الأمير يدشن مرحلة تاريخية للتعليم الجامعي

سموه رعى افتتاح جامعة عبدالله السالم على طريق استثمار الثروة البشرية
• العدواني: إصلاح التعليم ضمن استراتيجيتنا لإعداد أجيال تسهم في دفع عجلة التنمية
• الحمود للأمير: لسموكم فضل إنجاز المشروع بعنايتكم الصادقة في المتابعة وتذليل تحدياته
• «افتتاح الجامعة مشهد وطني تاريخي ومحطة مهمة من محطات التعليم العالي في البلاد»

نشر في 07-03-2024
آخر تحديث 06-03-2024 | 20:20

برعاية وحضور سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، أقيم حفل الافتتاح الرسمي لجامعة عبدالله السالم على مسرح المغفور له الشيخ عبدالله الجابر بمنطقة الشويخ صباح أمس.


جانب من طالبات الجامعة جانب من طالبات الجامعة

ووصل موكب سموه إلى مكان الحفل حيث استقبل بكل حفاوة وترحيب من وزير التربية وزير التعليم العالي والبحث العلمي د. عادل العدواني، ورئيس مجلس الإدارة التأسيسي لجامعة عبدالله السالم د. موضي الحمود، وأعضاء مجلس الإدارة.

وشهد الحفل سمو الشيخ د. محمد الصباح رئيس مجلس الوزراء، ورئيس المجلس الأعلى للقضاء رئيس محكمة التمييز المستشار د. عادل بورسلي وكبار المسؤولين في الدولة.

محطة محورية

وقال وزير التربية وزير التعليم العالي والبحث العلمي د. عادل العدواني، «إننا اليوم أمام مشهد وطني تاريخي، ومحطة محورية مهمة من محطات التعليم العالي في البلاد»، معبراً عن جزيل شكره وعظيم الامتنان لرعاية وحضور صاحب السمو لحفل الافتتاح، موضحاً أنه شرف عظيم وخير دليل على حرص سموه واهتمامه بتوفير كل أسباب تقدم وارتقاء التعليم في البلاد، وفق ما أكد سموه في خطاباته السامية على أهمية الاستثمار في العنصر البشري وإصلاح نظام التعليم لإعداد شباب يتمتعون بقدرات تنافسية وإنتاجية لقوة العمل الوطنية.

وتابع العدواني أنه تحقيقاً لرؤية سمو الأمير، وتنفيذاً لتوجيهاته، ومن موقع شرف المسؤولية والواجب، والثقة الغالية التي تم تكليفنا، فإن بناء رأس المال البشري وإصلاح منظومة التعليم، وضعت لهما الأولوية في سلم استراتيجية عمل وزارة التربية ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي، مشيراً إلى أنه «سنمضي جاهدين بكل عزيمة وإصرار، بدعم وتوجيهات سمو رئيس مجلس الوزراء، نحو تحقيق رؤية سمو الأمير لتطوير التعليم، ليصبح ذا جودة عالية، ويتماشى مع احتياجات سوق العمل، ومتطلبات العصر، مستثمرين بأبناء الوطن، فهم الثروة الحقيقية، والرصيد الدائم للكويت».

واجهتنا تحديات كبيرة وبعون الله انطلقت الجامعة وستتطور وفق المخطط له

وأفاد العداوني بأن «الرعاية والجهود المتواصلة التي بذلت على مدى سنوات عديدة من القيادة السياسية العليا في دولة الكويت أثمرت إنشاء أول جامعة في عهد أمير دولة الكويت الراحل الشيخ صباح السالم الصباح رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، وكان الطموح بقدر تطلعات قادتنا الذين رفعوا راية العلم والمعرفة، لتنطلق معها مسيرة التعليم العالي في البلاد بخطاها الواثقة، وتصبح جامعة الكويت منارة للعلم، ومنبراً للفكر والمعرفة».

متطلبات العصر

وتابع: مع تسارع متطلبات العصر، جاءت الحاجة اليوم، لإطلاق جامعة حكومية جديدة، بتخصصات تتماشى مع تطور العلوم الحديثة، ليأتي تدشين جامعة عبدالله السالم، في عهد سمو الأمير حفظه الله ورعاه، لتواكب ركب التعليم الجامعي بالتوازي مع جامعة الكويت، حاملين معاً: مشعل العلم والمعرفة، ولواء التقدم والريادة، ليضيئا درباً جديداً وواعداً، لأجيال مؤهلة تسهم في دفع عجلة التنمية والتطور، وتكون شاهداً على نهضة تعليمية لدولة الكويت.

وأضاف العداوني أن الطلبة أمامهم مسؤولية بناء وطن، فهم الدعامة الأساسية للتنمية، والمحرك الرئيسي لها، داعياً إياهم إلى ضرورة بذل الجهد والمثابرة في حياتهم العلمية، للمساهمة في تعزيز مسيرة التطور والنمو المستدام للدولة، والمشاركة في بناء اقتصاد المعرفة، والتي ستكون بوابة لعالم مشرق بإذن الله.

وتقدم بجزيل الشكر «لجميع من عملوا على تأسيس هذه الجامعة، وأسبغوا عليها طاقتهم وعلمهم وحرصهم لنحتفي اليوم معا بتدشين جامعة عبدالله السالم».

