زبدة الهرج: سلطان الحثلين والطائرات العربية

نشر في 08-03-2024
آخر تحديث 07-03-2024 | 18:56
 حمد الهزاع

منذ بداية النكبة وموقف دولة الكويت وحكامها وشعبها العظيم تجاه القضية الفلسطينية راسخ وثابت حتى ينال الشعب الفلسطيني كامل حقوقه، والمواقف الشجاعة التي سطرها رجال الكويت تجاه هذه القضية محفورة في صدر التاريخ، ولا ينكرها إلا عملاء الصهاينة والإعلام المأجور الذي يحاول أن ينتقص من دور دولة الكويت تجاه القضايا العربية.

ففي عام 2014 أجريت لقاء صحافيا مع النائب السابق الشيخ سلطان بن سلمان الحثلين، أطال الله في عمره، هذا الرجل الذي اتسم بالشجاعة وحسن الخلق وطيب المعشر وعذوبة الكلام وأياديه ممدودة بفعل الخير، وقد نذر نفسه لإصلاح ذات البين، والذي تربطني معه علاقة كابن بأبيه، وأثناء حواري معه تطرقت الى القضية الفلسطينية وسألته عن موقفه البطولي عندما وقف كالطود العظيم في وجه أعضاء الكيان الصهيوني في المؤتمر الدولي الذي عقد في بريطانيا عام 1975.

وحقيقه لم يكن يريد أن يذكر هذه الحادثة لأنه يعتبر ما فعله واجبا شرعيا، ولم يكن «شو إعلامي»، وبعد إصراري ذكر لي القصة، فقال: «ألقيت كلمة وفد الكويت في مجلس العموم البريطاني، وانتقدت إسرائيل لعدم موافقتها على التوقيع على اتفاقية عدم انتشار الأسلحة النووية، فاعترض الوفد الإسرائيلي على كلمتي عبر ممثلهم وقال: عودنا وفد الكويت بالتهجم على إسرائيل، ولو سئل النائب سلطان عن انقراض الفيل الأبيض في العالم لقال إسرائيل، فرددت عليه بحدة وشدة وحدث سجال طويل، وثاني يوم كتبت الصحف البريطانية ما حدث، وقد أيدتنا الجرائد الشعبية أما الجرائد المشهورة فكانت منحازة للكيان الصهيوني».

وأنا اتذكر الموقف الشجاع للشيخ سلطان لفت انتباهي تصريح الأمين العام المساعد للجامعة العربية حسام زكي في منتدى أنطاليا الذي قال «إن العرب وجامعتهم قد فشلوا في إيقاف العدوان الإسرائيلي هو قول لا يتسم بالعدالة»، وأنا هنا أتساءل: يا سعادة السفير كيف تفسر أن شعباً يقصف بالطائرات والصواريخ ودول عربية طائراتها تسقط مساعدات؟ هل سماء غزة أصبحت آمنة، وأن الجو بديع، والدنيا ربيع؟ وهل معبر رفح غير آمن؟

ثم أما بعد:

لو أن الطائرات العربية التي تحلق في سماء غزة تُطلى بلون يميزها عن الطائرات الإسرائيلية لأن أطفال غزة ينظرون إلى الطائرات التي تحلق، وهم لا يعلمون هل ستسقط عليهم مساعدات أم صواريخ؟

back to top