إسرائيل تهدد بانفجار كبير بغزة والضفة في رمضان

نتنياهو يبرر القيود على المصلين في «الأقصى»... و«حماس» تنفي بحث استبدال السنوار

نشر في 20-02-2024
آخر تحديث 19-02-2024 | 20:07
فلسطينيون بمحيط مسجد قبة الصخرة في القدس الشرقية أمس (رويترز)
فلسطينيون بمحيط مسجد قبة الصخرة في القدس الشرقية أمس (رويترز)
مددت إسرائيل خططها لاستمرار الحرب الوحشية التي تشنها على غزة نحو شهرين، مهددة باجتياح رفح برياً خلال شهر رمضان في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق هدنة مؤقتة، فيما تهدد القيود التي فرضت على دخول المسلمين لأداء الصلاة في المسجد الأقصى خلال شهر الصيام بانفجار كبير في الضفة الغربية.

كشف 4 من المسؤولين المطلعين أن الدولة العبرية مددت خططها لمواصلة الحرب الشاملة في قطاع غزة لمدة تتراوح بين ستة وثمانية أسابيع أخرى، مع تكثيف استعدادها لاجتياح مدينة رفح، بحلول شهر رمضان، إذا لم تنجح جهود الوساطة التي تقودها مصر وقطر في التوصل إلى اتفاق بشأن تبادل المحتجزين مع «حماس» وإقرار هدنة.

وقال المسؤولون، وهم إسرائيليان ومسؤولان آخران في المنطقة لـ «رويترز»، إن القادة العسكريين في إسرائيل يعتقدون أن بإمكانهم إلحاق ضرر كبير بما تبقى من قدرات «حماس» خلال هذه الفترة، مما يمهد الطريق للتحول إلى مرحلة أقل كثافة من الضربات الجوية المستهدفة وعمليات القوات الخاصة.

وقال آفي ميلاميد، المسؤول السابق في المخابرات الإسرائيلية والمفاوض في الانتفاضتين الفلسطينيتين الأولى والثانية في الثمانينيات والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين، إن الفرصة ضئيلة في أن تستجيب حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للانتقادات الدولية وتلغي الهجوم البري المزمع على رفح المتاخمة للحدود المصرية والمكتظة بـ 1.5 مليون نسمة أغلبهم من النازحين.

وأضاف أن «رفح هي آخر معقل لسيطرة حماس ولا تزال هناك 6 كتائب مقاتلة بها يجب تفكيكها لتحقيق أهدافها في الحرب» التي اتمت أمس يومها الـ 136.

تفجير وغليان

وبالتزامن مع تحذير عضو مجلس الوزراء الحربي بيني غانتس من أنه إذا لم تطلق «حماس» سراح جميع الرهائن المحتجزين في غزة بحلول شهر رمضان 10 مارس، فسيتم شن هجوم على رفح، أيد نتنياهو موقف وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، بفرض قيود على دخول مواطني إسرائيل العرب إلى المسجد الأقصى خلال شهر الصيام المقدس لدى المسلمين.

الفلسطينيون يطالبون «المحكمة الدولية» بإنهاء الاحتلال ونتنياهو يرفض ولاية المحكمة

وذكرت تقارير عبرية عديدة أن القرار المثير للجدل يناقض توصيات أجزاء من المؤسسة الأمنية حذرت من أن الخطوة قد تثير استعداء المسلمين دون داع خلال الشهر المبارك، ووفقا لموقع واينت، فإن بن غفير يسعى للسماح للمصلين الذين تزيد أعمارهم على 70 عاما بالدخول إلى الحرم القدسي والأطفال دون سن 10 سنوات وبأعداد محددة، وهو ما أثار ردود فعل غاضبة لأعضاء «كنيست» في المعارضة.

وبحسب ما ورد، يدعو موقف جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) إلى السماح للرجال الفلسطينيين الذين تزيد أعمارهم على 60 عاما والنساء فوق 50 عاما الذين أجري لهم إجراءات تحقق من الخلفية بالدخول لتفادي إثارة مشاعر المسلمين وتأثرها بتسمية «حماس» لهجوم «طوفان الأقصى».

وفي وقت لم يتخذ قرار نهائي بشأن السماح للفلسطينيين من الضفة الغربية المحتلة بالدخول إلى الحرم القدسي، دافع نتنياهو عن القيود وقال إنه اتخذ «قراراً متوازناً» يسمح بحريّة العبادة، لكن دخول المسجد سيخضع لقيود حسب الظروف الأمنية.