المسيرة التعليمية

ومن جانبها، قالت رئيسة مجلس الادارة التأسيسي لجامعة عبدالله السالم د. موضي الحمود إن الجامعة تطلق مسيرتها التعليمية باستقبال الدفعة الأولى من طلبتها المقبولين في العام الدراسي الأول للجامعة «2023 - 2024» في مختلف التخصصات التي تطرحها الجامعة.

وتقدمت الحمود «بأسمى آيات الشكر وعظيم الامتنان لسمو أمير البلاد على كرم تفضله برعاية وحضور الحفل»، موضحة أن «لسموه الفضل الكبير بإنجاز مشروع الجامعة بما بذله من عناية صادقة بمتابعة مراحل العمل، وتذليل ما واجهه المجلس من تحديات، وبإعطائه الوقت اللازم من التقويم والمتابعة منذ صدور مرسوم تكليف المجلس، وإلى أن أصبحت الجامعة اليوم واقعاً ملموساً، وكلنا أمل أن تكون هذه الجامعة من الجامعات المتميزة بمستوى أكاديمي عال، مواكبة للتطورات التي تشهدها الجامعات الرفيعة المستوى العلمي والتقني، محلياً وإقليمياً وعالمياً».

صروح العلم

وثمنت الحمود «دور الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، والأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد طيب الله ثراهما، بولادة مشروع الجامعة، بدءاً من تاريخ إصدار قانون الجامعات الحكومية رقم 76 لسنة 2019، وما تلاه بعد ذلك من المرسوم الأميري رقم 182 لسنة 2021 القاضي بتشكيل مجلس الإدارة التأسيسي للجامعة، مما يؤكد أن قياداتنا الحكيمة على مر التاريخ القديم والحديث أولت التعليم جل اهتمامها، وعنيت ببناء صروح العلم والمعرفة، وما صرح جامعة عبدالله السالم الفتي إلا أحد مآثر قادتنا وحكامنا، فهذا الصرح حمل اسماً له وقع مميز في قلوب أهل الكويت جميعاً، هو اسم المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ عبدالله السالم الحاكم الحادي عشر للكويت مؤسس نهضة الكويت الحديثة، وهو من أرسى قواعد التعليم الحديث».

تحديات كبيرة

ولفتت إلى أن «إنشاء جامعة متميزة عملية ليست بسيطة، وإنما واجهتنا تحديات كبيرة، وجامعة عبدالله السالم انطلقت بعون الله رغم هذه التحديات، وستكبر وتتطور بمشيئته وفق ما هو مخطط لها، بهمة أبناء الكويت وزملائهم العاملين بها، حيث بدأ مسيرتها أعضاء المجلس التأسيسي، وهم جميعاً من أصحاب الخبرة والاختصاص، أخذوا على عاتقهم مسؤولية بداياتها وإرساء قواعدها بما يتسق مع أهداف الدولة التنموية، وبما يتوافق مع متطلبات تأسيس الجامعة، مستنيرين بفكر وتوجيهات ودعم القيادة الحكيمة، ومستهدفين ملامح رؤية الكويت 2035 وخاصة تنمية الكوادر البشرية المؤهلة».

النماذج المتميزة

وقالت: إننا حريصون على مناقشة النماذج المتميزة للجامعات في المنطقة والعالم، مع التعرف على متطلبات واحتياجات أسواق العمل من خلال الدراسات الثرية التي أجراها المجلس بالتعاون مع معهد الكويت للأبحاث العلمية مشكوراً، فضلاً عن التواصل مع المؤسسات والقطاعات الاقتصادية في الدولة ومع جامعات عالمية، للوقوف على أهم التخصصات والمهارات التي يجب أن يتسلح بها الجيل القادم.

الحمود: كلنا أمل أن تكون الجامعة متميزة ذات مستوى أكاديمي عال ومواكبة للتطورات

ولفتت إلى أن المجلس عمل على اعتماد اللوائح والمراحل التشغيلية والهيكل التنظيمي للجامعة واستكمال استلام المباني الجامعية التي آلت من جامعة الكويت إلى جامعة عبدالله السالم بالتنسيق مع وزارة المالية، وكذلك تسكين الوظائف القيادية والأكاديمية.

وأفادت بأن «الجامعة بدأت بتسكين طلبتها في ثلاث كليات تخصصية هي كلية الإدارة وريادة الأعمال، وكلية الحوسبة والنظم، وكلية الهندسة والطاقة، بالإضافة إلى الكلية الجامعية للدراسات التكاملية بتخصصات تتميز بتوافقها مع الثورة الصناعية الرابعة التي يشهدها العالم، والتي تدور حول علوم البيانات والذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني واستثمار موارد الطاقة والابتكار والإبداع في مجال الأعمال والإدارة، وهو ما يحتاجه سوق العمل وما يتطلبه مستقبل التطور في اقتصاد البلاد».

وقالت الحمود، إن اللجان مازالت تدرس متطلبات إنشاء كلية العلوم الطبية وإطلاق برامج الدراسات العليا ومراكز الأبحاث.

وقائع الحفل

بدأ الحفل بالنشيد الوطني ثم تلاوة آيات من الذكر الحكيم، بعدها تم عرض فيلم وثائقي بعنوان «شعلة الوفاء» والإعلان عن إطلاق الهوية المؤسسية لجامعة عبدالله السالم.

وتفضل صاحب السمو بإزاحة الستار عن اللوحة الجدارية إيذاناً بافتتاح الجامعة. وتم تقديم هدية تذكارية إلى سموه بهذه المناسبة، ليغادر سموه بعدها مكان الحفل بمثل ما استقبل به من حفاوة وتقدير.

back to top