شوشرة: فيروسات العنصرية وطفيليات البلطجية

نشر في 23-02-2024
آخر تحديث 22-02-2024 | 19:22
 د. مبارك العبدالهادي

كلما عدنا إلى المربع الأول في العديد من قضايا الساحة السياسية لا سيما ما يخص مجلس الأمة المنحل وغيره من المجالس السابقة بسبب تعنت بعض صانعي البطولات الذين لا همّ لهم سوى تسطير ملحمة من الخيال أمام مناصريهم، خرجت علينا أبواق نتنة تسعى جاهدة إلى خلط الأوراق وتفصيل المشهد حسب أهوائهم ومصالحهم وأحلامهم، لا سيما أولئك العنصريين الذين ينتشرون كالطفيليات على السطح ليبثوا سموم الفتنة لشق وحدة الصف.

وهذا الأمر، الذي يشكل خطورة، يجب عدم التغاضي عنه لا سيما مع الذين سيتكاثرون وينشطون خلال المرحلة المقبلة للعمل على نشر الشائعات والمغالطات والأكاذيب وغيرها من الأمور التي تستهدف نسيج هذا المجتمع الذي ملّ من هذه الترهات ومن النفس البغيض الذي يكنه العنصريون الذين زرعوا هذه الخصال السيئة في نفوس من حولهم، والذين يسارعون لإعلان مواقفهم البلطجية في مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها، ومساعيهم الجاهدة في تصنيف أبناء الشعب إلى فئات وفقا لقناعاتهم الرخيصة.

والسؤال لهؤلاء المرضى الحاقدين: هل أصبحت المواطنة تُصنف حسب مزاجهم وأحقادهم الدفينة؟ الواقع أن العيب ليس عليهم فهم مجرد فيروسات سيتم القضاء عليها مع الأيام، بل العيب على من يسعى جاهدا لدعمهم وتأييدهم مقدما مصلحته على المصلحة العامة للتكسب غير المشروع عبر العديد من المنافذ التي لا تخفى على أحد، وهؤلاء المرضى يحتاجون الى إعادة ضبط وتأهيل مجددا ليصبحوا مواطنين صالحين يستطيعون التعايش في هذا المجتمع المسالم.

وعلى حكومة سمو الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح التي تعهدت بتبني القضايا التي تهم المواطنين أن تكون قضية المواطنة من أولوياتها حتى لا تعم الفوضى بسبب المتاجرين بقضايا الناس، فهؤلاء ومن على شاكلتهم يسعون لإشغال العامة بنعراتهم وترهيب كل من يتصدى لنفسهم البغيض والحاقد، ولدى الناخب الواعي فرصة جديدة لإعادة فرز المواقف وتحديد المسار خلال المرحلة المقبلة في حسن اختيار من يمثله، بعد أن عرفنا من الذين يعملون على تأزيم الوضع وتصعيده والتعصب لآرائه المخالفة والتجاوز وعدم إعطاء السلطة التنفيذية فرصة العمل والإنجاز، فالعمل البرلماني ليس بنفخ الصدر وتصدر الكروش كسباً للرضا إنما بالحكمة والعقل والتعقل من أجل هذا الوطن دون غيره.

آخر السطر: وطني الكويت سلمت للمجد.

back to top