خاص

الجريدة• في ضيافة «هركليز C130» بقاعدة علي السالم الجوية

• العقيد بوخ: القاعدة أكثر المنافذ الجوية ازدحاماً... وعائلة «هركليز» تضيف الاستقرار إلى المنطقة
• طائرة المهام الصعبة تكشف سجل إنجازاتها... وآخرها إجلاء الأجانب من كابول في أغسطس 2021

نشر في 24-11-2022
آخر تحديث 23-11-2022 | 20:49
لم تكن دعوة القوة الجوية في الجيش الأميركي، المتمركز في قاعدة علي السالم الجوية، لـ «الجريدة»، عادية... فهي ليست لإجراء لقاء تقليدي مع مسؤول عسكري زائر رفيع المستوى أو ضابط كبير من القوات المرابطة في الكويت... بل كانت دعوة لمقابلة الطائرة «C130 هركليز»، وهي طائرة يؤكّد سلاح الجو الأميركي أنها توفر تنقلاً سريعاً للأشخاص والبضائع في جميع أنحاء العالم.
بعد استعدادات لوجستية استمرت نحو شهر، وبعدما تلقينا «دعوة خاصة» من قبل القوة الجوية، ها نحن في حضرة «هركليز»، التي تعد من أبرز طائرات الشحن الجوي العسكري الأميركي.

منذ لحظة دخول «الصخرة» (قاعدة علي السالم)، تجد نفسك وسط خلية نحل من الرجال والنساء العسكريين، الذين يعملون معا في كل المهام: حراسة، قيادة، تحميل، توضيب، أطباء، ممرضون، طيارون، وغيرهم.

الطائرة ناقلة جنود ومعدات طبية وعسكرية وتساعد في إخماد الحرائق

وبعد تجهيزنا بالمعلومات عن الأماكن التي يحق لنا تصويرها، والأماكن الأخرى الممنوع تصويرها، تمت استضافتنا حول طاولة مستديرة من قبل قائد جناح الاستكشاف الجوي 386، في قاعدة علي السالم الجوية، العقيد جورج بوخ، برفقة نائبه العقيد دانيال سانتورو، وقائد القيادة لويس لودوينغ، وهو قائد قيادة «الجناح 386»، متسلحين بثلاثة أكواب من القهوة الصباحية.

في البداية، قال بوخ: «لدينا نحو 16 فرقة مختلفة، وكل فرقة لها تعريف خاص بها، وتقدم تقاريرها مباشرة لي»، مبينا أن جناح الاستكشاف يعمل كمحور رئيسي لجسر جوي لتجهيز القوات المشتركة وقوات التحالف في منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأميركية.

وتعتبر قاعدة علي السالم كمدينة الشحن، وهي من أكثر المنافذ الجوية ازدحاما في المنطقة المسؤولة عن دعم العمليات المستمرة «العزم المتأصل»، بمتوسط سنوي يصل إلى 600 مهمة شهرية، كما توفر نحو 54 ألف طن من البضائع وتنقل 80 ألف فرد.

مشاريع الإعمار في القاعدة تبلغ 160 مليون دولار ولها تأثير اقتصادي إيجابي على الكويت

وتابع بوخ: «يدعم الجناح أيضا أكثر من 4000 جندي مشترك و8500 من قوات التحالف»، مبينا أنه ينتشر داخل القاعدة عدد كبير من المروحيات والطائرات المقاتلة والطائرات المسيرة من دون طيار، إضافة إلى مجموعة من طائرات «الهركليز C130».

وزاد: «يتألف الجناح 386 الجوي من مجموعة الصيانة الاستكشافية، ومجموعة دعم البعثة الاستكشافية، والمجموعة الطبية الاستكشافية، والمجموعة الجوية الاستكشافية الموجودة في كل من قاعدتي علي السالم وأحمد الجابر الجويتين، ومجموعة الرحلات الجوية 387».

وأوضح أن جناح الاستكشاف يضم أكثر من 4300 من العسكريين الأميركيين ومن قوات التحالف، مشيرا إلى أن القاعدة توفر عمليات النقل الجوي والعمليات اللوجستية وعمليات الاستخبارات والمراقبة والاستكشاف لدعم العمليات عبر الجنوب الغربي لآسيا، إضافة الى تنفيذ الضربات الدقيقة.

