خاص

المحروقية لـ «الجريدة•»: الإعلام العماني منفتح ومحافظ معاً

«ادعاء أن العرب أمة غير قارئة اتهام باطل يدحضه ما تحظى به إبداعاتنا من احترام في المحافل الدولية»
• «معرض مسقط الدولي للكتاب فرصة لنقل الحدث بعيون الآخر... والإصدار الورقي هو المرجعية والأكثر موثوقية»

نشر في 01-03-2024
آخر تحديث 05-03-2024 | 17:00
بعبارات تقطر اعتزازاً بهويتها الوطنية وعروبتها المتأصلة وثقافة أمتها العريقة، وتنبض أملاً بمستقبل مشرق يدحض كل سلبية من شأنها جلد العرب لأنفسهم، أكدت المديرة العامة للإعلام الخارجي في وزارة الإعلام العمانية شيخة بنت أحمد المحروقية، أن الأمة العربية أمة قارئة، بعكس ما يشاع عنها وتشيعها هي عن نفسها، مؤكدة أن معارض الكتاب تؤدي دوراً محورياً في الدفع بعجلة التنمية والحضارية في كل بلد.
وقالت المحروقية، في حوار مع «الجريدة» على هامش فعاليات معرض مسقط الدولي للكتاب، إن إعلام السلطنة حريص على التوازن وإمساك عصا الثقافة من المنتصف، حيث يوازن بين الانفتاح على كل جديد، مع التمسك بهويته الوطنية، معتبرة أن المعرض مناسبة ثمينة لنقل الحدث بعيون الآخر. وفيما يلي التفاصيل:

• كيف تدعمون الجهود الرامية لخلق مناخ إعلامي دولي مفتوح يشجع على تبادل الأفكار والخبرات؟

- تتوطد أواصر الصداقة والأخوة بين الإعلاميين في جميع أنحاء العالم عبر فتح قنوات التواصل مع المؤسسات الإعلامية والثقافية وعقد الاتفاقيات ومذكرات التفاهم وتبادل الزيارات والمشاركة في التغطيات المختلفة، وهذا من شأنه أن يخلق مناخاً من تبادل الأفكار والثقافات والخبرات والمعارف لتطوير مهنة الإعلام وتحقيق دورها الإنساني في الارتقاء بالشعوب.

• من خلال دوركم الفعال في التنسيق والترتيب للمؤتمرات والمعارض الدولية، كمعرض مسقط الدولي للكتاب، كيف ترون المردود الحضاري على السلطنة من مثل هذه الفعاليات؟

- بلا شك تؤدّي معارض الكتاب دوراً محورياً في الدفع بعجلة التنمية والحضارة في كل بلد، فهي تتجاوز كونها مجرد محافل لاستعراض الجديد في عالم الكتاب، فالمعارض والمؤتمرات ملتقيات إنسانية يجتمع فيها الناس من مختلف الأقطاب والتوجهات والثقافات فينسون اختلافاتهم ويكتشفون بعضها، وكلٌ يستلهم من الآخر حتى يتطوّر ويتقدّم للأفضل، فالتنوّع دائمًا هو عنصر أساسي في كل عملية حضارية.

العالم الإلكتروني يهدد حقوق الملكية الفكرية للمنتج الثقافي

• ما مستقبل القراءة من وجهة نظركم، وهل سيحتل الكتاب الإلكتروني مكان «الورقي» التقليدي... وأيهما تفضلين؟

- العالم اعتقد أن مواقع التواصل الاجتماعي هي ثورة ستلغي «حكم» الكتاب والتلفاز والإذاعة والصحف بحجة أن العالم متسارع والإنسان بحاجة إلى معلومة مختصرة وسريعة الانتشار والهضم، ولكن في سنوات معدودة اكتشف العالم بنفسه أن المعلومة المقتضبة تؤخّره ولا تفيده في شيء ولا يستطيع الاستناد إليها ليبني عليها مشروعاً أو استراتيجية عمل وحياة، ناهيك عن كون العالم الإلكتروني يهدد حقوق الملكية الفكرية للمنتج الثقافي ويكون عُرضة للتضليل والتحريف المعلوماتي، لذلك يبقى الكتاب الورقي أو المنتج الفكري أكثر موثوقية وأفضل كمرجعية. أما فيما يتعلّق بتفضيلاتي، فأنا أستمتع بقراءة الكتاب الورقي وأحرص على اقتنائه، أما الإلكتروني فهو جيّد لحالات خاصة كالسفر، حيث يسهل حمل أكثر من ألف كتاب في حاسوب لوحي عوضاً عن حمل كتابين في حقيبة، كما أنني أستخدم الكتاب الإلكتروني كنسخة رديفة للكتاب الورقي في عمليات البحث العلمي.

