زبدة الهرج: سمو الرئيس دعنا نحلم معك

نشر في 16-02-2024
آخر تحديث 15-02-2024 | 18:37
 حمد الهزاع

كنت أشاهد إحدى مباريات بطولة كأس آسيا المقامة في دولة قطر الشقيقة، فلفت انتباهي معلق المباراة وهو يوجه كلامه إلى لاعبي فريقه حينما رآهم يتراجعون إلى الدفاع، فيقول لهم «لا يوجد سبب للتراجع»، بالرغم من أن فريقه كان فائزاً، هذه الجملة أبحرت بي إلى عالم الرياضة الكويتية، وخصوصاً كرة القدم معشوقة الجماهير، وكيف تراجعت بشكل مخيف دون سبب واضح للعيان، ودون سابق إنذار، يجعلها تهبط من القمة بسرعة فائقة بلا فرامل إلى القاع.

وحاولت أن أجد مبرراً لهذا التراجع فلم أصل إلى نتيجة مقنعة، فعملت مقارنة بين أجسام لاعبينا وأجسام باقي لاعبي الفرق الأخرى الذين يلعبون في البطولة، فوجدت للجميع أرجلاً وأياديَ وعيوناً وألسنة وشفاها، يعني «سيم سيم»، ثم ذهب بي خيالي الى أعضاء مجلس إدارة الاتحاد وقارنتهم بباقي أعضاء الاتحادات التي تلعب في البطولة، ولم ألاحظ فرقاً إلا بعض الفروقات في الشكل مثلاً الطول، القصر، البدانة، النحافة، يعني لا تشكل عائقاً في التفكير والإنجاز.

بعد ذلك قارنت الدعم الحكومي الذي يتلقاه الاتحاد مع بعض المنتخبات المشاركة في البطولة، فوجدت أننا أفضل بكثير من بعضهم، ثم إني بصرت ونجمت كثيراً لأبحث عن أسباب أخرى فلم أجد، وقد يكون اتحاد كرة القدم مسحوراً أو أصابت أعضاءه عين حسد، ويحتاجون «مطوع ثمانية سلندر» يقرأ عليهم، وينفث على رؤوسهم، يمكن محسودين على أشياء لم نشاهدها ولا نعلمها كجمهور.

وبعد البحث والتحري عدت أدراجي من رحلة خيالية لا طائل منها سوى الحسرة والحزن وضيقة البال، لذا يا سمو الرئيس، حفظكم الله، حلمنا أن نرى منتخبنا يعود كما كان والكرة في ملعبكم لأننا هرمنا ونحن نشاهد الضحية أمامنا ونترك المتسبب بلا حساب ولا عقاب.

ثم أما بعد:

لا يوجد شيء اسمه مستحيل عند من يبحث عن الوصول إلى القمة والمجد، أما جلسة المقاهي وتدخين الشيشة وشرب السحلب راح تكون المهمة «أكل ومرعى وقلة صنعة».

back to top