مهام تجريبية

وأضاف بوخ: «يقوم نحو 300 من الطيارين بمهام تجريبية مشتركة لدعم متطلبات الدعم القتالي للجيش الأميركي في قواعد العمليات الأمامية بجنوب شرقي آسيا»، متابعا: «نحن على اتصال دائم مع القيادة الوسطى لإبقاء الوضع مستقرا في المنطقة ولحلفائنا، ونعمل مع حلفائنا، ليس فقط الكويتيين، وإنما إيطاليون وكنديون وبريطانيون ودانماركيون، ونعمل بكل أريحية».

كما تحدث عن عمليات إعمار مستمرة لتحسين البنية التحتية في القاعدة، بدءا من الانتهاء بمدرج جديد، إضافة إلى بناء منشآت سكنية لإيواء العناصر، مشيرا إلى «اننا نعمل مع شركائنا الكويتيين في معظم المشاريع داخل القاعدة، وهذه المشاريع التي تشمل العقود واتفاقيات الشراء هنا، والتي تبلغ نحو 160 مليون دولار، لها تأثير اقتصادي إيجابي على الكويت».

إخلاء مصابين

وقال بوخ: «فيما يتعلق بالعمليات التي هي سبب وجودنا هنا، فنحن نجري إخلاءات لمصابين بحاجة الى عناية عالية الى مستشفيات مختصة».

ولفت إلى أن «الطقس الحار والغبار هما عدونا الأول، حيث تصل الحرارة الى نحو 60 درجة مئوية، لذلك نحرص دائما على حماية طائراتنا وطيارينا قدر الإمكان من هذه الحرارة، كما أن لدينا آلية كبيرة لتنظيف المدرجات من الرمال التي تحملها العواصف الرملية، شبيهة بالآليات التي تزيل الثلوج».

الطقس الحار والغبار من أوائل أعدائنا ونحرص دائماً على حماية طائراتنا وطيارينا

وعن عدد العناصر الطبية، أكد أن «لدينا نحو 55 عنصرا من الوحدات الطبية، لديهم خبرة رائعة في هذا المجال، لكن احيانا عندما تكون الحالة خطيرة بعض الشيء، ولا يمكننا التعامل معها هنا، ننقل المريض إلى قاعدة عريفجان، حيث يوجد مستشفى كبير ومجهّز بشكل كلي، وفي حال عدم تمكننا من معالجة الحالة الطبية في عريفجان فإن لدينا شراكة رائعة مع مستشفى الجهراء الذي استعنا به مرات عدة للاهتمام بقواتنا، وهذا موقع تقدير لمستشفى الجهراء وأطبائه».

مهام طائرات عدة

وبعد نهاية اللقاء، انتقلنا مع القادة الثلاثة بحافلة إلى حيث تجسم طائرة واحدة قادرة على أداء مهام الكثير من الطائرات... إنها «C130 هركليز»، التي لا مثيل لها، وأوضح بوخ ان عائلة هركليز تضيف الاستقرار إلى المنطقة من خلال مساعدة الأشخاص الرائعين على الوصول إلى حيث يحتاجون أن يكونوا لتعزيز الأمن الإقليمي.

وأمام هيبة هذا الناقل العملاق، كان بانتظارنا مجموعة عسكرية مختلطة من النساء والرجال، من فرق التمريض، والنقل والتحميل، حيث شاهدنا كيفية تحميل أطنان عدة من مواد مختلفة بكل سلاسة وبسرعة عالية، مواد مختلفة داخل الطائرة، لنستعرض لاحقا كيف تحوّلت الـ C130 الى مستشفى طائر بإمكانه نقل المحتاجين للعلاج الى أماكن مختلفة من العالم برفقة فريق متخصص.



داخل الطائرة، تشعر وكأنك في مخزن كبير، بإمكانه استيعاب آلاف الأطنان من معدات عسكرية، غذائية طبية، كما يمكنها أن تستخدم في إطفاء حرائق الغابات وفي نقل المساعدات الى الأماكن المنكوبة.

وباستخدام منحدر التحميل الخلفي وبابها، يمكن للطائرة C130 استيعاب مجموعة واسعة من البضائع الضخمة، بدءا من طائرات مروحية ومركبات مدرعة ذات الست عجلات إلى الشحنات القياسية والأفراد العسكريين.