الذكاء الاصطناعي لا يعدو كونه مرحلة من مراحل التكنولوجيا المتطورة

• الذكاء الاصطناعي نقلة نوعية في التقنية وفتح جديد للتكنولوجيا على عوالم مجهولة من شأنها تحقيق قفزة غير متوقعة في مستوى التعامل مع الأجهزة... كيف تنظرين إلى هذا الأمر؟

- الذكاء الاصطناعي بالنسبة لي لا يعدو كونه مرحلة من مراحل التكنولوجيا المتطورة، وهو أداة قابلة للتوظيف في مناحٍ عديدة، ويجب أن نتذكر أنه أداة لتسهيل حياتنا وتطوير أدائنا وأعمالنا.

• برأيك، ما الأسباب التي جعلت معظم أبنائنا بعيدين عن القراءة وغير مدركين لأهميتها؟ وكيف نعالج هذه القضية؟

- أرى أنه آن الأوان لنتوقف عن غرس هذه المغالطة التي لم تُبن على دراسات مُحكمة وحقائق ملموسة، نحن أمّة تقرأ وتحمل قيماً أخلاقية وإنسانية عالية، وأرى أن هذه النظرة السلبية تجاه أنفسنا بأننا لا نقرأ يجب أن تتغير لأن الواقع يقول عكس ذلك، والإنسان العربي المسلم له حضوره القوي في المحافل العالمية المختلفة ويحظى باحترام الآخرين وإعجابهم لثقافته وفكره المستنير وإبداعه، فلماذا نتّهم أنفسنا بما ليس فينا؟!

فخورون بإرثنا الوطني وثقافتنا المتفرّدة الزاخرة بالفنون والعادات والقيم

• الانفتاح الثقافي والإعلامي على العالم الخارجي له إيجابياته وسلبياته... هل لكم دور في جلب المصالح ودرء المفاسد المتعلقة بهذا الشأن؟

- الإعلام في سلطنة عمان يمسك العصا من المنتصف ويحافظ على الاتزان في فكر وثقافة الشعب العماني، فهناك انفتاح على العالم وتفاعل مشهود مع كل جديد ويشجّع الامتزاج مع الآخر، ولكن في ذات الوقت يعزز الإعلام العماني الهوية الوطنية المحافظة عبر العديد من البرامج والوثائقيات والمواد الإعلامية التي تعزز شعور الفخر والاعتزاز بالإرث والتاريخ العماني والثقافة العمانية المتفرّدة والغنية بالكثير من الفنون والعادات والتقاليد والقيم.

التنوّع دائماً هو عنصر أساسي في كل عملية حضارية

• حدثينا عن إدارة «الإعلام الخارجي» التي تقودينها.

- إن جل المؤسسات الحكومية في السلطنة تهدف إلى الرقي والنهضة في كل المجالات، عبر التواصل الإنساني المثمر، كما ان عُمان عبر كل مؤسساتها الحكومية تمد جسور الإخاء والتواصل والتعاون مع جميع دول العالم، لتعمل بشكل تكاملي من أجل الارتقاء بالبشرية، وهذا التعاون مع المؤسسات الإعلامية والثقافية والفكرية حول العالم له إيجابيات كبيرة، لاسيما أن دعوة الإعلاميين للمشاركة في تغطية الفعاليات الكبرى في السلطنة مثل معرض مسقط الدولي للكتاب فرصة لنقل الحدث بعيون وعدسة الآخر إلى جانب تكوين العلاقات الإنسانية الراقية بين زملاء المهنة.

كما ان المراكز الإعلامية في كل المناسبات ما هي إلا ملتقيات لتبادل الخبرات المهنية والاستلهام من التجارب المتنوعة.

back to top