روسيا تثبّت أقدامها في دونباس بعد انسحاب أوكراني من أفدييفكا

نشر في 17-02-2024 | 14:12
آخر تحديث 17-02-2024 | 19:35
زيلينسكي بمركز قيادة دونيتسك (أ ف ب)
زيلينسكي بمركز قيادة دونيتسك (أ ف ب)

قبل أيام من الذكرى السنوية الثانية لبدء غزو أوكرانيا في 24 الجاري، اضطر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم ، إلى إصدار أمر للجيش بالتخلي عن مدينة أفدييفكا، مركز «القتال العنيف» في الشرق، في تحرّك منح روسيا أكبر انتصار رمزي بعد فشل الهجوم المضاد الذي شنّه الصيف الماضي.

وبرر القائد الأعلى للجيوش الأوكرانية، أولكسندر سيرسكي، أول قراراته الرئيسية منذ تعيينه في 8 الجاري، بالرغبة في الحفاظ على حياة جنوده.

وقالت كييف إن الجيش الروسي يكثف هجماته رغم خسائره البشرية الثقيلة منذ أكتوبر، وهو وضع يذكّر بمعركة مدينة باخموت التي سيطرت عليها موسكو في مايو 2023 بعد 10 أشهر من القتال الذي كلّفها عشرات آلاف القتلى والجرحى.

وقالت روسيا، اليوم، إن قواتها ألحقت بالقوات الأوكرانية سلسلة من الهزائم على خط المواجهة الممتد لألف كيلومتر، مع انسحاب القوات الأوكرانية من بلدة أفدييفكا.

وكذلك لأفدييفكا قيمة رمزية واستراتيجية كبرى بالنسبة للجانبين، فقد سقطت لفترة وجيزة عام 2014 في أيدي الانفصاليين المدعومين من موسكو، قبل أن تعود إلى سيطرة كييف، فضلا عن قربها من مدينة دونيتسك معقل أنصار روسيا منذ 10 سنوات.

وتبقى السيطرة على أفدييفكا خطوة أساسية في هدف روسيا المتمثل في تأمين السيطرة الكاملة على الإقليمين اللذين يشكّلان منطقة دونباس الصناعية، دونيتسك ولوهانسك، وهما من بين المناطق الأوكرانية الأربع التي تقول روسيا إنها ضمّتها، لكنها لا تسيطر عليها بشكل كامل، وقد تمنح الرئيس فلاديمير بوتين نصرا ميدانيا بينما يسعى لإعادة انتخابه الشهر المقبل.

وقالت «بي بي سي»، في تقرير، إنه من غير المرجح أن يتوغل الروس، خلال المستقبل القريب، أكثر نحو مدن مثل بوكروفسك وكوستيانتينيفكا، مضيفة أن هدف الهجوم الأخير يبقى تخفيف الضغط على مدينة دونيتسك.

وقال ميكولا بيليسكوف (من المعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية)، وهو مركز أبحاث رسمي في كييف، إن السيطرة على أفدييفكا «لن تقلب الوضع بشكل حاسم لمصلحة موسكو، ولكنه سيجعل الوضع أكثر قابلية للاستمرار بالنسبة لدونيتسك المحتلة كمركز لوجستي روسي رئيسي».

ويعتقد بيليسكوف أن الدافع وراء المعركة في هذه المدينة الشرقية «رغبة الكرملين في تعزيز موقف المتشككين الغربيين الذين يدعون إلى خفض الدعم لكييف»، والذين يشيرون إلى التأثير المحدود للمساعدات العسكرية بمليارات الدولارات.

وغداة توقيعه اتفاقيات أمنية طويلة الأمد مع ألمانيا وفرنسا، دعا زيلينسكي، في اليوم الثاني من مؤتمر ميونيخ للأمن، الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب (المرشح الرئاسي المحتمل في انتخابات العام الحالي، والمتشكك في جدوى دعم أوكرانيا)، للذهاب إلى خط المواجهة مع روسيا لرؤية ما يحدث.

وحذّر زيلينسكي من أن «أوروبا قد تواجه أوقاتاً لن يكون فيها تفعيل المادة الخامسة من معاهدة حلف الناتو مسألة بالنسبة إلى واشنطن على الإطلاق، بل للعواصم الأوروبية»، مبيناً أن «هذه الحرب تحدد أكثر من مجرد مكان أوكرانيا أو أوروبا بأكملها في العالم. هذه هي حرب روسيا ضد أي قواعد على الإطلاق».

back to top