تشغيل الطائرة

ويتم تشغيل «C130» من قبل طيارين اثنين وقائد واحد للشحن فقط في معظم المهام، ويمكنها أن تحمل أطناناً من الإمدادات لأكثر من 3000 ميل وتسليمها إلى قواعد في مواقع نائية.

وفي كل دقيقة على مدار اليوم، هناك طائرة هركليز تحلق في مكان ما حول العالم، حيث يوجد أكثر من 2600 طائرة من هذا الطراز قيد التشغيل مع 70 مشغلا حول العالم. وشاركت «C130» في العديد من عمليات الإغاثة خلال سنوات خدمتها الطويلة، واستفادت منها دول مختلفة حول العالم.

جناح الاستكشاف يدعم 4000 جندي مشترك و8500 من قوات التحالف

وهذه الفئة من الطائرات موجودة في الخدمة منذ نحو نصف قرن، وتعمل في نقل القوات والمعدات بمنطقة القتال عبر الإنزال الجوي أو المدارج القصيرة والترابية، وتستخدم في العمليات الخاصة، وتنفيذ مجموعة واسعة من المهام العملياتية في حالات السلم والحرب، كما أنها من الطائرات التي تحمل في العادة قوات العمليات الخاصة للقفز بالمظلات من ارتفاعات منخفضة أو الهبوط للقيام بأعمال هجومية في عمق الاراضي المعادية.

مهمات سابقة

وعلى غرار مهمات سابقة، استخدمت «هركليز C130» بشكل أساسي بالجزء التكتيكي من مهمة جسر جوي هو الأكبر في التاريخ العسكري، عندما سابقت الولايات المتحدة وحلفاؤها الزمن لإجلاء أجانب وأفغان من كابول، المعرضين للخطر في أغسطس 2021، قبل انقضاء مهلة بالاتفاق مع حركة طالبان المتشددة التي عادة الى الحكم في أفغانستان.

وتم استخدام «C130» بشكل ملحوظ في توفير ما يقرب من 200 ألف منصة نقالة من الإمدادات إلى باكستان لدعم الإغاثة الإنسانية للبلد الذي دمرته الفيضانات، وهذا مجرد واحد من العديد من الأمثلة التاريخية والحديثة لكيفية استخدام الجناح 386 الاستكشافي، لهذه الطائرة لتعزيز الاستقرار الإقليمي.

تاريخ وطرازات C130
خلال الحرب الكورية، التي بدأت في يونيو 1950، تبين للقيادة الأميركية حاجتها إلى تحديث أسطول النقل الجوي الذي يعود إلى الحرب العالمية الثانية. وبناء على ذلك، طلب سلاح الجو الأميركي عام 1951 المتطلبات اللازمة لتصميم طائرة نقل جديدة، حيث وضعت الشروط لشركات صناعة الطائرات الأميركية، على أن تستطيع الطائرة نقل 94 راكبا و72 من الجنود بتجهيزاتهم.

في عام 1952، اختار سلاح الجو مشروع شركة لوكهيد، الذي اطلق عليه الاسم YC - 130A وبنى نموذجين، وتعد «C130» أحدث إضافة إلى أسطول الطائرات القديمة من الطراز نفسه، ويشتمل على أحدث التقنيات، وتطير لمسافة أبعد وبسرعة أعلى، وبإمكانها الإقلاع والهبوط على مسافة أقصر.

وتتميز الطائرة أيضا بأنظمة دفاعية متكاملة تماما، ورادار ملون منخفض الطاقة، وعرض خرائط رقمي متحرك، ومحركات توربينية جديدة مع مراوح ذات 6 شفرات مركبة بالكامل وطيار آلي رقمي.


.
مهام عملياتية في السلم والحرب
تعمل C130 في جميع وحدات القوات الجوية الأميركية، وتخدم مع قيادة التنقل الجوي، وقيادة العمليات الخاصة بالقوات الجوية، وقيادة القتال الجوي، والقوات الجوية الأميركية في أوروبا، وقوات المحيط الهادئ، والحرس الوطني الجوي، وقيادة القوات الجوية الاحتياطية، مما يحقق مجموعة واسعة من المهام العملياتية في كل من حالات السلم والحرب.


back to top