رواتب وعقوبات استثنائية

نشر في 23-02-2024
آخر تحديث 22-02-2024 | 19:26
 نايف صنيهيت شرار

بمبادرة محمودة، وإن جاءت متأخرة، صدرت عن رئيس ديوان الخدمة المدنية مذكرة مستعجلة تقضي بفحص الشهادات الدراسية الجامعية للموظفين، سواء منهم المواطنون أو المقيمون.

وإننا إذْ نثمّن ونقدر دواعي هذا القرار الحكيم، تقديراً للتردّي الحاصل في الأداء الحكومي بالوظائف العامة التي يتقلدها مسؤولون في مختلف الجهات الحكومية، فإننا نشيد بقرار السلطة التنفيذية هذا، كونَه يفتح آفاق ربط المسؤولية بالمحاسبة، ويُجَسِّر سياقات الإدارة النزيهة، ويعزز مكانة الكفاءات ويرصد أهليتها للمناصب المسندة إليها.

وإثر ذلك فإنه بات لزاما على الجهات الحكومية المختصة أن تحارب الفساد وتحاسب القيادات التي كانت تدير هذه القطاعات الأكاديمية، منذ أول يناير من عام 2000 ميلادية حتى تاريخه، بما في ذلك محاسبة المقصّرين، ومعاقبة المستهترين في أداء واجبهم الوظيفي الوطني، وأما إن كان منهم من حصل على رواتب استثنائية من أموال الدولة، فيجب إيقافها فورا واسترداد ما صرف منها لغياب دواعي ذلك.

ولأن هذه المبادرة تروم ضبط الإدارة وزجر التزوير، فإننا نوصي بضرورة تعميمها على جميع القطاعات الحكومية، وألا تقتصر هذه على وزارة التعليم العالي وحسب، بل يجب محاسبة القياديين بمختلف جهات الدولة الذين ثبت تقصيرهم واستهتارهم، وعلى سبيل المثال لا الحصر، أولئك الذين أسهم أداؤهم في تفشي الفساد، ومن ذلك أيضا ما تعلق بالأزمة المرورية التي رافقت الموافقات المشبوهة للحصول على رخص السياقة المخالفة للقانون في قطاع المرور، وكذلك قيادات قطاع النقل والطرق نظيرَ ما آلت إليه حالة شوارع البلاد من فوضى وحوادث.

وَقُلِ القولَ نفسَه بخصوص أحوال القائمين على القطاع الزراعي، وما اتصل به من شبهات التنفيع في توزيع الحيازات الزراعية، مما أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية في كل موسم على مدار العام، وليس قطاع النظافة في وزارة الدولة المكلفة بالشؤون البلدية استثناءً، ومَن يتفقد أحوال شوارعنا فلن يعدم تراكم النفايات في مختلف الأنحاء، وتراجع المستوى الجمالي لمناطقنا وأحيائنا بشكل مخيف.

ونتيجةً لكل ما سبق، فإننا نشدد على ضرورة وقف الرواتب الاستثنائية لكل القيادات المسؤولة عن مختلف أنماط الفساد السابقة، ومطالبتهم باسترداد الأموال التي صرفت لهم بغير وجه حق خلال مسارهم المهني، وتشديد الخناق على كل من سوّلت له نفسه العبث باستقرار البلد ونزاهة المخلصين من أبنائه، الذين يسترخصون أموالهم وأنفسهم من أجل ريادته ونموّه وازدهاره «وفي ذلك فليتنافس المتنافسون».

back to top