زبدة الهرج: أعزائي الناخبين

نشر في 01-03-2024
آخر تحديث 29-02-2024 | 19:53
 حمد الهزاع

بعد صدور مرسوم حل مجلس الأمة قررت توجيه بوصلة قلمي نحو الناخبين لأخاطب عقولهم، وأنا لهم ناصح أمين، لأن الانتخابات ليست ببعيدة، ولن أتطرق إلى أعمال المجلس وإنجاز السلطتين، فلكل منهما إيجابيات وسلبيات، وأحياناً يتفقان وكثيراً ما يختلفان، ودائماً ينتهي شهر العسل بالتفريق بينهما، وكل واحد منهما يذهب لحال سبيله، وبعد ذلك يعود الجميع إلى المربع الأول فيبدأ المرشحون ببناء مقارهم والترويج لحملاتهم الانتخابية والتودد للناخبين، ويصبح الناخب أعز مخلوق لدى المرشح، وما إن يلتقيان حتى يبادر المرشح بأخذ الناخب بالأحضان وكأنه سجين سياسي أفرج عنه للتو، فيهمس في أذنه أبشر من عيوني الثنتين مثلك تُلبى مطاليبه والقلب ما يسكنه شخصين واحد ويكفيني تعذيبه.

وبما أن الناخب يعاني نقصاً عاطفياً سيصدق الكلام المعسول، وسيجري خلف الشعارات البائسه للمرشح، ومع مطلع كل انتخابات أطالب الناخب أن يطلب ويتمنى من المرشح قبل أن يصبح نائباً حتى لو يطلب تبديل لمبات البيت، فالانتخابات الفرصة الوحيدة التي يشعر بها الشعب أنه صانع قرار، ولا تتكرر هذه الظاهره الغريبة إلا مرة واحدة عند اكتمال دوران الأرض حول الشمس أو مع ظهور نجم سهيل.

واعلم عزيزي الناخب المتيم أن الأيام دول بين الناس، فإن أول عمل يبدأ به بعض المرشحين بعد النجاح هو أنهم لا يردون على الاتصالات أو الرسائل، وينسفون الوعود التي كانت تبدأ بـ«سم وتم وأبشر»، وتنتهي إلى خلاص من حبكم يا زين عزلنا، والمجرب لا يجرب، فأحسنوا الاختيار، ألا هل بلغت اللهم فأشهد؟

من خلال ما نقرؤه للمشهد السياسي لا أعتقد أن هناك مفاجآت في ما سيقدمه المرشحون ويطرحونه في برامجهم الانتخابية، سوى أنهم سيوجهون سهام غضبهم وتهديدهم ووعيدهم في ندواتهم إلى سمو الرئيس وحكومته لدغدغة مشاعر الناخبين، وهم يعلمون أن السلطة التنفيذية بيدها العقد والحل، لذا فإن العنتريات لا تجدي نفعا، فإما أن يلعبوا سياسة بحرفنة أو نبقى ندور في فلك الأزمات إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً.

ثم أما بعد:

عادت أعيادك يا وطني وكل عام وأنت من مجد إلى مجد في ظل قيادة سيدي حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الصباح، حفظه الله ورعاه، وكل عام والشعب الكويتي العظيم بخير.

back to top