وفي حين قال وزير الخارجية، يسرائيل كاتس، إن التقييدات على الحرم القدسي ليست عقائدية أو أيديولوجية، وإنما ناجمة عن «اعتبارات أمنية»، رأى بن غفير بشأن القيود التي يعتقد أنها ستفخخ الشهر الفضيل، أنه «لا يمكن أن يكون النساء والأطفال رهائن في غزة، ونحن نسمح لحماس باحتفالات النصر في جبل الهيكل».

وكرر وزير المالية بتسلئيل سموتريتش دعوته لتشجيع الهجرة الطوعية للفلسطينيين من غزة كـ «هدف سياسي» لتغيير الوضع، مضيفاً أن تل أبيب ستتجه إلى إلغاء اتفاقية أوسلو وحلّ السلطة الفلسطينية لمواجهة أي خطوة أحادية ضدها بعد تحرّك واشنطن بمساعدة دول عربية لطرح خطة تشمل التطبيع مع الدولة العبرية والاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة.

خيارات صعبة

في المقابل، نقلت «رويترز» عن قيادي في «حماس» قالت إنه يقيم في قطر أن «النصر المبين الذي وعد به نتنياهو لن يكون سريعا أو سهلا» إذا ما أكمل مخططه لاجتياح رفح.

وقال المسؤول إن تقديرات الحركة تفيد بأنها فقدت ستة آلاف مقاتل خلال الصراع المستمر منذ أربعة أشهر، أي نصف العدد الذي تقول تل أبيب إنها قتلته وهو 12 ألفا.

وأضاف: «نتنياهو خياراته صعبة ونحن خياراتنا صعبة، هو يقتل وبإمكانه أن يحتل غزة وعنده غطاء لذلك، لكن وبنفس الوقت حماس صامدة وتقاتل. لم يحقق أهدافه لقتل القيادة العسكرية وإبادة حماس».

وعقب نشر التقرير، نفى عضو المكتب السياسي للحركة عزت الرشق، ما أوردته «رويترز» عن الاعتراف بمقتل 6000 من عناصرها.

كما وصفت الحركة تصريحات وزير الدفاع يوآف غالانت حول وجود خلافات داخل قيادتها والبحث عن بديل لقائدها بغزة يحيى السنوار، بأنه كلام فارغ وحرب نفسية تهدف إلى رفع معنويات جيشه.

إسبانيا وعقوبات المستوطنين

وحذَّر ممثل الشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، من أن منع الفلسطينيين من دخول الأقصى برمضان، قد يزيد الوضع سوءاً بالضفة الغربية التي تشهد «حالة غليان».

ودعا بوريل قبيل اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل، الدول الأعضاء، إلى اتخاذ إجراءات لمعاقبة المستوطنين الذي يرتكبون أعمال عنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، فيما هددت إسبانيا بفرض عقوبات احادية في حال فشل الاتحاد في الاجماع.

محكمة العدل

وبينما بدأت محكمة العدل الدولية جلسات استماع تاريخية لإصدار رأي استشاري غير ملزم بشأن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، أكد مكتب نتنياهو أن الدولة العبرية «لا تعترف بشرعية مداولات المحكمة بشأن قانونية الاحتلال» المستمر منذ 56 عاما.

وفي مستهل الجلسة الأولى، قال وزير الخارجية بالسلطة الفلسطينية رياض المالكي إن إسرائيل تسرق الأراضي الفلسطينية وإنه يتم إنكار حق الشعب الفلسطيني في الوجود وتقرير المصير.

وأضاف أن «الإبادة الجماعية الحالية في غزة والفصل العنصري بالضفة ناتجان عن غياب العقاب والحساب لإسرائيل». وشدد: «من الواجب وقف ممارسات إسرائيل. يجب أن ينتهي الاحتلال من دون شروط».

قتلى وضحايا

ميدانيا، أعلنت وكالة الأنباء الفلسطينية، مقتل أكثر من 100 وإصابة المئات جراء القصف الإسرائيلي المتواصل على غزة ورفح، مشيرة إلى ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر الماضي إلى 29092 قتيلا و69028 مصابا.

على الجهة المقابلة، أفاد معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي بمقتل نحو 1508 إسرائيليين وإصابة أكثر من 14341 منذ اندلاع الحرب.

من جانب آخر، أظهر تقدير أولي لمكتب الإحصاءات المركزي أن اقتصاد إسرائيل انكمش 19.4% على أساس سنوي في الربع الرابع من العام الماضي بسبب أضرار الحرب وهو ما فاق توقعات سابقة بأن يبلغ 10% فقط.

back to top