسجد الأقصى في القدس الشرقية خلال رمضان.

السيسي وأردوغان

على الصعيد الإقليمي، أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أن كلفة إعادة إعمار غزة قد تصل إلى نحو 90 مليار دولار، مشدداً على أن القاهرة تبذل أقصى الجهود للدفع بإيقاف إطلاق النار في قطاع غزة.

وفي حين نقلت «رويترز» عن مسؤول بارز في الخزانة الأميركية أن واشنطن تحث لبنان على وقف تدفق التمويل إلى «حماس»، دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى محاكمة نتنياهو على «انتهاكاته للقانون الدولي ومجازر غزة».

وقال الرئيس التركي إن نتنياهو وحكومته أضافوا أسماءهم إلى جانب «هتلر، وموسوليني، وستالين، باعتبارهم نازيي عصرنا عبر الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبوها في غزة».

وأضاف: «لا يمكن لأحد أن يدفعنا إلى تصنيف حماس منظمة إرهابية. تركيا هي البلد الذي يتحدث بشكل علني مع قادة حماس، والذي يقف خلفهم بحزم».

back to top