السودان رفض طلباً إيرانياً لإقامة قاعدة

مستشار البرهان يقر بشراء مسيّرات من طهران

نشر في 04-03-2024
آخر تحديث 03-03-2024 | 21:00

نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤول استخباراتي سوداني كبير أن إيران ضغطت على السودان للسماح لها ببناء قاعدة بحرية على ساحل البحر الأحمر للدولة الإفريقية، وهو الأمر الذي كان سيسمح لطهران بمراقبة حركة المرور البحرية من قناة السويس وإسرائيل وإليهما، بعد أن كشفت «الجريدة» أن إيران اقترحت نشر مستشارين عسكريين في السودان لمساعدة الجيش السوداني، بزعامة عبدالفتاح البرهان، على استخدام الطائرات المسيرة الايرانية.

ونقلت الصحيفة عن مستشار المخابرات للبرهان، أحمد حسن محمد، أن إيران زودت الجيش السوداني بطائرات بدون طيار متفجرة لاستخدامها في قتاله مع «قوات الدعم السريع»، وعرضت تقديم سفينة حربية تحمل مروحية إذا منح السودان الإذن بإقامة القاعدة.

وقال محمد «لقد قال الإيرانيون إنهم يريدون استخدام القاعدة لجمع المعلومات الاستخبارية، وأرادوا أيضا وضع سفن حربية هناك»، مضيفا أن الخرطوم رفضت هذا الاقتراح الإيراني لتجنب استعداء الولايات المتحدة وإسرائيل.

وأوضح أن «السودان اشترى طائرات من دون طيار من إيران، لأننا كنا بحاجة إلى أسلحة أكثر دقة لتقليل الخسائر في الأرواح البشرية، واحترام القانون الإنساني الدولي».

وفيما رفض متحدث باسم بعثة إيران لدى الأمم المتحدة في نيويورك التعليق على هذه المزاعم، من شأن وجود قاعدة بحرية على البحر الأحمر أن يسمح لطهران بتشديد قبضتها على أحد أكثر ممرات الشحن ازدحاما في العالم، حيث تساعد المتمردين الحوثيين في اليمن على شن هجمات على السفن التجارية.

وكان للسودان علاقات وثيقة مع إيران وحليفتها الفلسطينية «حماس» في عهد الرئيس عمر البشير. وبعد إطاحة البشير في انقلاب عام 2019، بدأت السلطات الانتقالية، التي شارك فيها الجيش، تقاربا مع الولايات المتحدة، في محاولة لإنهاء العقوبات الدولية، وتحرك لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.

ويسلط طلب إيران بناء قاعدة بحرية الضوء على سعي القوى الإقليمية للاستفادة من الحرب الأهلية المستمرة منذ 10 أشهر في السودان للحصول على موطئ قدم في البلاد، التي تعد مفترق طرق استراتيجي بين الشرق الأوسط وجنوب الصحراء الكبرى الإفريقية مع ساحل يبلغ طوله 400 ميل على البحر الأحمر.

وساعدت الطائرات بدون طيار المتفجرة البرهان على عكس الخسائر التي تكبدها ضد قوات الدعم السريع، وفقاً لمسؤولين إقليميين ومحللين يتابعون القتال، حيث استعادت الحكومة في الأسابيع الأخيرة السيطرة على مناطق مهمة في الخرطوم وأم درمان، المدينة الكبيرة على نهر النيل.

واعتبر سفير الولايات المتحدة لدى السودان جون غودفري، في إحاطة صحافية عبر الهاتف شاركت فيها «الجريدة» الأسبوع الماضي، أن التقارير عن المساعدات الإيرانية للخرطوم «مقلقة ومصدر قلق كبير بالنسبة لنا». وعينت وزارة الخارجية الأميركية يوم الاثنين الماضي توم بيرييلو، عضو الكونغرس السابق، مبعوثا أميركيا خاصا للسودان.

إلى ذلك، تعهد الحوثيون في اليمن بمواصلة إغراق السفن البريطانية في خليج عدن في أعقاب غرق سفينة الشحن روبيمار المملوكة لشركة بريطانية. وأكد الجيش الأميركي أمس الأول أن السفينة روبيمار غرقت بعد أن أصيبت بصاروخ بالستي مضاد للسفن أطلقه الحوثيون في 18 فبراير.

وقال حسين العزي نائب وزير الخارجية في الحكومة التي يقودها الحوثيون على منصة إكس «اليمن سيواصل إغراق المزيد من السفن البريطانية، وأي تداعيات أو أضرار أخرى ستتم إضافتها لفاتورة بريطانيا باعتبارها دولة مارقة تعتدي على اليمن وتشارك أميركا في رعاية الجريمة المستمرة بحق المدنيين في غزة».

back to top