«الخليجي» يدعو إلى حكومة فلسطينية تضم جميع الأطياف

استئناف مفاوضات القاهرة لوقف إطلاق النار في غزة... و3 طائرات أميركية تُسقط مساعدات على القطاع

نشر في 03-03-2024
آخر تحديث 02-03-2024 | 19:25
 فلسطينيون يستمعون لخطبة الجمعة بمحيط مسجد مدمر جراء الغارات الإسرائيلية في رفح أمس الأول (شينخوا)
فلسطينيون يستمعون لخطبة الجمعة بمحيط مسجد مدمر جراء الغارات الإسرائيلية في رفح أمس الأول (شينخوا)
دعا مجلس التعاون الخليجي إلى تشكيل حكومة فلسطينية تشمل كل أطياف الشعب الفلسطيني لمواجهة الظروف الحرجة التي تمرّ بها المنطقة وتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني، في حين تنطلق جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل و«حماس» بشأن إقرار هدنة رمضانية وتبادل محتجزين في القاهرة على وقع صدمة عالمية جراء «مجزرة الطحين».

مع تزايد الدعوات الدولية لوقف الحرب الانتقامية التي تشنّها إسرائيل على غزة منذ 148 يوما، وإجراء تحقيق في مقتل عشرات الفلسطينيين خلال احتشادهم حول قافلة مساعدات بشمال غزة، حيث ألقى العديد من الدول اللوم على جيش الاحتلال في وقوع «المجزرة»، مهددة باتخاذ خطوات دبلوماسية، دعا الأمين العام لمجلس التعاون، جاسم البديوي، إلى تشكيل حكومة تضم كل أطياف الشعب الفلسطيني لتحقيق تطلعات الشعب ومواجهة الظروف الحرجة التي تمرّ بها المنطقة.

ورحب البديوي بالبيان الصادر عن اجتماع الفصائل الفلسطينية في العاصمة الروسية موسكو، وقال في بيان إن «مخرجات بيان الاجتماع هي انطلاقة ايجابية للبدء بعمل سياسي موحد يؤكد تطلّع القوى والفصائل الفلسطينية المشاركة فيه إلى توحيد الصف الفلسطيني وتشكيل حكومة تضم جميع أطياف الشعب الفلسطيني بما يخدم تطلعاته في ظل الظروف الحرجة والتحديات الراهنة التي تمرّ بها المنطقة».

وأكد أن دول مجلس التعاون تدعم جميع النتائج والحلول التي تخدم القضية الفلسطينية، وتضمن الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني.

شرعية السلطة

وغداة تأكيد فصائل فلسطينية تتقدمها حركتا فتح وحماس بعد اجتماعهما في موسكو، أنها ستواصل العمل لتحقيق «وحدة وطنية شاملة»، في إطار منظمة التحرير، وأولوية مواجهة «العدوان الإسرائيلي» على غزة، اعتبر وزير الخارجية بالسلطة الفلسطينية رياض المالكي، أن ما تم تحقيقه بموسكو «في غاية الأهمية»، إذ «ذلّل المشكلة الأساسية التي واجهت الفلسطينيين في محادثات سابقة»، موضحاً أن «القضية الأساسية التي تم الاتفاق عليها هي إقرار الجميع بوحدة ممثلية الشعب الفلسطيني، وهي منظمة التحرير».

وتابع: «نريد حكومة تتعامل مع التحديات القائمة ومع المجتمع الدولي، ونحاول قدر الإمكان أن نصل إلى توافق على حكومة تكنوقراط مرجعيتها الرئيس الفلسطيني» محمود عباس.

وأوضح الوزير: «الفترة المقبلة ستشهد مزيدا من الحوارات الفلسطينية الداخلية بشأن الوصول للانتخابات»، مشيراً إلى أن «الظروف مواتية للاتفاق الداخلي، ونلمس مسؤولية من الجميع».

مفاوضات الهدنة

في غضون ذلك، أفادت مصادر أمنية مصرية بأن مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، التي توقفت عقب «مجزرة قتل الجوعى» من المقرر أن تستأنف في القاهرة اليوم.

وقالت المصادر إن الأطراف اتفقت على مدة الهدنة في غزة وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، لكنّها لفتت إلى أن إتمام الصفقة لا يزال يتطلب الاتفاق على انسحاب القوات الإسرائيلية من شمال غزة وعودة سكانه الذين نزحوا باتجاه الجنوب.

وفي حين ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أنه «من المنتظر أن يصل وفد إسرائيلي خلال الساعات القليلة المقبلة إلى القاهرة في إطار المفاوضات الخاصة بالإفراج عن الرهائن واتفاق وقف إطلاق النار»، نقلت «سكاي نيوز عربية» عن مصادر قولها إن تل أبيب لن ترسل الوفد قبل تلقّي ردودا من «حماس» حول الأسئلة المتعلقة بالصفقة التي ترمي لتبادل المحتجزين وإقرار هدنة بحلول شهر رمضان المتوقع في 10 الجاري.

في المقابل، شدد قيادي بـ «حماس» على أن ما يثار بشأن اشتراط تل أبيب الحصول على قائمة بأسماء الأسرى الأحياء من أجل استئناف التفاوض لا يشكّل ضغطاً على الحركة، إلا أنه أكد أنها لن تقدّم أي تفاصيل أو معلومات دون ثمن، مع استعداد وفدها للمشاركة في مباحثات القاهرة الرامية لدفع الاتفاق الذي تم تعديله وصياغته خلال اجتماع «باريس 2».

وتزامن ذلك مع اتهام المتحدث باسم الجناح العسكري لـ «حماس» جيش الاحتلال بتعمّد قتل أسراها لدى الحركة، مشيرا إلى مصرع نحو 70 منهم بقصف إسرائيلي منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر الماضي.

في السياق، أكد وزير الخارجية المصري، سامح شكري، ورئيس مجلس الوزراء وزير خارجية قطر، محمد عبدالرحمن، حتمية وقف إطلاق النار في غزة، وإنفاذ التهدئة وتبادل المحتجزين والأسرى في أقرب وقت.

موقع يهودي: هجوم 7 أكتوبر عطّل اتفاقاً للتطبيع بين إندونيسيا وإسرائيل

واستعرض الوزيران خلال لقاء في الدوحة «الأزمة الإنسانية في غزة وجهود البلدين المشتركة على مسار تسوية الأزمة وإدخال المساعدات».

جاء ذلك في وقت تشكك الرئيس الأميركي جو بايدن بإمكانية الوصول إلى اتفاق الهدنة قبل حلول رمضان، لكنّه أكد مواصلة العمل مع جميع الأطراف لتحقيقه.

وليل الجمعة ـ السبت، أعلن بايدن أن واشنطن ستشارك في جهود إسقاط مساعدات إنسانية على القطاع الفلسطيني، وقال إنها تدرس فتح ممر بحري لإيصال الإغاثة إلى غزة لتفادي المجاعة التي حذرت منها الأمم المتحدة.

وقالت وسائل إعلام أميركية إن واشنطن تخطط لإغراق القطاع بالمساعدات، وأمس أسقطت 3 طائرات أميركية 66 حزمة مساعدات على غزة.

وهاجم بايدن نهج الحكومة اليمينية المحافظة التي يهدد مسار سياساتها بـ «فقدان إسرائيل للشرعية الدولية».

وجاء الانتقاد الأميركي في وقت كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت أن عضو مجلس الحرب بيني غانتس سيتوجه اليوم إلى واشنطن، وبعدها إلى لندن، لعقد سلسلة من الاجتماعات دون التنسيق مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.

من جانب آخر، شكك مسؤولون أمميون بالرواية الإسرائيلية حول مجزرة الطحين التي راح ضحيتها نحو 116 شهيدا ومئات الجرحى، ودعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى فتح تحقيق بالواقعة التي صدمت العالم، كما طالب رئيس المجلس الأوروبي بتحقيق فوري ومستقل.

وفي حين أكّد مسؤول في الجيش الإسرائيلي حدوث «إطلاق نار محدود» من جانب جنود شعروا بتهديد، وتحدّث عن «تدافع قُتل وجُرح خلاله عشرات السكّان، ودهست شاحنات المُساعدات بعضهم»، انتقد وزير الخارجية الفرنسي، ستيفان سيجورنيه، السلطات الإسرائيلية، معتبراً أنها مسؤولة عن منع وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

ووسط غياب لرؤية واضحة بشأن مستقبل احتلال وإدارة القطاع من قبل الحكومة الإسرائيلية المدنية، أفادت تقارير عبرية رسمية بأن مسؤولين أمنيين طالبوا السلطات السياسية بالسماح بوجود حراسة مسلحة محلية من عشائر غزة التي لا ترتبط بـ «حماس» لحماية شاحنات المساعدات.

وتزامن ذلك مع إعلان الجيش المصري تنفيذ عملية إسقاط جوي لمساعدات تشمل 6.7 أطنان من المواد الإغاثية إلى شمال القطاع، بعد تقارير عن إبلاغ القاهرة تل أبيب أنها ستقوم بالخطوة وإن لم توافق عليها.

ميدانياً، تسببت العمليات العسكرية والغارات الجوية في مقتل 92 وإصابة 156 خلال الساعات الـ24 الماضية، ليرتفع بذلك عدد القتلى منذ بدء العدوان إلى 30332.

وأعلنت «سرايا القدس» أنها أسقطت بالاشتراك مع «كتائب المجاهدين» طائرة من دون طيار من نوع هيرمس 900 بصاروخ سام 7 المضاد للطائرات فوق بيت لاهيا لأول مرة.

على صعيد منفصل، كشف تقرير لموقع معني بالشؤون اليهودية أن هجوم «طوفان الأقصى» في 7 أكتوبر لم يعطل اتفاق التطبيع الذي كان وشيكاً بين تل أبيب والرياض فقط، بل طيّر اتفاقاً آخر كان من المفترض توقيعه، بعد أيام قليلة، مع إندونيسيا، أكبر بلد مسلم في العالم.

back to top